لا وساطة كويتية بين المخلوع صالح والسعودية

المدنية اونلاين - العرب اللندنية

نفت الكويت على لسان نائب وزير خارجيتها، خالد الجارالله، إجراءها أي وساطة بهدف المصالحة بين المملكة العربية السعودية والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

 

وكان صالح فاجأ المتابعين للشأن اليمني بمناشدته أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للتوسّط لدى السعودية “لرأب الصدع معها”، محاولا اغتنام فرصة وجود العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آنذاك في زيارة إلى الكويت.

 

واعتُبر ذلك انعكاسا لتوتّر العلاقة بين زعيم حزب المؤتمر الشعبي العام وشركائه في التمرّد، جماعة أنصار الله الحوثية على خلفية صراع على المناصب في الحكومة الموازية التي أعلنها الطرفان مؤخرا في صنعاء، وتطور الأمر إلى محاولة الحوثيين تجريد صالح من قوته العسكرية.

 

وفي مقابل نفيه وجود الوساطة المشار إليها، أكّد الجارالله “موقف الكويت الرامي إلى الحل السياسي للأزمة اليمنية وحقن الدماء والحفاظ على استقرار ووحدة اليمن”، مضيفا أن “الكويت استضافت مشاورات السلام بين الأطراف اليمنية المتنازعة على مدى أكثر من ثلاثة أشهر دون أن يتحقق التوافق الذي يقود إلى حل سياسي للأزمة”، مرحّبا ” بالأشقاء اليمنيين في الكويت للتوقيع على الاتفاق النهائي الذي قد يتم التوصل إليه من خلال الاتصالات الجارية حاليا”.

 

وتتحدّث مصادر يمنية عن وصول العلاقة بين الحوثيين وصالح مرحلة غير مسبوقة من التوتّر وصلت حدّ الصدام بين قوات تابعة للطرفين.

 

وتناقلت وسائل إعلام أنباء عن مواجهات في محافظة الحديدة الواقعة بغرب اليمن على ساحل البحر الأحمر والخاضعة لسيطرة المتمرّدين بين قوات تابعة للطرفين على خلفية صراع على معدات وآليات عسكرية بحرية تابعة لقوات صالح وحاولت ميليشيا الحوثي الاستيلاء عليها.

 

((مواجهات ميدانية بين أتباع صالح وأتباع الحوثي تبين وصول العلاقة بين طرفي التمرد درجة غير مسبوقة من التدهور))

ونقل موقع “اليوم” الإخباري عن مصادر وصفها بالمطّلعة أن الرئيس اليمني السابق طلب من وزير دفاع الحكومة الموازية، إصدار قرارات عسكرية بإنهاء سيطرة القيادات الحوثية على معسكرات الجيش بشكل غير قانوني.

 

ويسعى الحوثيون إلى تعيين ضباط وقادة في قوات الدفاع الساحلي بالحديدة والصليف ورأس عيسى ورأس الكثيب والخوخة وغيرها، بهدف تحويل القوات البحرية إلى قوة خاصة تابعة لهم.

 

وحسب ذات المصادر، فإن ميليشيا الحوثي حاصرت قائد ألوية الدفاع الساحلي في الحديدة العميد علي الأنسي، إضافة إلى ضباط آخرين معه، بعد رفضهم السماح لقيادي في جماعة أنصارالله يكنى بأبي سجاد بنقل مدافع من الحديدة إلى صعدة بشمال البلاد، حيث تتعرّض قوات الحوثيين لضغط شديد من القوات الموالية للحكومة الشرعية وطيران التحالف العربي.

 

وفي الخوخة، طردت ميليشيات الحوثي خمسة من قادة بحرية علي عبدالله صالح، كما اعتقلت ثلاثة من ضباط معسكر أبوموسى الأشعري.

 

كما شرحت ذات المصادر أنّ الحوثيين باتوا يشكون في ولاء الضباط المحسوبين على صالح، وخصوصا العاملين بالشريط الساحلي ويتهمونهم بأنهم مخترقون من قبل ضباط وقادة جنوبيين مناهضين للتمرّد ويعملون على إسقاط الساحل الغربي بيد قوات الشرعية.

 

وتضمن تقرير رفعه ضباط استخبارات للقيادة الحوثية اتهام ضباط بالدفاع الساحلي موالين لعلي عبدالله صالح بتقديم معلومات لجهات عسكرية دولية تسببت في ضرب رادارات وبطاريات صواريخ خلال الشهر الماضي، وتدمير اسلحة نوعية، حسب التقرير. وطال الاتهام العميد علي الانسي قائد الدفاع الساحلي.

 

وترى مصادر سياسية يمنية أنّ إيران التي تحرّك جماعة أنصارالله الحوثية من وراء الستار، لا يمكن أن تأتمن صالح المعروف ببراغماتيته، ولن تُغفل ميوله القومية وعلاقته المتينة السابقة بالرئيس العراقي الأسبق صدّام حسين، وأنها ستنتهي لا محالة بتحريض الجماعة الحوثية على محاصرته وتجريده من أوراق قوّته.

 

وفي اجتماع له بكتلة حزبه في “حكومة الإنقاذ” التي تشكلت مؤخرا في صنعاء، ناشد صالح أمير الكويت، أن يلعب دورا لرأب الصدع مع المملكة العربية السعودية، قائلا “أتمنى على الكويت الشقيقة بزعامة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، التوسط لرأب الصدع بيننا وبين الإخوان في السعودية وإنهاء الاقتتال الداخلي”.

 

وتمنى الرئيس اليمني السابق أيضا “على الإخوان، أشقائنا في مجلس التعاون الخليجي، أن يساعدوا اليمن للخروج من هذه الأزمة، مثلما ساعدونا في عام 2011 وقاموا بالمبادرة الخليجية”، مضيفا “صحيح أن أشياء كثيرة نفذت في المبادرة، منها التخليّ عن السلطة، وانتخاب رئيس مؤقت توافقي، كلها مشت بشكل جيد، ونتمنى عليهم أن يساهموا في إيقاف الحرب، وسنكون شاكرين ومقدرين لإخواننا في مجلس التعاون”.

 

وأعتبر صالح أن تمنياته “ليست توددا للخليج بل هي سعي للسلام”، قائلا “قد يقول مَنْ يقول إنه تودّد من صالح للخليج. أنا أتودد للسلام وأنا أتحرك في اتجاهه، أنا مع السلام، أنا مع