الجيش الأميركي يعلن بدء تفريغ المساعدات بميناء غزة العائم وتمسك أممي بأهمية المعابر البرية

المدنية أونلاين/متابعات:

أعلن الجيش الأميركي، الجمعة، تحرك أولى شاحنات المساعدات الإنسانية من ميناء غزة العائم إلى داخل القطاع، في حين شددت الأمم المتحدة على أن الطرق البرية هي "الأكثر جدوى" لإيصال المساعدات.

وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، في بيان، إن الحمولة الأولى من المساعدات الإنسانية المخصصة لغزة عبر الميناء العائم الذي أقامته واشنطن فُرّغت وبدأت الشاحنات بنقلها نحو القطاع المحاصر.

وأضافت: "اليوم قرابة الساعة التاسعة صباحاً (بتوقيت غزة، 06:00 بتوقيت غرينتش)، بدأت الشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية بالتحرك نحو الشاطئ عبر الميناء العائم".

وأوضحت أن العملية تأتي ضمن "جهد مستمر متعدد الجنسيات لتقديم مساعدات إضافية للمدنيين الفلسطينيين في غزة عبر الممر البحري ذي الطبيعة الإنسانية بالكامل، والذي يشمل مساعدات تبرعت بها عدة دول ومنظمات إنسانية".

وبدأت عشرات الشاحنات التابعة لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، صباح الجمعة، بتفريغ حمولة أول سفينة مساعدات إنسانية تصل إلى ميناء غزة العائم. وانطلقت عشرات الشاحنات من مناطق جنوبي قطاع غزة ووصلت إلى الميناء العائم جنوبي مدينة غزة، وبدأت بنقل حمولة أول سفينة مساعدات إنسانية تصل إلى الميناء.

وتتبع الشاحنات لبرنامج الأغذية العالمي، ورافقتها طواقم من المنظمة في طريقها إلى الميناء. وبحسب مصادر محلية فلسطينية، فإن الشاحنات ستعمل على نقل حمولة سفينة المساعدات إلى مناطق جنوبي القطاع لتوزيعها على مئات آلاف النازحين، خاصة في منطقة المواصي، غربي خانيونس.

بدورها، أعلنت بريطانيا، الجمعة، أنها نقلت مساعدات إلى القطاع عبر ميناء غزة العائم للمرة الأولى. وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في بيان: "تُسلم الآن المساعدات البريطانية للناس عبر الرصيف المؤقت قبالة غزة".

وأضاف: "سيُرسل المزيد من المساعدات في الأسابيع المقبلة، لكننا نعلم أن الطريق البحري ليس هو الحل الوحيد. نحن بحاجة لرؤية المزيد من الطرق البرية مفتوحة".

الأمم المتحدة: الطرق البرية أكثر جدوى لإيصال المساعدات

وفي السياق، شدد مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة على أن المساعدات الإنسانية المقدمة لقطاع غزة "ينبغي ألا تعتمد على رصيف عائم بعيد عن الأماكن الأكثر احتياجاً"، مؤكداً أن الطرق البرية هي "الأكثر جدوى" لإيصال المساعدات.

 جاء ذلك في تصريحات لمتحدث المكتب الأممي "أوتشا" ينس ليركه خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية.

وتابع: "جميع المساعدات التي تصل إلى غزة موضع ترحيب، ولا تنتقص من حقيقة أن المساعدات عبر البر ستكون أكثر أهمية"، لافتاً إلى أن "إيصال المساعدات إلى المحتاجين في غزة لا ينبغي أن يعتمد على رصيف عائم بعيد عن الأماكن الأشد احتياجاً".

وشدد ليركه على أن الطرق البرية هي "الأكثر جدوى وفعالية وكفاءة" لإيصال المساعدات، مؤكداً الحاجة إلى "فتح جميع نقاط العبور" إلى قطاع غزة.

والخميس، أعلنت واشنطن الانتهاء من بناء ميناء غزة العائم على شواطئ القطاع. وقالت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، إنّ الولايات المتحدة ثبتت مراسي لربط ميناء غزة العائم بشاطئ القطاع، في إطار مهمة لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين.

وقال مسؤولون أميركيون إن ميناء غزة الجديد سيتعامل في البداية مع 90 شاحنة يومياً، لكن هذا العدد قد يصل بعد ذلك إلى 150 شاحنة. وتقول الأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى دخول 500 شاحنة يومياً إلى قطاع غزة.

لكن وكالات الإغاثة تقول إنه لا تزال هناك تحديات يتعين حلها. وقال نائب رئيس لجنة الإنقاذ الدولية لحالات الطوارئ بوب كيتشن: "بمجرد وصول المواد الغذائية أو الإمدادات إلى قطاع غزة، سواء من الرصيف أو المعابر، لا يوجد أمن... ولا يوجد وقود".

وبدأت عمليات إنشاء منطقة ميناء غزة العائم في وقت سابق من هذا العام، في منطقة البيدر، جنوب غرب مدينة غزة، على الحدود مع وسط القطاع.

وجاء اختيار المنطقة لكونها في نطاق يسيطر عليه جيش الاحتلال الإسرائيلي وبالقرب من الحواجز الإسرائيلية المطلة على الشارع 749 الذي أنشأه الاحتلال إثر العدوان على غزة، ويفصل فيه القطاع إلى شق جنوبي وشق شمالي. مع العلم أن منطقة البيدر، التي يوجد فيها الميناء الجديد، تُعتبر منطقة زراعية وسياحية.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعلن في السابع من مارس/ آذار الماضي، أن الجيش سيبني ميناء مؤقتاً على ساحل قطاع غزة على البحر المتوسط لإيصال المساعدات الإنسانية عن طريق البحر. وجاءت خطة بايدن ضمن "محاولات احتواء خطر المجاعة في غزة"، في ظل توالي التقارير عن تدهور الأوضاع وتصاعد حدة الكارثة الإنسانية التي خلفتها الحرب.