وحدة القوى الوطنية ضرورة حتمية في مواجهة مشروع تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية

المدنية أونلاين/فؤاد مسعد:

إن توحيد كافة القوى الوطنية المناهضة للمشروع الإرهابي الإيراني الذي تمثله جماعة الحوثي يعد ركيزة أساسية في المواجهة المصيرية مع هذه الجماعة الإرهابية، ذلك أن الخلافات والصراعات البينية داخل القوى السياسية اليمنية قد شكّل- ولا يزال بيئة خصبة لتنامي الخطر الحوثي- الإيراني، بل إنه كان الطريق التي مهدت للانقلاب الحوثي، وهو ما بات على القوى الوطنية أن تدركه جيداً، ومن ثم تعمل على بلورته في خطابها السياسي والإعلامي وفي كافة مواقفها، وبدون ذلك ستظل آفة الانقلاب الطائفي والسلالي جاثمة على صدور اليمنيين، وليس ذلك فحسب، بل إن التنظيم الإرهابي الحوثي بات يشكل تهديداً يتجاوز اليمن إلى المحيطين الإقليمي والدولي، خاصة بعد هجماته المستمرة على حركة التجارة والملاحة الدولية في خليج عدن والبحر العربي ومضيق باب المندب والبحر الأحمر.

وفي هذا السياق يرى الناشط السياسي كامل الخوداني، رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية في محافظة إب، أن الحوثي لديه مشروع تدميري يستهدف جميع اليمنيين بدون استثناء وفي مختلف التوجهات والانتماءات، يستوي في ذلك المؤتمري والإصلاحي والمقاومة الوطنية والسلفي والجنوبي والشمالي، الجميع مستهدفون بهذا المشروع التدميري. ولهذا فإن مواجهة جماعة الحوثي يتوجب علينا جميعا تجنيب خلافاتنا ورميها ومغادرة أحقاد الماضي بمختلف أنواعها، علينا أن نتجاوز هذه الخلافات، وأن نضع أيدينا معاً لمواجهة هذه الجماعة الإرهابية السلالية العنصرية.

وفي حديثه مع ”26 سبتمبر”، أضاف الخوداني أن الحوثيين يستمدون قوتهم من الخلافات والمكايدات بين القوى الوطنية، وهم يستغلون هذه الخلافات منذ العام 2003 حتى اليوم، وعندما دخلوا العاصمة صنعاء كان أهم عامل قوة لديهم هي الخلافات داخل القوى الوطنية، ولا يزالون يعملون في استثمار الخلافات فيما بيننا. لهذا فعلينا ألا نكرر أخطاءنا بينما الحوثيون يواصلون توسعهم وتمددهم ويواصلون بناء قوتهم. ونحن نظل نعيش في خلافات بينية مستمرة خدمت الحوثيين ومشروعهم الذي يستهدف قيمنا وهويتنا وثوابتنا وجمهوريتنا.

وقال الخوداني: إن مشروع الحوثي يستهدف اليمن ونظامه الجمهوري وعقيدته وثوابته الوطنية، وإن خلافاتنا مع جماعة الحوثيين هي خلافات ثوابت، ولا يمكن أن نلتقي أو نجتمع معها، بينما خلافاتنا داخل القوى الوطنية خلافات بينية وخلافات وجهات نظر قابلة للحلول في جلسة حوار واحدة، وهذا يختلف عن المشروع الحوثي، فهو مشروع أحادي بأفكار تختلف عن أفكارنا وأهداف مختلفة عن أهدافنا وتوجهات مختلفة عن توجهاتنا، لذلك لأن المشروع الحوثي يستهدفنا بشكل كامل وبدون استثناء.

وختم الخوداني قائلاً: أوجه الدعوة عبر صحيفة “26 سبتمبر” هذه الصحيفة التي تواجه الكهنوت الحوثي بكل قوة، صحيفة كل اليمنيين، صحيفة التوجيه المعنوي والقوات المسلحة، لجميع القوى الوطنية لطي صفحة وخلافات الماضي، والعمل جميعاً ككيان واحد ضد هذه الجماعة، وأن يكون هدفنا موحداً أياً كانت خلافاتنا، علينا تجنيب الخلافات والعمل موحدين في إطار مجلس القيادة الرئاسي، الذي أثبت خلال الفترة الماضية تماسكه ووحدة توجهاته.

وكانت بدأت جهود ولقاءات خلال الفترة الماضية بهدف توحيد مكونات الصف الجمهوري في مواجهة الخطر الحوثي الإيراني، قادها سياسيون ونشطاء وإعلاميون من مختلف المكونات السياسية والمستقلين المناهضين للمشروع الإيراني وذراعه الحوثية في اليمن.

وأقرت تلك الجهود وثيقة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين وتوحيد الخطاب الإعلامي، ونبذ الخلافات، وتقوية العلاقات بين الأحزاب والعمل تحت مظلة الدولة الشرعية.

وتضمنت الوثيقة مشروع اتفاق بين الأطراف السياسية الجمهورية من دون استثناء أحد منها، لتتوحد تحت مظلة الشرعية، وتبذل كل الجهود السياسية والعسكرية والاقتصادية لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وتأجيل المواضيع الخلافية كافة بين الأطراف اليمنية إلى ما بعد استعادة الدولة لتحل حينها بالآليات الممكنة والمسارات المتاحة.

ووفقاً لمعدي الوثيقة لأنها تقترح تشكيل مجلس تنسيقي من كل الأحزاب والمكونات السياسية يحدد اللوائح والأطر والأنظمة الخاصة بعمله ويشكل لجاناً سياسية وعسكرية وإعلامية واقتصادية، وعقدت سلسلة من اللقاءات شملت قيادات سياسية وحزبية ومسؤولين في الحكومة اليمنية، وأبدى الجميع الترحيب بالفكرة والتفاعل مع مضامينها.

وبحسب القائمين على تلك الجهود فإن وحدة الصف الجمهوري، لا زالت تمثل استجابة للتحديات الراهنة التي ظلت تهدد كيان الدولة اليمنية ونظامها الجمهوري نتيجة للتفكك والصراعات البينية داخل مكونات الشرعية.

ويؤكد كثير من السياسيين والإعلاميين والنشطاء أن تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية يستمد قوته من عدة عوامل أساسية وفي مقدمتها الخلافات بين القوى السياسية اليمنية، وبالتالي فهو يعمل على تنمية هذه الخلافات واستثمارها في تكريس سلطته وتقوية وجوده وتدعيم نفوذه. وهو ما يحتم على القوى الوطنية أن تعمل على توحيد صفها وخطابها وتنسيق جهودها ونبذ الخلافات فيما بينها، وإعطاء الأولوية للمواجهة المصيرية التي يخوضها اليمنيون ضد جماعة الحوثي الإرهابية.

ولا تزال تتواصل جهود توحيد الصف في مواجهة المشروع الإيراني بنسخته الحوثية، ومخاطرها التي تجاوزت اليمن والإقليم إلى تعطيل حركة الملاحة الدولية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، ومع هذه التطورات الجديدة بات العمل على توحيد الجهود أكثر ضرورة وأهمية بالنظر للتحديات الراهنة والمستقبلية على الصعيدين الداخلي والخارجي.