
المقدشي: الجيش جاهز وينتظر قرارًا سياسيًا للهجوم البري على الحوثيين
قال الفريق محمد المقدشي، المستشار العسكري لمجلس القيادة الرئاسي اليمني ووزير الدفاع السابق، في مقابلة مع برنامج "بلا قيود" على قناة BBC عربي، إن القوات المسلحة اليمنية "جاهزة تمامًا" لخوض هجوم بري على مليشيا الحوثي الإرهابية، لكن القرار السياسي من قيادة الدولة هو ما سيحدد التوقيت.
وأوضح المقدشي أن الاستعدادات تمت منذ وقف إطلاق النار في عام 2022، وتشمل كافة الجبهات من الساحل إلى الشمال، الجنوب، والشرق، مع إمكانية انطلاق العمليات من عدة جبهات بناءً على ما يراه القادة الميدانيون في الوقت المناسب.
فيما يخص الدعم الأمريكي، أكد المقدشي على وجود تواصل دائم بين القيادة اليمنية وواشنطن، وكذلك مع السعودية والإمارات، ولكنه شدد على أن الضربات الأمريكية الأخيرة كانت تأديبية ضد مراكز القيادة والتسليح الحوثية ولم تكن تمهيدًا لعملية برية.
وعن التهديدات من حدوث فراغ في السلطة بعد انهيار مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، نفى المقدشي هذه المخاوف، مؤكدًا أن اليمنيين اليوم متوحدون حول قيادة المجلس الرئاسي الذي يعمل على توحيد المكونات المسلحة عبر غرفة عمليات مشتركة.
كما أشار إلى أن تأخر الحسم العسكري لم يكن بسبب الخلافات الداخلية أو التدخلات الإقليمية، بل نتيجة التدخلات الدولية واتفاقيات الهدنة مثل اتفاق ستوكهولم، معتبرًا أن مليشيا الحوثي هم الطرف الذي يرفض السلام وينقض العهود.
فيما يتعلق بالاتهامات العمانية بشأن تهريب الأسلحة لمليشيا الحوثي، قال المقدشي إنه توجد معلومات تشير إلى تهريب الأسلحة عبر الأراضي العمانية، لكنه أقر بعدم وجود أدلة قاطعة على تورط الحكومة العمانية بشكل رسمي.
وفيما يخص سقوط مدنيين جراء الضربات الأمريكية، أشار المقدشي إلى أنه يدين سقوط المدنيين إذا كانت هناك أخطاء، لكنه أضاف أن مليشيا الحوثي يتحملون المسؤولية عن تدهور الوضع الإنساني في اليمن، مشيرًا إلى أنهم هم من أدخلوا اليمن في مرحلة الجوع والنزوح.
كما نفى المقدشي أن يكون وجود القيادات العسكرية في الخارج دليلًا على تخليهم عن مسؤولياتهم، مؤكدًا أنه كان دائمًا في الداخل حتى تغييره من منصب وزير الدفاع، مشيرًا إلى أن مصدر القرار اليوم في الرياض وأن القيادات تتنقل بين الداخل والخارج بشكل مستمر.
تصريحات المقدشي تأتي في وقت يشهد فيه اليمن تصاعدًا في النقاشات حول مستقبل الأزمة اليمنية، وتحول الضغوط العسكرية من الضربات الجوية إلى تدخل بري موسع بدعم أمريكي، في ظل التهديدات الحوثية المتزايدة للملاحة الدولية.