في عدن عرب ٤٨ نقطة ضعف أم قوة؟
تحداني أحد الأصدقاء من الحجرية قال هات لي أي سياسي جنوبي ونلتقي في فرزة الهاشمي وكل واحد يتحرك إلى قريته، من الذي سيصل أولاً ؟
في الحقيقة لم أكن قبل ذلك أستوعب أن قرى الحجرية لاتبعد عن وسط الشيخ عثمان إلا ساعة فقط بالسيارة !
إن الأحقية بعدن التي يفترضها بعض سكان الجبال الذين تبعد قراهم من ساعتين إلى ست ساعات هي أحقية كسبية نفعية لاتقوم على فكرة الانتماء للمدينة وتقديمها على ماسواها ..
نعم عدن فيها تكوين سكاني متعدد كان للسياسة دور مهم في تشكيله فقد جلب البريطانيون جاليات مختلفة استقرت في عدن، ثم أحدث الاستقلال وحكم الجبهة القومية تغييرا آخر بجلب أبناء الأرياف وتوطينهم محل الجنود البريطانيين وفي مساكنهم ..
غير أن لأبناء تعز والمناطق الوسطى تميزاً فريداً إذ جلبتهم مهاراتهم وطلبهم للرزق وكانوا خير مؤثر في المدينة، فكان على أيديهم افتتاح عدة مجالات لم تكن موجودة من قبل أو لم تكن متميزة كالمطابع والمشاغل وطوروا كثير من الأسواق والمطاعم والمقاهي ..
أيام بدايات الحراك الجنوبي لم تكن العنصرية تجاه الجنوبيين من أصول شماليه حاضرة لأنهم كانوا بحاجة الجميع وكان عدد من هؤلاء ضمن تشكيلات الحراك الجنوبي، ولكن مع تحسن وضع الحراك ونزول القيادات لعدن بعد ٢٠١١ ثم امتلاء عدن بالمليشيات المسلحة القروية ظهرت هذه النبرة العنصرية المقيتة ..
عرب ٤٨ مصطلح يؤكد أحقية أصحابه بالأرض وليس كما يفهم بالمقلوب من أعماه الطمع والحقد !