رفض حكومي لأي مفاوضات..

"اتفاق السويد" مظلة الحوثيين وغطاء عملياتهم العسكرية (تقرير)

المدنية أونلاين/خاص:

بعد سنة ونصف السنة من اتفاق السويد الذي لم يجد له أي أثر إيجابي طيلة الفترة الماضية، ومع التصعيد العسكري للحكومة الشرعية، بدأ مارتن غريفيث إجراء لقاءات مع قيادات حوثية للتشاور حول عقد حوار سياسي شامل وتنشيط عمل لجنة تبادل الأسرى والمختطفين وخفض التصعيد في نهم شرق صنعاء.

فالحديث عن حوار سياسي شامل، هو انقاض للميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران، بعد تعرضها لاستنزاف كبير شرق صنعاء والاصرار الحكومي باستمرار العمليات العسكرية في كافة الجبهات وتأكيد وزارة الدفاع بأن معركة تحرير العاصمة خيار لا رجعة فيه مهما كلّف الأمر.

وقوبل تحركات المبعوث الأممي، رفض الحكومة الشرعية "رفضا قاطعا" الحديث عن أي مفاوضات للحل الشامل للازمة اليمنية مع ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران قبل التنفيذ الكامل وغير المشروط لبنود اتفاق السويد بخصوص الوضع في محافظة الحديدة وإطلاق كافة الأسرى والمختطفين ورفع الحصار عن محافظة تعز.

ويقول وزير الإعلام معمر الإرياني، في تغريدات تابعها "المدنية أونلاين"، أن أي دعوة لعقد مفاوضات قادمة قبل تنفيذ اتفاق السويد وإنهاء التصعيد العسكري من قبل من أسماهم "مرتزقة طهران" الميليشيا الحوثية"، هي مجرد خطوة عبثية لامتصاص الغضب الشعبي وضرب حالة الاصطفاف الوطني خلف الشرعية والجيش الوطني وإعطاء الميليشيا فسحة من الوقت لتعويض خسائرهم البشرية وإعادة ترتيب صفوفهم.

ولفت الوزير الارياني إلى عجز المجتمع الدولي والمبعوث الخاص للأمم المتحدة الذي عجز عن إقناع وممارسة الضغط على الميليشيا الحوثية لتنفيذ بنود اتفاق السويد، مؤكدا أنه سيفشل بالتأكيد في إجبارها على الانخراط بجدية في تسوية شاملة للأزمة ترتكز على المرجعيات الثلاث، وهي مستمرة في حمل السلاح وقتل وإرهاب الشعب اليمني.

ويشير إلى أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن لا يدرك أن الميليشيا الحوثية تعمل وفق عقيدتها المبنية على القتال وانتزاع الحكم بحد السيف وإراقة الدماء والتنكيل بالمعارضين، ومنهجها قائم على الغدر ونقض العهود والمواثيق والانقلاب على الاتفاقات، ولا يمكن أن تعيش بعيداً عن ذلك.

ويؤكد الارياني أن الشعب اليمني والجيش الوطني قادرون على التصدي للمشروع الإيراني وذراعه الحوثية، وتحرير كل ما تبقى من الأراضي تحت سيطرة الميليشيات الحوثية "التي أكدت مجدداً ان لا عهد لها ولا ميثاق"، وفق تعبيره.

فيما، يؤكد نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن صالح، خلال لقائه ممثل السويد الخاص لليمن يوم أمس، بأن تصعيد الحوثيين الأخير في جبهات عدة يقضى على آمال وفرص تنفيذ كلما تم الاتفاق عليه في السويد، وان استمرار إطلاقهم للنار وقصف المدن وعرقلة الأعمال الإنسانية والاختطافات والانتهاكات المختلفة يؤكد ارتهانهم للمشروع الإيراني الهادف لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة كما أنه ينسف الجهود الأممية المبذولة لإحلال السلام.

ويشير النائب إلى أن استهداف الحوثيين بالصواريخ الباليستية والطيران المسير للمواطنين الأبرياء وتصعيدهم في مأرب والحديدة والمخا وتعز والجوف وحجة والبيضاء والضالع وغيرها من محافظات الجمهورية، يظهر عداء الحوثيين لكل اليمنيين بدون استثناء، كما ان هذا الاستهداف يثبت واحدية قضية اليمنيين في وجه المشروع الانقلابي الحوثي.

ومن الواضح كان هناك استغلالاً من الميليشيات الحوثية لهذا الاتفاق في ظل صمت مخجل من قبل المبعوث الأممي والأمم المتحدة، وعليه فإن التصعيد العسكري الذي حصل في نهم هو ما أنهى اتفاق استوكهولم وعمل على إعلان وفاته بشكل نهائي ورسمي.

وكانت الحكومة الشرعية قد أعلنت وفاة اتفاق استوكهولم الذي توصلت إليه مع الحوثيين برعاية أممية في ديسمبر (كانون الأول) 2018 في السويد، حيث أعتبرته مظلة لميليشيا الحوثي الانقلابية وغطاء لعملياتهم العسكرية في أكثر من جبهة، إلى جانب عمليات التحشيد في الجبهات العسكرية الأخرى.