في أول حوار.. محافظ عدن "الزبيدي": دفعت الى منصب المحافظ دفعا والملف الأمني أكبر محرض لي لقبول المنصب

أجرت صحيفة ( عدن تايم ) حوارا صحفيا هو الأول مع محافظ عدن العميد عيدروس قاسم الزبيدي منذ توليه قيادة محافظة عدن .. ركزنا في هذا الحوار على تسليط الضوء على التحديات التي تواجه محافظة عدن في مقدمتها التحدي الامني وكذلك اعادة الاعمار ودمج المقاومة في الجيش والامن كما عرجنا على بعض القضايا السياسية والادارية .

 

ورغم انه كان بجعبتنا من الاسئلة الكثير الا ان ضيق وقت الاخ المحافظ جعلنا نختصرها في حدها الادنى .. شاكرين للعميد عيدروس الزبيدي رحابة صدره وتخصيصه جزءا من وقته للاجابة على اسئلتنا رغم مشاغله الكثيرة .. وفيما يلي نص الحوار: 

 

ناضلتم لأكثر من 15 عام ضد النظام الحاكم واليوم أصبحتم جزء منه , ما الذي اختلف في الأمر ؟

اعتقد أن صياغة سؤالك تنضوي نوعا ما على تسرع في قراءة الأحداث سواء في جزئها التاريخي أو في مدارها الحالي .. صحيح أننا ناضلنا ضد نظام الإقصاء والتسلط لأكثر من عقد ونصف ، لكننا لسنا جزء منه اليوم ، ذلك أن ما تتحدث عنه من نظام سياسي ، كان قد سقط أخلاقيا منذ أول شرارة للتظاهرات الشعبية منذ 2007، قبل أن يلفظ آخر أنفاسه السياسية والعسكرية في حرب تحرير عدن والجنوب .. كما أن تولينا لمناصبنا الحالية لم يأت في سياق أي تسويات سياسية ، والمتفحص سلسلة الأحداث يدرك أننا دفعنا إلى ذلك دفعا ،نظراً لخوفنا الشديد على العاصمة عدن من أن تنزلق في مستنقعات الفوضى والإرهاب .

 

وصدمتنا من هول ما لحق بنا من صفعة جسيمة من قوى الإرهاب تمثلت باستهداف أخلص رجال المرحلة الشهيد �جعفر سعد� ، ولم يكن من الشجاعة أن نتنصل من أي مهام نكلف بها ، وكان علينا أن نكمل بأي شكل كان مسيرة الشهيد جعفر.. واليوم فإن بقاءنا على رأس السلطة المحلية في عدن ، يعني بدرجة أساسية الاضطلاع بمهامنا الإدارية الأمنية والخدمية ، فنحن نحترم مسؤولياتنا وتخصصاتنا ..

 

هذا لا يمنع أن نبقي على خياراتنا السياسية ، كما لا يمنع أن نراجعها بنقد ذاتي بناء ، لكن الحديث فيها الآن بشكل أوفى سيكون من قبل كثير من القيادات الجنوبية ،، أما نحن في قيادة المحافظة فمهامنا تتلخص بإعداد عدن كمدينة تليق بأن تكون عاصمة تضاهي أحلام وطموحات وتضحيات أبنائها. 

 

يعد الملف الأمني أحد أهم التحديات التي تواجهكم , ماذا أعديتم للأمر ؟

كما قلت لك فان حيثيات قدومنا إلى هذا المكان لم تكن طبيعية على الإطلاق .. وقد لا أجد حرجاً في القول أننا كنا الحل الإسعافي الوحيد بعد حادثة اغتيال الشهيد جعفر سعد .. لذا فإن ترتيب أولوياتنا اقتضى لزاما أن نولي الملف الامني اكبر قدر من الاهتمام ، وهو الأمر الذي كان أكبر محرض لنا لقبول هذا المنصب.

 

التحديات الشائكة التي نواجهها في هذا الملف لن تجعل الفوضى أو الإرهاب مصيراً حتمياً ، لكنها تستدعي منا جهداً مضاعفاً ..كما أن جدية دول التحالف والرئاسة اليمنية بالتصدي لجماعات الإرهاب والعنف قد عبدا الطريق لنا ويسرا من حجم المهمة.

 

على كل لن نسرف في الحديث عن التحديات الأمن لكننا نطمئن مواطنينا .. ونقول لهم أن ما يفرض من إجراءات أمنية حاسمة بإشراف العميد شلال على شايع قد أثمرت حالة استقرار نسبي نسعى بدورنا إلى تعزيزها ، ونحن بحمدالله نقابل تفهم وتعاون كبيراً من المواطنين في عدن ولعل هذا هو أهم عناصر نجاحنا .. 

 

تنتشر الجماعات المسلحة بمناطق حيوية في عدن , كيف ستتعاملون مع هذه الجماعات وخاصة أنها تملك أسلحة ثقيلة ؟

إلى جانب ما ذكرته هنا فهناك تحديات أخرى تواجهنا في إدارة المحافظة اليوم .. بالتوازي مع ذلك فان هناك الكثير من التحديات الأخرى كالجماعات الارهابية ، وقد يكون العمل العظيم الذي أنجزه الشهيد جعفر على مستوى البنية التحتية والمؤسسات الخدمية ، وفي وقت قياسي ، سهل كثيراً من مهمتنا ، لكن الطريق إلى النموذج الذي نطمح إليه مازال طويلاً ، ولاجتياز هذا الطريق نعول بدرجة اساسية على ابناء عدن الذين سنشيد معهم يدا بيد مدينتهم الباسلة. 

 

دمج المقاومة وتشكيل وحدات أمن وجيش شعارات لطالما رفعت لكن لم نر لها أثر ا على أرض الواقع .. من الذي يعرقل ذلك ؟

أعتقد أن جزء كبير من معوقات هذه المساعي هو تسرع الإعلام في إطلاق الأحكام ، قد تكونوا محقين في وصف هذه العمليات بمجرد الشعارات ، ونحن نشارككم المشكلة لأننا نعمل بصمت دون أن نركز على دور الإعلام..

 

عموما فإن دمج المقاومة بمؤسسات ووحدات الجيش والامن لا يأتي بعصا سحرية ، بل هو عملية مرتبة وطويلة ، صحيح أن ثمارها لم تظهر كاملة حتى الآن ، لكنها سارية على قدم وساق ، وقبل دمج المقاومة بالجيش يفترض بنا أولا ترتيب المقاومة ورص صفوفها ومن ثم تأهيلها ومن ثم منحها المهام الموكلة والبزة العسكرية .

 

في الأخير الغاية من عمليات الدمج هي خلق جيش وطني قوي ، وليس مؤسسة متضخمة ومترهلة. 

 

هل وجدتم وعود من قبل التحالف بإعادة إعمار ما خربته الحرب في عدن ؟

علينا مبدئيا توضيح اللبس في مصطلح �إعادة الإعمار� ، البعض يعتقد أن إعادة الإعمار تعني شوية بردين وشوية خلطة وعملية بناء.. هذا غير صحيح ، إعادة الإعمار أوسع من هذا الأشياء فهي أولاً تعمل على إنهاء حالة الإقتتال وثانيا تثبيت السلم الأهلي والذي يجري الآن والخطوة القادمة وسيليها البدء بعملية التعويضات الإصلاح والبناء .

 

وأشقاؤنا في دول الخليج قد أطلقوا وعوداً صريحة بالإضطلاع بهذا الملف ، وهي ليست مجرد وعود بل قد باتت التزامات بعد آخر مؤتمر عقد لإعادة إعمار اليمن ، أما على المستوى القريب فإن الكثير من المنظمات الإنسانية و الدولية أهمها الهلال الأحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان والكثير من المنظمات العربية و الأجنبية تكفلت بشكل مباشر بالجهد الإغاثي لمتضرري الحرب ، بل باشرت منظمات إنسانية مثل الهلال الأحمر الإماراتي بترميم القطاعات الصحية والخدمية ، كما أسهمت دول شقيقة بشكل مباشر بدعم الجانب الأمني في عدن ، وكل هذه خطوة أولى في إعادة الأعمار.

 

من جانبنا نثمن كل هذه الجهود المحمودة ، ونسعى إلى تعزيزها والحرص على أن تذهب في مجراها الصحيح ولمن يستحقها .. غير أنها في الوقت نفسه لا تعفينا من واجبنا تجاه أبناء عدن ، ونحن لن ندخر جهدا في إعادة تطبيع الحياة فيها مثلما كانت أفضل.

 

ما المطلوب من قواعد أنصار الحراك الجنوبي وكافة التيارات السياسية الموجودة بعدن لمعاونتكم في مهامكم؟

حاليا نحن في منصب لا يسمح لنا بتصنيف الناس على اي أساس سياسي ، نحن نتعاطى مع جميع أبناء عدن وجميعهم حتى الآن إيجابيون في تسهيل مهام السلطة المحلية ..

 

أما الحراك الجنوبي فلطالما كان عامل استقرار مهم للمدينة ولا نطالبه الحقيقة بأي جهد خاص ، لأنه بشكل تلقائي يعمل على ترميم وإنعاش واستقرار العاصمة. 

 

لمحافظة عدن إرث مثقل بالقيادات الفاسدة , كيف ستتعامل مع هولاء المسؤلين؟

حاليا لا نعمل في فراغ ، هناك لوائح وقوانين تضبط النظام الإداري في المحافظة ، ونحن بالطبع لن نتساهل مع اي مسؤول يثبت لنا فساده.


تنويه هام

نشرت صحيفة الوطن المصرية قبل أيام حوارا مع العميد عيدروس الزبيدي تناقلته مختلف الوسائل الاعلامية .. غير أن محافظ عدن العميد عيدروس الزبيدي قال ان المقابلة التي نشرت في جريد الوطن أجريت قبل تعيينه محافظا لعدن، وحتى قبل عودته الى الداخل .. في حين اعتبر اعلاميون في مكتب محافظ عدن ان ما دار في المقابلة من حديث كان بصفة الزبيدي قائدا لمقاومة الجنوب .. مستغربين ان تقدم الصحيفة نفسها وبعض الزملاء في الداخل باخراج المقابلة بحلة جديدة وتنشر علی أنها أجريت حديثا لتظهر ضعف سلطة الزبيدي كمحافظ .

وبالتالي فهذا الحوار اول حوار صحفي يجري مع محافظ عدن منذ توليه مهامه 

 

نقلا عن عدن تايم