فينيسيوس "المتناقض" وسلاح سيتي يحرمان الريال من الانتقام (تحليل)

المدنية أونلاين/كووورة:

عاش مشجعو كرة القدم إحدى أفضل الليالي في دوري أبطال أوروبا، بملعب سانتياجو برنابيو بين ريال مدريد وضيفه مانشستر سيتي.

وحسم التعادل بنتيجة (3-3) مباراة ذهاب ربع النهائي، قبل أن يلتقي الفريقان إيابا يوم الأربعاء المقبل بملعب الاتحاد.

وفشل الريال مؤقتا في الانتقام من مان سيتي، الذي أقصاه من البطولة العام الماضي بالفوز عليه برباعية نظيفة.

كارلو أنشيلوتي مدرب الريال، اعتمد على طريقة (4-2-3-1)، حيث تبادل جود بيلينجهام وفينيسيوس جونيور لعب دور المهاجم الوهمي.

أما بيب جوارديولا مدرب السيتي، فقد لعب بطريقة مشابهة، في غياب كيفن دي بروين المتوعك، الذي بدأ على مقاعد البدلاء، معولا على فيل فودين خلف رأس الحربة هالاند في العمق.

بداية عاصفة

ارتكب الريال خطأ مزدوجا في بداية اللقاء، بطله تشواميني ولونين، حيث تسبب الأول في ركلة حرة بمخالفة متهورة خارج منطقة الجزاء، فيما فشل الثاني في التمركز بشكل صحيح لحظة تنفيذ الركلة، ليستغل برناردو سيلفا ذلك بوضع الكرة في الشباك.

واتضح اعتماد الريال على كروس في عملية فتح الملعب بإرسال الكرات الطولية على الجانبين بأقصى سرعة، في محاولة لاستغلال أي مساحة على الأطراف.

في المقابل، حافظ السيتي على أسلوبه المعتاد وحاول القيام بعملية بناء اللعب بهدوء بالغ، عبر التمريرات القصيرة في وسط الملعب.

ودفع السيتي ثمن مبالغته في الدفاع المتقدم، بعدما تسبب ذلك في ترك مساحات شاغرة في الخلف، استغلها الريال بعد التعادل في شن هجمة خاطفة، نتج عنها هدفا ثانيا عن طريق رودريجو، بعد انطلاقة من منتصف الملعب جعلته وجها لوجه مع أورتيجا.

بين العيب والحيلة

وجه الريال دفة اللعب للجهة اليسرى عبر تمركز فينيسيوس جونيور ورودريجو في تلك الجبهة في آن واحد، مع دخول الأول للعمق في بعض الفترات.

هذا الأمر تسبب في تكدس تلك الجبهة بمدافعي السيتي، ما أغلق المساحات أمام الثنائي البرازيلي، وزاد من صعوبة توغله بالكرة، فضلا عن قتل فاعلية الجبهة اليمنى.

لكن مع مرور الوقت، ظهرت بعض الفوائد من وضع الثنائي في جبهة واحدة، إذ استطاعا خلخلة الدفاع مرارا وشن بعض الهجمات، ما شكل خطورة بالغة على مرمى السيتزنز.

رعونة فينيسيوس "المتناقض"

رغم الشراكة الفعالة بينه وبين رودريجو في الجهة اليسرى، إلا أن فينيسيوس كان يظهر أحيانا وكأنه نقطة ضعف في هجوم الفريق الملكي.

وتصرف الجناح البرازيلي في بعض اللقطات برعونة، سواء بالتباطؤ في الخروج بالكرة أو فقدانها بسهولة، فضلا عن التمريرات الخاطئة أحيانا.

كذلك، أهدر فينسيوس على أصحاب الأرض فرصة تسجيل أكثر من هدف بسوء اللمسة الأخيرة التي لازمته في كافة الفرص التي سنحت له أمام المرمى.

هذه الرعونة كانت برعاية أنشيلوتي الذي لم يتحرك سريعا لإخراج فينيسيوس، البعيد عن مستواه، بل أبقى عليه بأرض الملعب حتى قبل النهاية بـ4 دقائق، رغم تعطل أغلب الهجمات عند قدميه، وأخرج رودريجو رغم نشاطه وفاعليته.

رغم ذلك، ظهر فينيسيوس بوجه متناقض للمرة الثانية بعدما صنع هدفا آخر بتمريرة حريرية، سجل منها فالفيردي هدف التعادل بطريقة رائعة.

كسر الصمود

حتى نهاية الشوط الأول، عجز لاعبو السيتي عن اختراق دفاع الميرنجي، الذي كان صلبا في أول 45 دقيقة، فضلا عن نجاحه في عزل هالاند عن بقية زملائه.

واستمر صمود دفاع الريال أمام الضيوف، الذين حاولوا اللجوء لحلول أخرى من أجل كسر هذا التكتل، وهو ما وصلوا إليه عبر سلاح التسديدات البعيدة، ما سمح لفودين بمعادلة النتيجة بهدف ثانٍ.

هذا السلاح كان فعالا بشكل مثالي، إذ عاد السيتي لاستغلاله عبر جفارديول بتسديدة قوية بيمناه بعد دقائق معدودة، أسفرت عن هدف ثالث لكتيبة جوارديولا.