أسلحة الدمار الشامل تسمح للهلال باختراق حصون الغرافة
فرض الهلال السعودي أفضلية جديدة على منافس آخر هو الغرافة القطري، ليحقق انتصاره التاسع على التوالي، بفضل أسلوب تكتيكي مميز من الإيطالي سيموني إنزاجي، يجعل الفريق الأزرق متسيدا المباراة ويحقق التفوق بأقل مجهود.
بذكاء شديد تعامل مدرب إنتر ميلان السابق مع المواجهة الآسيوية الرابعة له ولفريقه هذا الموسم، فقد حقق المطلوب وأكثر، وخرق بمكاسب مهمة منها إراحة عناصر أساسية مع الفريق، واستعادة نجوم غائبين مثل كانسيلو، ومساهمتهم تهديفياً بالإضافة إلى حضور تهديفي نادر للبرازيلي كايو.
ووضع الهلال منافسه تحت ضغط مبكر، فقد ظهرت شخصية الزعيم خارج ملعبه أيضا، وكعادته نجح إنزاجي في تطبيق أسلوب الكماشة الهجومية التي يعتمد فيها على انطلاقات الظهيرين، فقد أصبح وجود كانسيلو وثيو بمثابة رئتين هجوميتين للهلال، ليس فقط من خلال إرسال عرضيات متقنة مثلما كان في عهد المدرب السابق جورجي جيسوس، لكن أيضا الدخول في عمق الملعب وخلق الكثافة الهجومية التي تصعّب مهمة الدفاع في إبطال مفعول محاور الخطورة.
واستحوذ الهلال على الكرة أطول وقت ممكن خاصة في الشوط الأول، حيث بلغت نسبة استحواذ الفريق السعودي نحو 60%، لكنه لم يكن استحواذا سلبيا من خلال وصول متكرر إلى مرمى خليفة بابكر حارس الغرافة.
محاولات لا تتوقف من خلال سالم الدوسري وعبدالله الحمدان وكايو سيزار، بالإضافة لفرص أخرى عن طريق ثيو وكانسيلو.
ومع الهدف المبكر، دفع الهلال منافسه لأن يبدأ في رحلة البحث عن التعويض بعدما كان متعادلا وينشد التقدم على أرضه.
تفوق الهلال استمر من خلال سلاح مهم اعتمد عليه إنزاجي وهو الدفاع المتقدم الذي يبقي مناطق اللعب في منتصف ملعب الغرافة.
وقام في أكثر من مناسبة محمد كنو وعلي لاجامي ويوسف أكتشيشيك باستخلاص الكرة قبل أن تصل إلى مرحلة الخطورة.
ومع هدف كايو في الشوط الثاني، أحكم الهلال قبضته على المباراة، خاصة مع الانتشار الجيد للاعبيه، وخبرات لاعبين أمثال كنو وروبن نيفيز وسالم الدوسري الذين تحكموا في إيقاع اللعب بشكل كبير، وجعلوا الهلال صاحب الخطر المتكرر على مرمى المنافس سواء بتمريرات ذكية خلف المدافعية أو محاولات بمجهود فردي.
أزمة متكررة
وتظل أزمة الشوط الثاني والتراجع البدني وربما الفني أحيانا، هي أكثر ما يؤثر هلال إنزاجي، إذ أن الفريق استقبل هدفا في الوقت القاتل، ورغم أنه لم يغير النتيجة النهائية، لكنه زاد معاناة مستمرة للفريق وهي الشوط الثاني واستقبال أهداف فيه، أو على الأقل عدم التسجيل.
وجاء هدف الغرافة مع تراجع هلالي في آخر الدقائق انتظارا لصافرة النهاية، وترك مساحات لمسدد الكرة بأريحية.
إجمالا قدم الهلال مباراة جيدة فنيا، استفاد فيها إنزاجي من المداورة بمشاركة بعض اللاعبين الذين لا يشاركون بانتظام، واستعادة جهود آخرين، كما عزز المدرب الإيطالي فكرته التي يطبقها منذ بداية الموسم، وهي الأدوار الهجومية للمدافعين، فبجانب الهدفين أضاع رباعي الخط الخلفي بعض الفرص المهمة منها فرصة مرت من أمام كوليبالي وأخرى أهدرها ثيو أمام المرمى مباشرة.
ولعل الانتصار قبل فترة التوقف الدولي سيعزز ثقة الهلال وإنزاجي من أجل الاستعداد لما هو قادم بأفضلية الأداء والنتائج في الفترة الماضية، وهو أفضل ما يتمناه المدرب الإيطالي، خاصة مع استعادة جهود بعض الغائبين في الفترة الماضية على غرار البرازيلي مالكوم، الذي يعد أحد المحاور الهجومية التي لا غنى عنها في الفريق.
موقف مالكوم
كشفت تقارير صحفية، آخر تطورات سفر البرازيلي مالكوم جناح الهلال السعودي، إلى إسبانيا، من أجل الاطمئنان على مفصل القدم، وذلك بعد غيابه عن قائمة فريقه قبل المواجهة المرتقبة أمام الغرافة القطري، في دوري أبطال آسيا للنخبة.
وكان الهلال قد أعلن مساء الأحد، أن مالكوم سيغادر صباح اليوم الإثنين رفقة أحد أعضاء الجهاز الطبي إلى إسبانيا، من أجل الخضوع للمزيد من الفحوصات الطبية الدقيقة على موضع الإصابة.
ورغم إعلان النادي الأزرق عن سفر اللاعب، فإن الهلال لم يكشف بشكل رسمي عن موعد محدد لعودة مالكوم إلى التدريبات الجماعية أو مشاركاته الرسمية، مما فتح باب التساؤلات حول مدى جاهزيته لتمثيل الفريق في قادم الاستحقاقات، خاصة بعد استبعاده من مواجهة الغرافة ضمن رابع جولات مجموعة الغرب من دوري أبطال آسيا للنخبة.
وفقًا لصحيفة "الشرق الأوسط"، فإن البرازيلي مالكوم لا يعاني من تداعيات مؤثرة على مفصل القدم، وأن الرحلة إلى إسبانيا تأتي كإجراء وقائي لا أكثر.
وأشارت الصحيفة إلى أن اللاعب لا يعاني من مضاعفات، وأن الفحص هدفه التأكد من سلامة المفصل قبل دخوله مرحلة الاستعداد البدني للعودة إلى الملاعب.
وأضاف التقرير أن مالكوم سيكون ضمن الخيارات المتاحة للمدرب سيموني إنزاجي خلال مواجهة فريق النجمة، ضمن الجولة الثامنة من منافسات الدوري السعودي للمحترفين، في حال رغب المدرب في إشراكه.
وتُعد هذه الأنباء بمثابة دفعة معنوية للجماهير التي كانت تخشى فقدان خدمات اللاعب لفترة طويلة، خاصة في ظل جدول مزدحم بالمواجهات المحلية والقارية.
                    
                
 