السفير البريطاني: قضية تعز منسية رغم أهميتها وقطع الطرق أهم مشكلة تواجه السكان

المدنية أونلاين/

أكد السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون أن قضية تعز هي قضية مهمة، وقطع الطرق متعب جدا، وهذه مشكلة كبيرة تواجه حياة المواطنين.

وأضاف السفير البريطاني في الندوة التي نظمها الائتلاف اليمني للنساء المستقلات عبر منصة زوم بعنوان (تعز المنسية- حين يحضر الملف الانساني في مبادرات السلام، لماذا تغيب تعز؟") أن تعز منسية والواقع على الأرض صعب جدا.

وأرجع السفير البريطاني السبب في نسيان قضية تعز إلى أن عمليات السلام وعمليات الامم المتحدة ودور المبعوث الخاص تتجه دائما لحل المشاكل الآنية مثل مباحثات السويد "استوكهولم" كانت لحل القتال في الحديدة والساحل الغربي بينما ما يجري الأن هو البحث عن حل لوقف هجوم الحوثيين على مأرب.

وأوضح السفير البريطاني في رده على أسأله الدكتورة وسام باسندوة بخصوص نسيان قضية تعز أن قضية تعز كانت واحدة من ثلاثة ملفات في حوار استكهلم لكن تشكيل اللجان لم يتم بسبب خلاف بين الأطراف على الهدف من تشكيل اللجان.

وأضاف السفير البريطاني "قبل تسعة اشهر كان هناك مبادرة من النشطاء لفك الحصار عن تعز ولم يتدخل فيها المبعوث الأممي خوفا من أن تدخله قد يضعف نجاح تلك الجهود.

وحمل السفير الحوثيين أفشال تلك المبادرة، مؤكدا أنها كانت فرصة من الجهود المحلية التي تعمل على تقدم ملموس في هذا المجال.

وأضاف السفير أن هناك فرصة مع المبعوث الجديد مبديا التزامه بالتحدث معه لشرح الوضع في تعز وأهمية هذه القضية.

من جهتها تساءلت الدكتورة وسام باسندوة رئيس تكتل 8 مارس من اجل نساء اليمن عن  تغييب تعز من كل مفاوضات السلام.

وأكدت باسندوة في الندوة التي ترأستها أن الحوثيون يحاصرون تعز منذ سبع سنوات، وهي كملف انساني تكاد تكون غائبة عن كل الاطروحات والنداءات الدولية عدا نداءات الناشطين والإعلاميين فقط. 

وأضحت باسندوة أن الدور الدولي غائب في تعز ويتجاهل معاناتها، مؤكدا أن كل محاولات فتح المعابر تبقى محاولات جلها مدنية.

وأوضحت باسندو أن قضية تعز لم تحضر في حوار استكهولم إلا في الأخير لحفظ ماء الوجه فقط بينما حضرت ملفات أخرى مثل فتح مطار صنعاء بقوة وهو الأمر الذي تكرر مؤخرا في الدبلوماسية الأخيرة للحل.

إلى ذلك أكد بليغ المخلافي الدبلوماسي اليمني بالقاهرة أن قضية تعز اهملت ونسيت والوضع الانساني يتفاقم يوميا، وكشف المخلافي أنه أحد المعانين من الوضع الحاصل في تعز، فوالدته كبيرة بالعمر وهي مريضة وتحتاج ان تنتقل من المدينة الى الريف لمسافة لا تزيد عن 15 كيلو متر لكنها تأخذ وقت اكثر من ثمان ساعات لقطع تلك المسافة.

وأضاف المخلافي "تعز اهملت في كل المشاورات التي حصلت"، وقال المخلافي إن المبادرات المدنية التي كانت في 2005 2016 تحاولت تخفف الوضع بإيجاد ممرات انسانية لكن معظمها فشلت، مؤكدا أن تعز تحتاج الى مبادرات مدنية، وتحتاج تلك المبادرات إلى دعم المجتمع الدولي.

وأكد المخلافي أن المطلوب من المجتمع الدولي دعم السلطات المحلية في تعز، ودعم المبادرات المدنية  لخلق مبادرات عملية قادرة على التخفيف من وطأة المعاناة الانسانية.

من جهة أخرى قال نبيل الاسيدي عضو نقابة الصحفيين اليمنيين أن هناك مشكلة تواجه تعز بشكل جاد متمثلة في المعركة المؤجلة او التي لم تبدأ بعد. وقال الاسيدي إن الكثير من التعقيدات في تعز انعكست على الأداء الإعلامي.

وأكد الاسيدي أن الحوثيين مستفيدون من قضية تعز لانهم استخدموها كورقة ضغط ودائماً ما يفاوضوا بها بشكل جانبي بغرض الابتزاز بينما المفاوضات التي لم تتناول سوى نقاط عن تعز لم تكن إلا كإسقاط واجب لإيقاف دخول قوات الساحل الى الحديدة وايقاف الكارثة الانسانية، رغم ان الكارثة لم تتوقف، وأضاف الأسيدي أن الحوثيين احاطوا تعز بمزارع من الالغام دون خرائط، وهي كارثة لم تظهر حالياً ولكن ربما تظهر مستقبلاً. 

وأوضح الاسيدي عن معاناة الناس في تعز جراء القنص والقصف العشوائي للمدنيين، مؤكدا أن الوضع الصحي مدمر تماما و هناك امراض عديدة، كوليرا وكورونا وغيرها وبسبب تسرب حالات ونزوح الاطباء من المدينة جعل الكارثة تتفاقم اكثر، واصبح الموت شيء بديهي في تعز.

كما أكدت وضحى مرشد المسؤولة الاعلامية في الائتلاف اليمني للنساء المستقلات على تهميش ملف تعز في كل المفاوضات، معتبرة أن أي حلول قد تحصل لن ينفذ الحوثيين منها شيء لأن الحل الحقيقي في البحث عن السلام الشامل الكامل في اليمن ككل.

وتسألت عن دور المنظمات المحلية والدولية والحقوقية والانسانية من قضية تعز. وأكدت مرشد "الجميع يعلم أن زرع الالغام في المناطق المأهولة بالسكان وقصف المدنيين والنساء والاطفال على وجه الخصوص كل هذه الجرائم تحديداً هي جرائم حصرية لمليشيا الحوثي الارهابية دون سواها لكن تلك المنظمات تميل بتقاريرها الى ان تكون بصف الحوثيين "وكشفت مرشد عن بيع المساعدات الإنسانية من الحوثيين في السوق السوداء لتمويل حربها ضد اليمنيين ويرفضون تسليمها للمواطنين.

من جانبه أكد باسم العبسي الخبير في شؤون الحقوق والحريات على أن مليشيات الحوثي ترتكب العديد من الجرائم في مدينة تعز معتبرا الحصار الذي تفرضه على 2 مليون انسان، هي جرائم حرب ضد الانسانية بموجب اتفاقيات روما ولن تسقط  بالتقادم.

وأضاف "لا اعلم هل يعلم سعادة السفير البريطاني عن سجن الصالح الموجود في تعز والذي يوجد به اكثر من الفين شخص وهو اشبه بسجن تدمر في سوريا"، وقال العبسي أن الحوثيين يعتقلون ضحاياهم لعدة أغراض منها لتجنيدهم اجباريا ولاستخدامهم رهائن ويتم الافراج عنهم مقابل مقاتلين محتجزين، وللابتزاز المالي لأسر المعتقلين.

وأكد العبسي أن تعز مغيبة في جهود المبعوث الاممي ومنسية في تقاريره واحاطاته لمجلس الامن وإن ذكرت تذكر لحفظ ماء الوجه بالرغم من الحصار المفروض عليها والحرب الحوثية المستمرة.