عندما تسأل عدن أمجد خالد ’’أنت مين لو سألوني‘‘ ؟

المدنية أونلاين_أحمد رامي_خاص

على متن الشوق للمدينة عاد الضابط اليمني ’’أمجد خالد’’ إلى عدن بعد أربعة اشهر من الغياب القهري وسط قهقهة مدينة تدثرتها الماسي والتحفتها الآلام بالتزامن مع احتفل المدينة ورفقاء السلاح بعودته.

وعلى خضم العودة للضابط الذي يشغل منصب قائد لواء بصفوف الجيش اليمني ؛ اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بعدن بين مرحب ورافض ؛ حيث وصف أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي الرجل بالإرهابي داعين إلى محاكمته فيما كتب آخرون عن ترحيبهم بعودة أحد أبرز قادة الجيش اليمني وأحد أهم قيادات المقاومة المرموقين.

عاد الرجل وهو حارس البوابة الشمالية للمدينة قادماً من المملكة العربية السعودية ضمن فريق خاص مهمته الإشراف على نزع السلاح المتوسط والثقيل للمجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية بحسب اتفاق الرياض.

أبرم المجلس الانتقالي الجنوبي مطلع شهر نوفمبر الجاري اتفاقاً مع الحكومة اليمنية برعاية سعودية يقضي بإذعانه بتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة ودمج من جندتهم الإمارات بيادق محليين بصفوف وزارتي الداخلية والدفاع اليمنيتين إلا أن وجود ’’أمجد خالد‘‘ بلجنة تسليم الأسلحة أثار حفيظتهم إلا أن لا سلاح ثقيل في عدن كونه قد نُقل إلى الأرياف.  

تتنكر اليوم الإمارات للرجل وهي التي طالبته يوم أن دخلت عدن أن يشرف على حماية قواتها ويكون على رأس المستقبلين عبر البحر _بحسب مقربين منه_ وبعد أن سطع نجم الرجل في المواجهات بجبهات عدة إضافة إلى أن الرجل كان المسئول عن إرسال الإحداثيات لطيران التحالف ورصد مواقع الحوثي لتكون بنك أهداف لغارات الطيران حينها.

بعد تحرير عدن من الحوثيين قلدته الدولة قائداً لأحد أهم معسكراتها _لواء النقل_ إلا أن سقوط اللواء بيد الحزام الأمني الذراع العسكري للمجلس الانتقالي الجنوبي عشية 10 أغسطس من العام الجاري أثار استغراب الأهالي ’’كيف حدث هذا؟‘‘ وهم يعلمون سطوة اللواء ليتبين بعدها أن 90% من قوة اللواء كانت بجبهة المخا بمهمة قتال الحوثيين.

بعد أيام من المواجهات الضارية بين الجيش اليمني والحزام الأمني بعدن حسم الأخير المعركة لصالحه لافتقار الأول للسلاح النوعي ودعم الإمارات للمجلس الانتقالي _بحسب تصريحات  وزير الداخلية اليمني ؛ فسيطر الحزام على لواء النقل الذي كان يرابط فيه 10% من قواته يوم اجتياحه بحسب اللواء ذاته للمدينة أونلاين.

وقُبيل اجتياح المجلس الانتقالي للواء النقل الذي يقوده ’’أمجد خالد‘‘ كان يقاتل اللواء بجبهة الساحل الغربي حيث تقع مديرية التحيتا بجنوب الحديدية ضمن قوته ؛ فيما لا تزال قوة اللواء في الجبهة ذاتها حتى اللحظة.    

قدم ’’أمجد خالد‘‘ أغلى ما يملك قرابين لشرفه العسكري كيف لا وهو صاحب المرتبة الأولى في الكلية الحربية بصنعاء يوم إن كان مثابراً في دراسته حيث ودعت أسرته شقيقه الأصغر يوم أن طالت أسرته نزوات محاكم التفتيش _كما يحلو للبعض تسميتها_ وارتقى شقيقه ’’يوسف خالد‘‘ شهيداً إلى جانب جملة من المداهمات والاعتقالات طالت كل من لا يذعن للمنتصر بجميع مديريات محافظة عدن.

تدرج أمجد خالد في دراسته ليصبح معها معيداً بالكلية الحربية إلا أنه نال منحة إلى الأمارات بعدها ليتخرج معها في العام 2012م حيث نال البكالوريوس في العلوم العسكرية وينحدر الرجل لمديرية دار سعد شمال محافظة عدن. 

بزغ نجم ’’أمجد خالد‘‘ ذو _34_ عاماً كمقاتل جسور وعسكري عنيد إبان اجتياح الحوثيين للعاصمة اليمنية المؤقتة عدن بتاريخ  25مارس/آذار من العام 2015م حيث قاد معارك ضارية ضد الحوثيين بمدخل المدينة الشمالي بمديرية _دار سعد_ خرجت معها مليشيات الحوثي تجر أذيال الهزيمة بعد خمسة أشهر من القتال.  

وسبق لـ’’أمجد خالد‘‘ أن شارك بجبهات عدة بمحافظة تعز و قاتل هناك إلى جانب ’’عدنان رزيق‘‘ فيما تمكن الرجل بمعية كتيبة حربية كان يقودها كأول قوات تدخل معسكر العمري بمديرية ذباب.

عمل الرجل ذو الخلفية العسكرية وعنفوان الشباب بين الفترة 25 مارس/آذار و 17 يوليو/تموز على ترتيب رجال المقاومة بالجبهة الشمالية لعدن باعتباره القائد العسكري المؤهل والوحيد حينها ؛ فيما استطاع تحرير المناطق الشمالية لعدن كدار سعد والبساتين ومصعبين واللحوم فيما واصلت تلك القوة الفتية _خلف أحد ابناء المدينة_ عملياتها شمالاً حتى وصلت إلى قاعدة العند في غضون ايام.