’’كباب بالو‘‘.. قدامى مطاعم عدن يقترب من مئة سنة ويحاكي شهية الرواد وذائقتهم (بروفايل)
على منضدة مسورة بالجمر؛ يرص الشيف نجيب ذو الطربوش الأبيض اللحم على أعواد من حديد كل يوم؛ تلك المهنة اللي امتهنها الرجل الذي توارثها عن ابيه عن جده؛ وعلى مرمى حجر من جولة "زكو" وسط المدينة القديمة لعدن "كريتر" يقع المطعم.
بلا لوحة إعلانية؛ يعمل نجيب 59 عام؛ في طباخة اللحم "كباب"؛ مساء كل يوم في مطعمه الصغير ’’شعبي‘‘ الذي فتح للمذاق بابًا أمام رواده قبل 98عام على يد الجد المؤسس "بالو" في 1926م ليورثه في نفس المهنة ابنه ياسين ومن ثم أولاده نجيب واسامة.
وفي هذا الصدد يشير الباحث والمؤرخ العدني بلال غلام، في حديثه مع ’’مركز أرقام‘‘، إلى أن كباب بالو يعد من المطاعم الشعبية القديمة بعدن‘‘.
ضمن حي "حافة" حسين وعلى مدخلها القادم من سوق الطويل؛ يقع المطعم الذي يرتص رواده أمامه؛ يقف معها الشيف نجيب والأخير اسمًا شعبيًا سبق وأن أطلقه رواد المطعم فيما اسمه الحقيقي "سهيل".
تهافت الزبائن على المطعم لا تعني أن لا مطاعم أخرى تقدم نفس الوجبة لكن؛ بحسب نجيب يقول: ’’ أن لي زبائني وجمهوري‘‘؛ فيما يذهب سليم محمد (زبون) إلى أن كباب بالوا مذاقه فريد وهو ما جعله يداوم على شراءه يوميًا.
يتابع الشيف نجيب لـ’’مركز أرقام‘‘؛ بقوله: النظافة عندي مهمة جدًا وأن سر الشهرة وزيادة البيع هو ما نقدمه من أطباق شهية ومذاق فريد والأسعار المناسبة‘‘.
ويقدم المطعم الكباب؛ باللحم بطريقتين: سفري ومحلي ويبلغ سعر (5) أسياخ كباب (2500) ريال يمني؛ أي بما يعادل (1.5$)؛ فيما طريقة تحضيريه: طهي اللحم وتسويره بالأسياخ ووضعها على الفحم لدقائق معدودات وصولًا إلى نضوجه.
ويعمل المطعم (6) أيام في الأسبوع عدا الجمعة؛ ورمضان معه؛ هذا ولم يكن الكباب وحده الوجبة الوحيدة التي يقدمها المطعم في بدايته؛ لكنه كان يقدم الطحال والكلاوي واللحم ’’الرياش‘‘؛ إلا أن الاقتصار على الكباب هو محاولة للاستمرار؛ لعامين قادمين فقط؛ أو كما ذهب إليه نجيب بالو لـ’’مركز أرقام‘‘.
وعن ارتفاع الأسعار؛ أشار ’’نجيب‘‘؛ إلى أن انهيار (الريال اليمني) أفرز إلى مشكلة كبيرة؛ حيث أن ارتفاع أسعار اللحم البلدي وقفز معه السعر من (12) ألف إلى (15) ألف ريال يمني مؤخرًا زاد العبء عبئين؛ وبالرغم الارتفاع المستمر لأسعار اللحوم مازلنا في اسعارنا (2500) ريال للأسياخ الخمسة.
ويؤكد الشيف بالو بأن استمرار تقديم الكباب لعامين إثنين هو لتخليد ذكرى الجد المؤسس "بالو" وتكملة المئة سنة "قرن" فيما التفكير بالتحويل إلى وجبات أخرى كالفاصوليا؛ حيث أن الغلاء وتفاقم الأوضاع الاقتصادية في البلد دمرا حلم الاستمرار.