قرارات مُرتجَلة، غير مكترثة بالنتائج!!
قرارات مُرتجَلة وغير موفَّقة، بلا قيمة أو معنى.. فماذا يعني تعيين وكلاء لمحافظات؟ وهل ينقصنا وكلاء أم إجراءات من شأنها إعادة الثقة وطمأنة الناس بحضور الدولة وسلطاتها؟!
لو أن نائب الرئيس اتخذ قرارًا واحدًا بصرف مرتبات شهر أو شهرين، لكان أجدى وأنفع له ولنا، بدلًا من اتخاذ قرارات باسم الرئيس دونما أي اعتبار للنتائج، بل ستدخله وتدخلنا في أزمة سياسية ندرك مقدّمًا أنه ومجلسه غير قادرين على تحمُّل تبعاتها الاقتصادية والخدمية والسياسية..
يا عيدروس، هل فكَّرت قليلاً قبل أن تُقدِم على خطوة لستَ قادرًا أو مستعدًّا لمواجهة الداخل والإقليم والعالم؟! أدرك أن قرارًا مثل هذا ما كان لِيُتَّخَذ لولا خذلان الإقليم والعالم لك ولمجلسك، وأدرك أيضًا أن هناك سخطًا عارمًا عليك وعلى وجودك في مجلس الرئاسة، وأردت إرضاء الأتباع والموالين بكونك سلطة الأمر والنهي في عدن وجوارها.
الحقيقة أنك أخطأتَ، وفِعْلُك ربما لفت انتباه الإقليم ودول الرباعية إليك وإلى تصرُّفك، لكنهم جميعًا ملتزمون بمسار سياسي واحد، وكان عليك أن تفهم وتستوعب معنى المرجعيات الثلاث، فلا توجد دولة واحدة يمكنها دعم شخص أو مكوِّن معرقل أو معيق للعملية السياسية.
نعم، أخطأتَ بسوء التقدير، لقد وضعتَ ذاتك ووجودك في خانة الانقلابي المتمرد على السلطة الشرعية، وهذا يعني عمليًّا أنك تماثل سلطة الجماعة الحوثية الانقلابية في صنعاء، رغم أن الجماعة الحوثية امتلكت قرارها وسيطرت ودمرت اليمن من أجل تحقيق أجندتها الطائفية والسلالية..
بينما قراراتك لن يُكتَب لها غير الفشل، فهي مجرد شطحة في لحظة ردّة فعل غاضبة، والقضايا المصيرية لا تُعالج بالحماس والعاطفة والارتجال..
الذين ينفخون لك في مزمّار المواجهة والتصعيد أو بالانسلاخ من كيان سياسي مسنود بدعم إقليمي ودولي، إنما يدفعونك إلى منزلق خطر وعاقبته كارثية.
أنت رئيس مكوّن، ومكوّنك جزء من سلطة شرعية غايتها استعادة الدولة اليمنية، وعلى هذا الأساس ينبغي أن تفهم أن السلطة الموازية التي وجدت ذاتك رئيسًا عليها، هي سلطة طارئة ونتاج خلل في بنيوية الشرعية، وما كان لها أن تحدث لولا إسناد ودعم ممن تظن الآن أنك قادر على إخضاعهم لشروطك ومطالبك.
ستكشف الأيام المقبلة أن رهانك على ما توفَّر لك من قوةٍ وسيطرةٍ أنه رهان خاسر، وأن القوة والسيطرة العسكرية والأمنية لا بد لها من قوةٍ وسيطرةٍ مالية وسياسية ودبلوماسية واقتصادية..
