عبدالله العليمي باوزير
يعد عبدالله العليمي واحدا من السياسين الشباب الذين برزوا في السنوات الاخيرة في محطات مختلفة وابرز هذه المحطات محطة الثورة الشبابية الشعبية، اذ كان احد الشباب الذين شاركوا في الاعداد وقيادة الثورة من الساحات والميادين عبر الخطب الرنانة، والعمل السياسي الهادف والمدروس.
اعرف الدكتور عبدالله العليمي منذ ان كان طالبا في كلية الطب بجامعة عدن، وتوثقت علاقاتي به كثيرا من خلال العمل السياسي في عدن اثناء الثورة الشعبية في 2011 ،فقد شاركنا سويا في اعداد المشاريع والمبادرات السياسية والمدنية التي عملت على توحيد القوى السياسية لتوفير الحماية لعدن، والحفاظ على الامن، والخدمات، والسلم الاجتماعي، وقد نجحنا في ذلك بصورة كبيرة.
العليمي شاب طموح وهادئ، كان رئيسا للدائرة السياسية لحزب الاصلاح فرع عدن، فهو اصلاحي ملتزم ومنضبط، لكنه منفتح على مختلف القوى السياسية، ويتمتع بحس وطني متقد، ولديه المقدرة على ادارة الحوارات، وتشكيل التحالفات.
بدا حياته طالبا في كلية الطب جامعة عدن، وناشطا بارزا في الاتحادات الطلابية، وبعد اكمال الدراسة في كلية الطب بدرجة الامتياز عين معيدا في نفس الكلية بجامعة عدن، وقد مارس العمل السياسي منذ وقت مبكر، وكانت ثورة الشباب الشعبية هي المحطة الهامة التي تفجرت فيها قدراته وامكانياته السياسية من خلال دوره كقائد لمجلس شباب الثورة السلمية في عدن، ومسؤولا للدائرة السياسية في حزب الاصلاح، الامر الذي مكنه من الاحتكاك بالعمل السياسي بصورة مباشرة ومكثفة، الي ان جاء تعينه مديرا لدائرة السلطة المحلية في مكتب رئاسة الجمهورية، وهي المحطة المهمة التي صقلت امكانياته السياسية، والادارية، وبصورة سريعة صعد الشاب الطموح ليصبح نائبا لمدير مكتب رئاسة الجمهورية بعد حرب 2015 مباشرة، وبعد عامين تقريبا قضاها في هذه الوظيفة، عين مديرا لمكتب رئاسة الجمهورية التي قضى فيها خمس سنوات تقريبا بجانب الرئيس هادي وقريبا جدا من العمل السياسي والاداري المكثف، وكل هذه المحطات كونت بالتاكيد لديه خبرة سياسية، وادارية، رفيعة رغم صغر سنة، ليكون بعد ذلك مرشحا خاصا للرئيس هادي في عضوية المجلس الرئاسي بدرجة نائب رئيس جمهورية.
اتذكر في العام 2013 عندما قمت بزيارة لمحافظات شبوة ومارب وحضرموت، رفقة الزملاء توفيق عبدالوهاب، واحمد جعفان الصبيحي، والعميد عبدالله العسودي، نزلنا ضيوفا عند الدكتور عبدالله العليمي في منزله العامر بمديرية بيحان بشبوة، حيث اقام لنا عزومة غداء، وبعد الانتهاء من وجبة الغداء اقتادنا الي مكتبة كبيرة تقع في الدور الاول من منزله المكون من عدة طوابق، وحدثنا ان هذه المكتبة تعود لوالده رحمة الله عليه، وقدم لنا بعضا من مؤلفات والده بينها كتاب عن الامثال والحكم الشعبية، وعدد من المؤلفات الدينية والفكرية، اذ كان والده رجل دين وشخصية اجتماعية تحظى باحترام كبير في بيحان وشبوة، وبعد مغادرتنا المنزل توجهنا في نفس اليوم الي صنعاء، وكنت معه في سيارته الخاصة، بينما كان الزملاء في سيارة العميد عبدالله العسودي.
الشاب المتقد عبدالله العليمي باوزير الطبيب الماهر اصبح اليوم سياسي ورجل دولة بارز، وهو من المؤمنين بالدولة الاتحادية اليمنية، ويدعم ايجاد حل عادل للقضايا السياسية ومنها القضية الجنوبية، وقد لمسنا ذلك منه خلال عملنا السياسي المشترك في عدن ابان الثورة الشعبية وبعدها.
ويعرف عن عبدالله العليمي انه ينحدر من اسرة غنية وميسورة، فاخوانه يمارسون التجارة في دول الجوار منذ زمن بعيد، كما عرف عنه ايضا كرمه، وتسامحه، واحسانه تجاه الغير دون تمييز او انحياز .
والعليمي الذي يبلغ من العمر 44 عاما، هو العضو الاصغر في المجلس الرئاسي اليمني المشكل مؤخرا، وينتمي للجنوب، وتحديدا لمحافظة شبوة، كما لاسرته جذور حضرمية من عائلة باوزير المعروفة في حضرموت.
يمثل الدكتور عبدالله العليمي في منصبة الجديد ليس حزبه او منطقته فحسب، بل يمثل كل الشباب الذين خرجوا بصدور عارية في الجنوب والشمال بحثا عن دولة النظام والقانون والعدالة والمواطنة، وسيكون معينا ونصيرا لهم انطلاقا من ايمانه المعروف بحق الشباب في تولي القيادة والادارة اليوم وفي المستقبل.
كل التوفيق والنجاح للدكتور عبدالله في مهامه الجديدة نائبا لرئيس الجمهورية، وفي مسؤولياته الجسيمة في ظرف صعب ومعقد، في سبيل استعادة الدولة، وبناء الوطن الجديد.