مبادرات بسيطة لدعم صمود مأرب
انكسرت كل هجمات الحوثيين على مأرب، ولكنهم لازالوا يحشدون.
والرجال الذين كسروا كبرياء الكهنة يحتاجون لاستمرارية الدعم المادي والمعنوي.
عندما ندعو إلى دعم المدافعين عن مأرب فهذا لأننا نقف مع من يدافعون عن أرضهم ضد هجمات مليشيات ليست دولة.
ولو كانت سلطة الحوثي شرعية منتخبة لوقفنا معها ضد من يرفض بسط سيطرتها على مأرب أو غيرها.
ولكن، وبما أن الحوثي هو من فجر الحرب منذ ٢٠٠٤، وليس ٢٠١٥، وهو الذي يواصل عدوانه على مأرب وغيرها، فإن واجبنا أن نكون مع من يدافعون عن أنفسهم وأهلهم ضد مليشيات الإمامة الجديدة.
وبعيداً عن الجهد العسكري هناك مبادرات لدعم صمود أهلنا في مأرب-غذائياً ومعنوياً-ضد هجمة المليشيات التي ستنكسر كما انكسرت في ٢٠١٥.
من هذه المبادرات ما تقدمه د. ريم بحيبح مع بعض الناشطات في "الائتلاف النسوي لدعم الوطن" من دعم، لرفد المدافعين عن مأرب بالتغذية اللازمة، ونشر الوعي بين الناس، ومواجهة طروحات الحوثيين على المستويات الشعبوية.
قد يقول قائل إن التغذية يجب أن تكون من مهام الدولة ممثلة بقيادة الجيش ووزارة الدفاع، ولكن مقاومة هجمة المليشيات مهمة رسمية وشعبية، ولا يتكلل الجهد الرسمي بالنجاح ما لم تتلاحم معه الجهود الشعبية.
تجربة الدكتورة ريم ممتازة، ولكنها مقتصرة على مديرية الجوبة، والأصل أن تعمم التجربة في مديريات المحافظة كافة، وتمتد إلى غيرها من المحافظات التي دحرت مليشيات الانقلاب.
أقترح أن يبادر متطوعون ومتطوعات من المديريات الأخرى بالتواصل مع الدكتورة ريم (على الفيسبوك) لتشكيل لجنة تقود عمليات الدعم التمويني للمدافعين عن مأرب، وحملات التوعية المجتمعية ضد الدعايات الحوثية.
لا يجوز أن يشترك في هذا الجهد من له تعصب حزبي أو من له أدنى غرض غير توفير الغذاء لإخوتنا الذين يقفون سداً منيعاً ضد أطماع الانقلابيين في المحافظة، وتوفير الدعم المعنوي والروحي لمكافحة أفكار الكهانة الجديدة.
هذا الجهد على بساطته سيكون له أثر كبير في دعم رجال الجيش والقبائل، وسيكون مردوده المعنوي بعيد الأثر، وسيهيأ فرصة لتلاحم المجهود الشعبي المقاوم مع الجهد الرسمي للدولة.
على الراغبين في أن يكونوا جزءاً من هذا المجهود التواصل مباشرة مع الدكتورة ريم للإسراع في تشكيل لجنة أو هيئة شعبية مصغرة يكون لها مندوبون على مستوى المديريات والمدن والقرى لتشجيع الأسر على الانخراط في هذا الجهد الذي يدعم صمود المحافظة الصامدة ونشر الوعي الوطني ومواجهة الدعاية الحوثية وتفنيدها، بما يدعم الجيش والمقاومة والقطاعات الشعبية معنويا ومادياً.
لا أحد يريد الحرب، ولكن الفرق شاسع بين من اعتدى وانقلب ومن يدافع عن نفسه وأرضه، ونحن لا نملك ترف الحياد بين المعتدي والمقاوم.