تعيينات في زمن الحرب

تعيينات الرئيس هادي الاخيرة، عبث، في عبث، ولا جدوى منها، فاذا كان الوزراء بانفسهم مع حكومتهم، اصبح اغلبهم عاطلين عن العمل، غير قادرين على تفعيل مكاتب وزاراتهم، في العاصمة عدن، واصبح نشاطهم في الفيس بك، والواتس اب، اكثر بكثير من نشاطهم على الواقع، فما الفائدة من تعيينات النواب، والوكلاء، بهذا الكم الكبير، الذي يوحي بان الرئيس، والحكومة، انما يحلون مشاكل شخصية للمقربين منهم، ويعمقون مشكلة الوطن، بالاعباء، والالتزامات المالية، التي هو في امس الحاجة اليها، للانتصار في المعركة العسكرية، والتنموية، والخدمية، والامنية. 

مشكلة كبيرة حينما تطغى الحسابات الشخصية، على حساب الوطن، لاسيما ونحن في مرحلة حساسة نواجه فيها تحديات من كل نوع، تتطلب توفير كل الجهود للانتصار على هذه التحديات، لا في خلق تحديات اضافية، الوطن في غناء عنها.

حينما تتحول السلطة الي مغنم، في ذهن الحاكم، وحاشيته، يتحول الوطن الي ضحية كبيرة، لسوء الادارة، وسوء التدبير، والتصرف، وبينما تتعاضم مصالح الحكام، وحواشيهم، من المقربين، والمتزلفين، يضعف الوطن، ويصاب بالوهن، ويصبح عرضه لنزوات المتامرين، والطامحين، الذين لايحملون البدائل المفيدة، بقدر ما يوسعون الوطن ضربا، وتنكيلا، وخرابا، فيتساوون في الجرم، مع الحكام المبذرين، والغير مبالين، الذين تفرغوا لجمع الغنائم، والمصالح، وترتيب اوضاع المقربين، والاصحاب، واضعفوا الوطن، وتركوه فريسة للذئاب الجائعة. 

حينما ذهب الحاكم، و القوى السياسية، بعد ثورة فبراير المجيدة، يجمعون الغنائم، ويتسابقون على المناصب، والامتيازات، تركوا الثورة خلف ظهورهم، وهي التي جاءت بهم الي السلطة،بتضحيات جسام، اجترحها شباب ابطال، ومغامرين،ونبلاء، وبذلك اضعفوا انفسهم، واضعفوا الوطن، فكان الانقلاب الكارثة، الذي مايزال غصة في حلق الوطن. 

ولانهم لم يستفيدوا من الدرس السابق، فهاهم يكررون نفس السلوك، بينما الوطن، والشعب في حالة حرب ضروس، مع عدوا خبيث، ومتربص، وطامح، وكلما دفع الوطن، والشعب، تضحيات كبيرة، لصده ،وهزيمته، كلما دفع الحاكم، وحكومته، بعشرات القرارات، والتعيينات، التي لا داعي لها الآن، الي الواجهة، لاستنزاف الوطن، واضعافه.

في هذه الحالات من عدم الحرص، والوفاء، مع تضحيات الشعوب، تظل الحروب سجال بين الحكام المتشبثين بالسلطة، الذين يضعفون الوطن، وبين الطامحين اليها، الذين يستغلون هذا الضعف، ليعمقون الجراح، ويوسعون دائرة الضحايا، ويدمرون المكتسبات، دون ان يرمش لهم جفن.

الوطن القوي، هو الذي يهابه الاعداء، ويرتعب منه الخصوم..فلن يكون لدينا وطن قوي، الا بحكام اقويا، وحكومات قوية،لديها اولويات،وتعرف ماذا تريد، اذا تحقق ذلك، فانه بامكاننا ان نقول للحروب وداعا، وللبناء، والسلام، اهلا وسهلا.

 

رئيس مركز مسارات للاستراتيجيا والاعلام

مقالات الكاتب