في عدن من يحمي الناس من الإرهاب؟!

كتب - د. يوسف سعيد احمد

الناس يتسائلون في عدن لماذا فقط توجه العمليات الانتحارية التي تنسب الى داعش ضد الجنوبيين في المحافظات الجنوبية وفي عدن تحديدا ولا تحدث مثل هذه الاعمال الارهابية  في مناطق اخرى شمالية وهذه مفارقة  " خاصة وأن داعش في العراق وسوريا يوجه سلاحة وجهة طائفية ".   ونحن هنا لانسوق للطائفية او للكراهية حاشا لله ولانتمنى ابدا  ان يقوم الإرهاب بضرب أي منطقة في اليمن لأننا ندرك حجم الألم والمعاناة  من واقع ما يحدث لنا في عدن من  أعمال ارهابية إجرامية تحصد أرواح الأبرياء، لكن مثل هذا التساؤل الذي يبديه المواطنين في عدت وجيه وفي مكانة  خاصة وأن مسلسل الاغتيالات والعمليات الانتحارية مستمرة منذ  ان  انتهت المواجهات العسكرية المباشرة وتحرير عدن من المليشيات الحوثية  مع نهاية يوليو 2015. 

 

بعد ما حدث اليوم من مجزرة ثانية خلال اسبوع نفذها  انتحاري حصدت العشرات من الجنود  أثناء تجمعهم لاستلام رواتبهم أمام  منزل أحد القيادات العسكرية بجانب معسكر ا لصولبان "كما فهمت من الأخبار " هنا نجد أنفسنا نتفق مع الأصدقاء الذين اطلقوا نداء  يطلب الحماية من المجتمع  الدولي في ضوء ما يسمح به  القانون الإنساني الدولي.   

 

لأن التحالف العربي الذي تتواجد قواتة  في عدن ومحافظات جنوبية أخرى والتي لم تتعرض لأي هجمات إرهابية لم يقوم بالشيء المطلوب والمؤمل منه  في توفير الأمن للناس رغم ان هذا من مسؤوليتة في وقت ان حكومة الشرعية والجهات المحلية المناطة بها مسؤولية  الامن  باتت عاجزة  في توفير الأمن في عدن. 

 

التحالف ومعه حكومة الشرعية هم من كرسوا التعامل مع أكثر من جهة أمنيه و عسكرية في عدن وظل كل لواء عسكري او امني يتم انشائة يتبع قائد من منطقة معينه او جهة معينة وجميع كل هذه الجهات التي يتعدد الإشراف عليها او لنقل يشرف عليها التحالف والحكومة  هي من تتحمل مسؤولية حماية عدن عسكريا وأمنيا لكن دون ان يتوفر بينها الحد الأدنى من  التنسيق او ان  ترتبط مع بعضها في غرفة عمليات واحدة "كما يقول العسكريين". 

 

التحالف وحكومة الشرعية كما هو واضح هم من رفضوا توحيد مختلف  هذه الجهات ضمن مؤسسة أمنية وعسكرية تقوم على اساس وطني واحد تحت ضغوط دولية وربما بسبب مخاوف و حجج لكن لم يتم التصريح بشأنها  ولذلك مثل هذه الوضع السائل غير المنضبط  ربما هو من وفر بيئة مناسبة فيما يحصل  من اغتيالات واختراقات ممولة وممنهجة وموجهة  نتج عنها مجازر مروعة تحصد أرواح الجنود دون توقف مرة تلو الاخرى وسوف تستمر ان لم تحض عدن بحماية امنية حقيقية من قبل من تعز عليهم عدن وأهلها او في آخر المطاف ان يتم ذلك  من خلال حماية دولية لأن أرواح الناس في عدن  ليست رخيصة.