"مراكز الخداع".. أدوات الحوثيين الناعمة لتفكيك الشرعية من الداخل
كشف تقرير لمنصة "فرودويكي" أن الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران اعتمدت منذ سيطرتها على صنعاء في 2014 على استراتيجية مزدوجة: القتال الميداني والحرب الناعمة عبر مراكز ومنظمات تُقدَّم على أنها "مدنية" ومستقلة، لكنها تعمل فعليًا لتثبيت الانقلاب وتفكيك الشرعية.
وأوضح التقرير أن التمويلات الدولية، التي كان يفترض أن تُخصص للإغاثة والتعليم والصحة، تحوّلت إلى أداة نفوذ للحوثيين، عبر إنشاء أذرع مدنية تتحكم في المنظمات المحلية والدولية، وتعيد توجيه الأموال لدعم شبكاتهم الإعلامية والسياسية والبحثية.
واعتبر أن أبرز هذه الواجهات مركز صنعاء للدراسات، الذي يخاطب العواصم الغربية بلغة البحث والتحليل، ويعيد صياغة الرواية اليمنية لصالح الحوثيين، ويعمل على تطبيع صورتهم في المجتمع الدولي، بينما تستهدف مراكز أخرى خصوم الحوثي داخليًا عبر حملات ناعمة من تقارير ودورات تدريبية وورش عمل.
وأوضح أن مركز صنعاء ظهر بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء، وارتبط بعلاقات سياسية ومالية مكّنته من تقديم نفسه كمرجع أكاديمي دولي، وتحوّل المركز إلى مؤسسة عابرة للحدود، تُنظم مؤتمرات مع معاهد أوروبية، وتتلقى تمويلات دولية، وتُعرض تقاريره كمصدر موضوعي عن اليمن.
وأكد التقرير، أن المركز يعد أبرز أدوات الحرب الناعمة للحوثيين، فهو ليس مجرد مركز بحثي، بل جهاز متكامل، مشيرا إلى أن المركز يعمل على ثلاث خطوات: "تحييد المصطلحات (استبدال “انقلاب” بـ “سلطة في صنعاء”)، وإخفاء التبعية لإيران والتقليل من البعد الطائفي والإقليمي، وتضخيم أخطاء خصوم الحوثي داخليًا، مثل المجلس الانتقالي وحزب الإصلاح، لتبرير قبول الانقلاب.
وأشار التقرير إلى أن شبكة النفوذ الناعم تشمل أيضًا منظمات حقوقية وإعلامية وشبابية، تعمل جميعها بتناغم لتبييض الانقلاب وإضعاف الحكومة الشرعية، عبر فرض خطاب "الحياد" وتغيير المفاهيم والسيطرة على السرد الإعلامي.
وأوضح أن من بين هذه الجهات: منظمة مواطنة لحقوق الإنسان الذراع الحقوقية لتبييض الجرائم، وشركة ديب روت للاستشارات (DeepRoot)، المعنية بإدارة التمويل والمشاريع الميدانية، بالإضافة إلى منظمة رنين اليمن وهي الذراع الإعلامية والشبابية.
وحذر التقرير من أن الخطر لا يقف عند الجبهات، بل في المكاتب والمدارس والجامعات التي تعمل باسم "السلام"، داعيًا المكونات الشرعية إلى توخي الحذر، ومراجعة مصادر التمويل، وإطلاق حملات توعية وطنية لحماية المجتمع من اختراق الميليشيا الحوثية للأذهان والوعي.
*رابط التقرير:
