
شيعت عشرات القتلى.. تزايد خسائر مليشيا الحوثي مع تصاعد خروقها للتهدئة الميدانية
تواصل ميليشيا الحوثي خروقها للتهدئة المعلنة مع القوات الحكومية في عدد من الجبهات، خصوصاً في محافظتي تعز والضالع، وسط تصاعد ملحوظ في خسائرها البشرية التي تجاوزت، خلال الأسبوعين الماضيين، عشرين قتيلاً، بينهم ضباط وقادة ميدانيون.
وشيّعت الجماعة، مطلع الأسبوع الحالي، جثامين ستة من عناصرها بينهم قادة عسكريون وأمنيون في ثلاث محافظات، دون الكشف عن ملابسات مقتلهم.
وذكرت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» أن أربعة من القتلى شُيّعوا في صنعاء، وهم: الملازم صادق محسن سراج، والملازم عبد الباقي عبد الله الفقيه، والملازم عبد الخالق أحمد المعزب، وسالم علي حبتور، مشيرة إلى أنهم لقوا مصرعهم أثناء مشاركتهم فيما تصفها الجماعة بـ«معركة الجهاد المقدس».
وفي اليوم نفسه، شيّعت الجماعة جثماني علي علي هادي في محافظة حجة، وعلي أحمد العجي الوهبي في البيضاء، فيما كانت قد شيّعت قبل يومين عبد الوهاب المسوري في ريمة، والعقيد إبراهيم السودي، والرائد عبد الله المعمري في حجة.
وخلال الأسبوع الماضي، أقرت الجماعة بمقتل النقيب عاهد محمد يحيى السياغي، والرائد أسامة الجائفي، ومنصور علي مفلح البرطي من ريف صنعاء، والرائد صدام أحمد الخبش، والمقدم عبد الإله صالح الشامي من حجة.
ووفقاً لمصادر محلية تحدثت إلى صحيفة «الشرق الأوسط»، نظّمت الجماعة في التوقيت نفسه مواكب تشييع أخرى لعشرات القتلى من عناصرها في محافظات ذمار، والمحويت، وصعدة، والحديدة، وعمران، من بينهم ضباط كبار برتب مختلفة، لكنها امتنعت عن نشر تفاصيل ميدانية أو صور جماعية لمراسم التشييع.
في موازاة ذلك، أعلنت الجماعة أن عدد ضحايا الضربات الأميركية والبريطانية والإسرائيلية من المدنيين، الذين وصلوا إلى المستشفيات والمرافق الصحية خلال العامين الماضيين، بلغ 1,676 قتيلاً وجريحاً.
وأوضح بيان صادر عن قطاع الصحة التابع للجماعة أن من بين الضحايا 319 قتيلاً، بينهم 38 طفلاً و23 امرأة، و1,357 جريحاً بينهم 197 طفلاً و96 امرأة.
لكنّ البيان الحوثي تجاهل الإشارة إلى الخسائر العسكرية في صفوفها نتيجة تلك الضربات، في حين تحدثت تقارير محلية عن مصرع نحو 37 مقاتلاً خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي وحده، معظمهم في مواجهات مع القوات الحكومية بعدة جبهات.
كما شيّعت الجماعة قتلاها خلال تلك الفترة في صنعاء وريفها وصعدة وعمران وحجة وتعز والبيضاء والجوف، دون تحديد أماكن أو أوقات مصرعهم.
وأفادت إحصائية محلية أخرى بأن الجماعة فقدت نحو 205 من عناصرها، معظمهم من القيادات الميدانية، خلال الربع الأول من العام الحالي، نتيجة اشتباكات وغارات جوية استهدفت مواقعها في عدة محافظات.
ووفقاً للإحصائية، فإن الفترة الممتدة بين يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) شهدت أعلى معدل للخسائر البشرية التي مُنيت بها الجماعة منذ ثلاث سنوات، بزيادة 8 في المائة مقارنة بالمدة ذاتها من عام 2024، و26 في المائة مقارنة بالربع الأول من العام السابق، ما يعكس تصاعد التوترات الميدانية، واستمرار انهيار مسار التهدئة الهش.