النفط يتجاوز 50 دولارا للبرميل.. ومحللون: الاعتداء يتطلب وقفة عالمية للتصدي للإرهاب

المدنية أونلاين/صحف:

قال مختصون ومحللون نفطيون، "إن العمل الإرهابي الذي استهدف ناقلة النفط في جدة يثير القلق بشأن استقرار سوق النفط ، ويحتاج إلى وقفة عالمية للتصدي لهذا الإرهاب".

وأوضح المختصون أن انفجار ميناء جدة، رغم عدم تأثيره، إلا أنه جدد الشعور في السوق باحتمال تجدد المخاطر الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما عزز المخاوف على استقرار العرض، عادّين تجاوز خام برنت مستوى 50 دولارا للبرميل الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ آذار (مارس) الماضي يمثل علامة فارقة لسوق النفط التي تشق طريقها للخروج من ركود عميق منذ شهور.

وقالت لصحيفة «الاقتصادية» نايلا هنجستلر مديرة إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية، "إن وقوع الهجوم الإرهابي على الناقلة في جدة يتطلب وقفة دولية للتصدي للإرهاب وتأمين سلامة وأمن قطاع الطاقة".

وأشارت إلى أنه مع انتشار اللقاحات ببطء هناك توقعات أن يبدأ المستثمرون في العودة إلى قطاع النفط، إلى جانب استمرار الأسعار في الارتفاع بشكل متواصل.

وبحسب "رويترز"، صعدت العقود الآجلة لخام برنت تسليم شباط (فبراير) 67 سنتا بما يعادل 1.3 في المائة إلى 50.64 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:30 بتوقيت جرينتش، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم كانون الثاني (يناير) 62 سنتا أو 1.3 في المائة إلى 47.19 دولار للبرميل.

واستمرت مكاسب النفط وسط حالة من القلق بعد أن قالت شركة شحن "إن إحدى ناقلات النفط التابعة لها أصيبت من قبل "مصدر خارجي" مجهول أثناء تفريغ السفينة في ميناء جدة".

وقال فيرندرا شواهان المحلل في "إنرجي أسبكتس"، "تعكف السوق على تقييم تعطل الإمدادات من هذه الحوادث قياسا بأحجام "الإمدادات" التي ستعود من إيران"، مضيفا أن "تفشي الفيروس في الغرب أضر بالطلب". وتابع "لذا فإن تقلبات الأسعار لا تبعث على الدهشة". وارتفع برنت وغرب تكساس لستة أسابيع متتالية، وهي أطول موجة صعود لهما منذ حزيران (يونيو).

وبدأت الولايات المتحدة حملة تطعيم للوقاية من كوفيد - 19، ما يعزز آمال إنهاء القيود المفروضة بسبب الجائحة قريبا وزيادة الطلب في أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم.

الى ذلك، لفت المختصون إلى التفاؤل المحيط أيضا بزيادة استهلاك الوقود حيث وصل استهلاك البنزين إلى مستويات ما قبل الجائحة أو بالقرب منها في الصين واليابان وهما ثاني ورابع أكبر مستهلكين للنفط في العالم، بينما في المقابل تتمسك «أوبك+» بزيادات حذرة للمعروض العالمي، كما لا تزال تقديرات إنتاج النفط الصخري الأمريكي في انخفاض.

وقال روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، "إن حالة من التفاؤل تتسع في سوق النفط الخام وتدعم استمرارية المكاسب السعرية وهي ناتجة في الأساس عن بدء التطعيمات باللقاح الجديد في الولايات المتحدة والخاص بشركتي فايزر وبيونتيك، وذلك بعدما حصل على تصريح طارئ الأسبوع الماضي".

وذكر أن مستوى الأسعار يتجه إلى التعافي بوتيرة جيدة حيث كسب أكثر من 30 في المائة منذ نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بسبب أنباء اللقاحات المعتمدة، فضلا عن تأثير اتفاق «أوبك+» في تأجيل زيادات واسعة في الإنتاج مطلع العام الجديد والتوافق على مراجعات شهرية متوالية.

ويستعد تحالف «أوبك+» لعقد أول اجتماعاته الوزارية الشهرية 4 كانون الثاني (يناير) المقبل بحسب ما أعلنه عبدالمجيد عطار وزير الطاقة الجزائري، لتحديد مستوى الإنتاج الملائم للسوق خلال شباط (فبراير) المقبل، وذلك وفقا لقرار الاجتماع الوزاري لـ«أوبك+»، الذي قرر الاكتفاء بضخ 500 ألف برميل يوميا الشهر المقبل وتحديد مستويات الإنتاج بشكل شهري.

من جانبه، أكد ألكسندر بوجل المستشار في شركة "جي بي سي إنرجي" الدولية، أن تحديد أول لقاء شهري لوزراء «أوبك+» في 4 كانون الثاني (يناير) المقبل يمثل نقلة نوعية في العمل والتنسيق المشترك والمستمر بين المنتجين في «أوبك» وخارجها، متوقعا نجاح الآلية الجديدة الخاصة بتحديد مستوى الإنتاج للمجموعة بشكل شهري وفقا لتطورات وضع السوق واحتياجاتها وبما يضمن أقصى مستوى ممكن لتوازن العرض والطلب. 

وأضاف أن "نشر لقاح كوفيد - 19 هو خطوة استراتيجية مهمة على طريق التعافي الاقتصادي العالمي بعد أسوأ كارثة اقتصادية في العصر الحديث التي تعرض فيها الطلب إلى مستوى غير مسبوق من الخسائر والتهاوي"، مبينا أن تقييمات عديد من الجهات الدولية الموثوقة تشير إلى أنه لا تزال هناك دلائل على أن أسواق النفط الفعلية لا تزال قوية. 

من ناحيته، قال لوكاس برتريهر المحلل في شركة "أو إم في" النمساوية للنفط والغاز، "إن وضع السوق ما زال هشا وسريع المستجدات وتبدل البيانات، حيث هناك تفاوت في عمليات التقييم"، مبينا أن الوضع الراهن يشير إلى انتعاش قوي في الطلب في آسيا بعد الانهيار الواسع الذي سببه الفيروس، كما توجد علامات أيضا على انتعاش الطلب العالمي بوجه عام منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بعدما استمر تفشي المرض في خفض الاستهلاك خاصة من الوقود.

وأفاد بأن تحديات الطلب ما زالت قائمة، خاصة مع توقع موجة ثالثة من الوباء في أوروبا، حيث تدخل ألمانيا في إغلاق صارم بدءا من غد، سيستمر حتى 10 كانون الثاني (يناير) على الأقل، إضافة إلى قيام بعض الاقتصادات الآسيوية، مثل كوريا الجنوبية، بتشديد قيود كورونا بعد تجدد الإصابات المرتفعة، متوقعا أن التأثير الإيجابي المستقر للقاحات الجديدة قد يحتاج إلى بعض الوقت، وربما أكبر من التقديرات المسبقة.

من ناحية أخرى، ارتفعت أسعار سلة خام «أوبك» وسجل سعرها 49.58 دولار للبرميل، الجمعة الماضي، مقابل 48.87 دولار للبرميل في اليوم السابق.

وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك»، أمس، أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق رابع ارتفاع على التوالي، كما أن السلة كسبت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 48.35 دولار للبرميل".