نسيم شهاب.. كفيفة تحفظ القرآن وتحصل على البكالوريوس ودورات إنجليزية وكمبيوتر

المدنية أونلاين ـ عدن _ هدية الرحمن أحمد

كفيفة منذ ولادتها، لكن هذه الإعاقة لم تجعلها عاجزة، فقد تحدّت كل الصعوبات وجعلت من إعاقتها حافزاً يدفعها إلى الأمام، وجعلت شعارها: لا شيء مستحيل أمام إرادة الإنسان.

"نسيم شهاب"، درست في معهد النور للمكفوفين بعدن، وتعلمت فيه القراءة والكتابة بطريقة "برايل"، ودرست فيه كل المستويات التي يوفرها المعهد "من الصف الأول حتى الخامس".

 لم تتوقف عن الدراسة كما فعل بعض زملائها من المكفوفين لأن المعهد يوفر التعليم إلى الصف الخامس لقط؛ بل واصلت الدراسة في المدارس العادية حتى أكملت دراستها الأساسية والثانوية والجمعية وتطمح للمواصلة.

بدأت نسيم حفظ القرآن الكريم وهي في الصف السابع، وواصلت حتى ختمت المصحف في الصف الثالث الثانوي، وتقول إن الفضل في إتمام حفظها القرآن يعود بعد فضل الله تعالى إلى والديها.

  ساعد نسيم على حفظ القرآن معرفتها لطريقة  "برايل" التي اعتمدت عليها بشكل أساسي ثم اعتمادها على طريقة الحفظ بالاستماع.

شاركت في عدة مسابقات في حفظ القرآن الكريم قبل أربع سنوات، وحصلت على المركز الأول لفئة عشرة أجزاء، وذلك في مسابقة خاصة بالمكفوفين شملت كلا من عدن ولحج وأبين، ثم حصلت قبل سنتين على المركز الثالث في حفظ 15 جزءا.

 

نسيم تحصل على البكالريوس ودورات إنجليزية وكمبيوتر

 لم تقتصر على حفظ القرآن الكريم، بل أكملت دراستها الجامعية، والتحقت أيضا بعدد من الدورات في اللغة الإنجليزية، وأخرى في التنمية البشرية وأخرى في حياكة الصوف، وأخرى في الكمبيوتر.

الصعوبات التي واجهت نسيم في الجامعة فقط من حيث عدم توفر كتب خاصة بالمكفوفين ، كان هناك صعوبة من حيث المراجعة وإنجاز  البحوث، ومع هذا فقد تحدت هذه الصعوبات باعتمادها على تسجيل المحاضرات ثم كتابتها بنفسها بطريقة "برايل" أو تحويل الكتب والملازم الجامعية إلى طريقة "برايل".

أكملت نسيم الجامعة وها هي ذي خريجة لهذا العام لم تنتهِ طموحاتها بانتهاء مرحلة الدراسة الجامعية، بل كانت الجامعة بداية طريقها لتحقيق ما تسعى إليه.

وتطمح إلى توفير مكتبة خاصة للمكفوفين تكون مرجعاً لهم ولا تريد أن يمروا بنفس العقبات والصعوبات التي مرت بها في الجامعة.

كما تطمح إلى أن تكمل دراستها العليا والتخصص في جوانب الإعجاز القرآني بجميع مجالاته عند توفر الإمكانيات كالكتب الخاصة بالمكفوفين وغيرها.

 نسيم.. الفتاة المكافحة

 ينظر المجتمع لنسيم في المدرسة والمسجد والجامعة على أنها فتاة مكافحة وقدوة وشعاع أمل لكل من يعرفها بعزيمتها وابتسامتها التي تصنع أملاً وتفاؤلاً.

لم تواجه نسيم صعوبات من حيث إدارة المدارس أو حتى الجامعة من حيث تعامل المعلمين والدكاترة والزملاء معها .

وكان السند والمعين لنسيم والداها، وكما تحدثت نسيم لـ "منارة عدن" فقد كان لوالدتها الفضل الأكبر من حيث التشجيع والاهتمام بها في التعليم وفي أخذها ومرافقتها إلى المدرسة والجامعة والمسجد.

 رسالة نسيم لمجتمع المبصرين

 وتقول نسيم في رسالتها للمكفوفين أن لا يجعلوا أي إعاقة تحول بينهم وبين أحلامهم، بل عليهم أن يجعلوها حافزاً يدفعهم إلى الأمام وأن يكملوا تعليمهم وأنه لا يوجد شيء مستحيل بل لابد أن يدرك الجميع أن من الألم ما يولد الأمل ومن المحن ما يولد المنح، وأن يطوروا من ذواتهم في شتى مجالات الحياة وأن يعتمدوا على أنفسهم في كل أمور حياتهم، ويجب أن يسعوا إلى الأفضل ويطمحوا إلى الأعلى في مختلف نواحي الحياة وأن يكونوا متفائلين مهما واجهتهم الصعوبات والعقبات، وأن يكونوا متحدين للواقع مهما كانت الظروف صعبة ومهما تعرضت لهم العوائق التي تحد من إبداعهم وأن عليهم أن يواجهوا هذه الصعوبات بتحدٍّ وشجاعة وتفاؤل، ويجب على المكفوفين أن يكونوا دائماً قدوة لغيرهم وأن يكونوا سنداً وعوناً لغيرهم من المكفوفين الذي هم أصغر منهم سناً، ومن هم مقبلون على المجتمع وأن يحرصوا على توعية المجتمع باحتياجاتهم وكيفية التعامل معهم.

أما رسالتها للمجتمع، فتوصيه نسيم أن لا ينظر إلى المكفوفين بنظرة شفقة ورحمة ناشئة من إشعاره بالإعاقة، بل بنظرة سوية، لأن الكفيف شخص مثله مثل غيره لا ينقصه شيء ويستطيع أن يعتمد على نفسه وعليهم أن يشركوه في شتى المجالات ولا يعزلوه عنهم.

وتتابع: عليهم ألا يكونوا عائقاً أمام الكفيف، بل يجب أن يشجعوه معنوياً وأن يدفعوا به إلى الأمام، وأن يكونوا عوناً له في هذه الحياة ويعينوه على العيش والتداخل والمشاركة في المجتمع بشكل طبيعي.