
إقبال لافت واهتمام رسمي.. عودة 2.7 مليون طالب إلى مدارس المحافظات المحررة
بدأ أكثر من 2.7 مليون طالب وطالبة عامهم الدراسي 2025-2026م في المدارس الحكومية والأهلية في المحافظات المحررة، في ظل استعدادات حكومية ومجتمعية واسعة.
رئيس مجلس الوزراء، الدكتور سالم صالح بن بريك، اعتبر عودة الملايين من الطلاب إلى مقاعدهم تمثل “أعظم رسالة أمل وصمود”، مشدداً على أن التعليم ليس مجرد بداية عام دراسي، بل معركة وعي وبناء.
وأكد رئيس الوزراء خلال لقائه بقيادات وزارة التربية والتعليم في العاصمة المؤقتة عدن، أن التعليم أولوية قصوى للحكومة، التي تعمل على تحسين البيئة التعليمية، ودعم المعلمين، وتخفيف الأعباء عن الأسر.
كما أكد أن افتتاح المدارس رغم الظروف الصعبة هو دليل على صمود المعلمين، مشيرًا إلى سعي الحكومة لإيجاد حلول لأوضاعهم، داعيًا في ذات الوقت إلى تغليب مصلحة الطلاب وعدم تعطيل العملية التعليمية.
تدشين العام الدراسي في المحافظات
في العاصمة المؤقتة عدن، دُشّن العام الدراسي الجديد من قبل وزير التربية والتعليم طارق العكبري، ومحافظ عدن أحمد لملس. وقام العكبري ولملس بجولة على عدد من المدارس، واطلعا على انضباط الإدارات والمعلمين، مؤكدين أهمية النهوض بالقطاع التعليمي في ظل الظروف الراهنة.
وأكد وزير التربية على أهمية النهوض بالقطاع التربوي والتعليمي، خصوصًا في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد. وأشار إلى حرص ومتابعة رئيس مجلس الوزراء، سالم بن بريك، وتوجيهاته المستمرة بضرورة انطلاق العام الدراسي الجديد في موعده المحدد.
وشدد على أن التعليم هو الركيزة الأساسية لبناء الإنسان وضمان المستقبل. وطالب مديري الإدارات المدرسية بالانضباط الوظيفي والالتزام بالتقويم المدرسي لإنجاح العملية التعليمية.
وفي أول يوم دراسي، استقبلت 886 مدرسة حكومية وأهلية في محافظة حضرموت، نحو 324 ألف طالب وطالبة. وخلال زيارة لمحافظ حضرموت مبخوت بن ماضي لعدة مدارس، أشاد بجهود الإدارات والمعلمين، مؤكدًا استمرار دعم السلطة المحلية للتعليم.
مدارس محافظة المهرة، هي الأخرى، شهدت إقبالًا كبيرًا من الطلاب، مؤكدا مدير مكتب التربية والتعليم في المحافظة سمير هراش عددًا من المدارس، بذل كافة الجهود لدعم العملية التعليمية، حاثًا الطلاب على الجد والاجتهاد، ومشيدًا بجهود الطواقم التدريسية.
وفي محافظة تعز، فقد توجه قرابة 520 ألف طالب وطالبة إلى 1045 مدرسة في 18 مديرية محررة، مع أول يوم دراسي. وأشاد وكيل المحافظة رشاد الأكحلي بالانطلاقة الناجحة، مؤكدًا أن التعليم في تعز يمثل “رسالة حياة وإرادة قوية”.
وفي السياق، شهدت مدارس محافظة شبوة، إقبالًا كبيرًا مع أول يوم دراسي، حيث استقبلت 650 مدرسة أكثر من 155 ألف طالب وطالبة. وأشاد مدير مكتب التربية سالم حنش، بالحضور الطلابي، مؤكدًا أهمية التعليم كركيزة أساسية للنهوض بالمجتمعات.
وفي محافظة مأرب التي شهدت إقبال لافت في أول يوم دراسي للطلاب، أشاد وكيل المحافظة علي الفاطمي، ونائب مدير مكتب التربية والتعليم في المحافظة عبدالعزيز الباكري، بمستوى الإقبال للطلاب وانتظام العملية التعليمية في يومها الأول وفق التقويم المدرسي الصادر من وزارة التربية والذي يعكس الوعي والإرادة بأهمية التعليم. وأكدا حرص السلطة المحلية على انتظام العملية التعليمية ودعم المدارس بتوفير الكتاب المدرسي ودعم المدرسين بالحوافز المالي.
في السياق، أكد مدير مكتب وزارة التربية والتعليم في محافظة لحج، فهمي بجَّاش، أكد مع انطلاق العام الدراسي، الاستعدادات الفنية والإدارية، لضمان انطلاقة سلسة وآمنة للعملية التعليمية في فصلها الدراسي الأول للمراحل الدراسية قاطبة، من العام المستجد.
اهتمام رسمي
وخلال اطلاعه من وزير التربية والتعليم على تدشين العام الدراسي الجديد وعودة الطلاب والطالبات إلى مدارسهم، وكذا الإجراءات المتخذة لانتظام العملية التعليمية، قدم رئيس الوزراء، الشكر والتقدير لقيادة وزارة التربية وطاقمها الإداري والتربوي ومكاتبها في المحافظات، ولجميع المدرسين والمدرسات والتربويين المنتشرين في المحافظات المحررة الذين يقومون بواجبهم الوطني والإنساني ويؤدون رسالتهم التعليمية في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن.
وأكد أن انطلاق العام الدراسي الجديد يمثل محطة وطنية مهمة تتجسد فيها آمال الطلاب وأسرهم في مستقبل أفضل، ومسؤولية جماعية تستوجب تضافر الجهود الرسمية والمجتمعية لإنجاح العملية التعليمية.
وشدد بن بريك، على أن الحكومة تولي ملف التعليم أولوية خاصة ضمن خططها الإصلاحية، باعتباره الاستثمار الأهم في رأس المال البشري.
وخاطب رئيس الوزراء الطلاب قائلًا: “أنتم أمل هذا الوطن وسلاحه في مواجهة الجهل، ودربه لبناء مستقبل يليق بكم وباليمن”، وشدد على أهمية تكامل الجهود بين الحكومة والمجتمع والأسرة والقطاع الخاص لضمان نجاح العملية التعليمية.
كما أكد المسؤولون في مختلف المحافظات على حرصهم على دعم التعليم، وتوفير بيئة تعليمية مناسبة، وتقدير جهود المعلمين الذين يواصلون رسالتهم رغم الظروف الصعبة، واضعين حقوقهم المشروعة في مقدمة اهتماماتهم.