العميد عبيد ثوبه.. نموذج شاب للنضال السلمي

المدنية أونلاين_كتب_فؤاد مسعد

عند انطلاق فعاليات الحراك الجنوبي اوائل العام ٢٠٠٧ كان في مقدمة الصفوف يعبر عن قضية الجنوب بوعي سياسي وسلوك حضاري، مقدما الفكرة بوضوح وابتسامة الثقة تعلو محياه..

كان الشاب عبيد ثوبه أصغر زملائه العسكريين المتقاعدين قسرا والمسرحين ظلما، وكان من أكثرهم تعاملا راقيا مع وسائل الإعلام بعقل مفتوح وإرادة ثابتة ويقين لا ينهزم رغم التهديد والوعيد والقمع والتنكيل.

أصغر متقاعد في جيش الجنوب، لقب أطلقه عليه الإعلام حين كان يتصدر فعاليات الحراك بإرادته الشابة وحداثة سنه بالمقارنة مع السن القانونية المفترضة للمحالين إلى التقاعد من البالغين أحد الاجلين.

بيد أن رغبة النظام البائد في الظلم والإقصاء كانت فوق القانون، دفعت بالآلاف إلى جحيم البطالة ودائرة العاطلين عن العمل وهم في سن العطاء ومرحلة العمل، كما هو الحال أكثر وضوحا مع الشاب الخلوق عبيد ثوبه.

ابن الضالع الأصيل كان حاضرا في كل مراحل النضال بدون ضجيج، وفي كل الفعاليات كان الجندي المجهول الذي لا يهتم بالتقاط الصور أو البحث عن بطولات هناك وهناك.

وحين اقتضت الضرورة أن يتحمل تبعات إدارة الأمن في محافظة الضالع لم يتردد ولم يتراجع بل لبى نداء الواجب رغم انعدام الدعم وقلة الإمكانات وكثرة الصعوبات والمعوقات، عمل على استتباب الأمن والاستقرار بالتعاون مع أبناء الضالع وقيادات المقاومة والوحدات الأمنية والعسكرية.

وقبل يومين كان يقف بشموخ لا تفارقه الابتسامة وهو يسلم مهام المنصب لخلفه العميد عدلان الحتس مدير أمن الضالع الجديد بعد صدور قرار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المهندس أحمد الميسري، وانجز مهمة الاستلام والتسليم لأهم مرفق حكومي في وقت قياسي تعبيرا عن وعي ومسؤولية.

تحية لهذا القائد الشاب النموذج والجندي المجهول الذي يستحق كل الوفاء والتقدير.