الإمامة في اليمن.. تتحكم لا تحكم
أستطيع القول أني اطلعت على سير الأئمة في اليمن من لدن يحيى الرسي وحتى كويهن الكهف "الحوثي" وجميعهم ــ بلا استثناء ــ دخل في حروب ضارية مع اليمنيين، فلم تخل سنة واحدة لإمام قط من الحروب، وللقارئ أن يتخيل أن للرسي نفسه مع القرامطة سبعين موقعة حربية، كما ذكر مجدالدين المؤيدي في كتابه "التحف شرح الزلف" إلى جانب معارك أخرى، نافت عن مئة حرب. ونحن نعرف أن ما بين تورده إلى اليمن ونفوقه 14 عامًا فقط، بمعنى لو قسمنا عدد سنواته هذه على عدد حروبه مع القرامطة فقط لكانت خمسة حروب في السنة الواحدة، أي بمعدل حرب كل شهرين تقريبا..!
كذلك المهدي صاحب المواهب يذكر كتاب سيرته أن له مع قبائل المشرق "البيضاء ومارب ويافع" أربعين معركة حربية، إلى جانب معاركه الأخرى مع اليمنيين؛ أما ابن حمزة وابن شرف الدين والمتوكل والإمام يحيى وغيرهم فمعارك كل منهم أكثر بكثير.
والسؤال.. أين الاستقرار؟ بل وأين الحكم أساسا؟ الحكم بما هو مشروع ومشروعية وعلاقة تراضٍ بين طرفين: حاكم ومحكوم؟!
باختصار.. الإمامة تتحكم لا تحكم؛ لأن ثمة فرقا بين الحكم والتحكم. ولعل ما يجري اليوم نموذج واضح لعلاقة الأئمة بالشعب، سطو بالقوة من قبلهم، وحالة رفض شعبية من قبل اليمنيين. هذه هي علاقتهم بالناس قديمًا وحديثا. لم يحكموا، ولن يحكموا أيضا. جماعة منبوذة لا أكثر.