وضح مخاطر هذا السلوك.. خبير استراتيجي ل"المدنية أونلاين": الحوثيون يصرون على مواصلة تعرض حياة الأطفال للموت نتيجة إجبارهم للمشاركة في القتال

المدنية أون لاين_خاص

قال خبير استراتيجي أمني، أن ظاهرة تجنيد الأطفال من قبل الحوثيين ليست بالأمر المستغرب ولا بالأمر الجديد على هذه الجماعة التي عمدة خلال صراعاتها المسلحة السابقة التي سبقت الحرب الحالية على تجنيد ألاف الأطفال والزج بهم في أتون حروبهم العبثية التي أشعلت فتيلها في اليمن أبتداءاً من الحروب السبعة التي عرفت "بحرب صعدة" وما تلاها من حروب متصلة وصولا إلى الحرب الحالية التي لم تكف فيها المليشيات الحوثية عن مسألة تجنيد الأطفال التي أتسع نطاقها بصورة ملفتة وبصورة مثيرة للجدل تعكس مدى استهتارها بأروح الأطفال الذين تتعمد تعريض حياتهم للخطر المحدق عن طريق الزج بهم في محرقة الحرب الراهنة التي راح ضحيتها ألاف الأطفال الذين سقطوا في ساحات وميادين القتال التي تخوضها تلك المليشيات التي تواصل سيناريو تجنيد الأطفال بصورة غير مسبوقة كدليل على عدم اكتراثها بكافة المواثيق الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تحدث عن حقوق الطفل بكل وضوح وكذا مبادئ حقوق الطفل التي وقعت عليها معظم دول العالم والتي هي الأخرى تشير صراحة إلى تحريم وتجريم تجنيد الأطفال وعدم إشراكهم في الحروب مهما كانت المبررات والأعذار التي تحاول تلك المليشيات تسويقها بهدف تسويغ تجنيدها للأطفال الذي لم يعد خافي على أحد.

 

وأضاف العقيد محسن ناجي مسعد في تصريح خاص ل"المدنية أونلاين": ما من شك بأن السجل العسكري لمليشيات الحوثي مليئ بالجرائم والانتهاكات التي اقترفتها تلك المليشيات خلال حروبها السابقة وحربها الحالية التي تخوضها في أكثر من جبهة والتي لا تخلو جميعها من جرائم الحرب التي أقترفها مقاتلوا هذه الجماعات التي ارتكبت خلال الحرب الراهنة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية.

 

وأشار، فحصار المدن وما ينتج عنه من تهديد خطير على حياة المدنيين يدخل في سياق جرائم الإبادة الجماعية وتجليات ذلك تتجسد في صورة الحرب الجارية التي تخوضها تلك المليشيات في أكثر من مدينة وفي طليعة تلك المدن مدينة تعز التي فرض عليها حصارا مميتا من جانب تلك المليشيات التي يقاتل في صفوفها ألاف الأطفال الذين أجبروا على المشاركة في كافة الجبهات التي تقاتل فيها مليشيات الحوثي التي لم تتورع بعد عن تجنيد الأطفال التي مازالت متواصلة وعلى مراء ومسمع من العالم الذي لم يحرك ساكنا بإزاء هذه الظاهرة التي تمارسها مليشيات الحوثي. وأوضح، أن المليشيات داست على كافة المواثيق الدولية والإعلان العالمي لحقوق الطفل الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 نوفمبر 1959 وعلى ما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وعلى ما جاء في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية "ولا سيما في المادتين 23 ، 24" وفي العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية "ولا سيماء في المادة 10" والتي تؤكد جميعها على تحريم تجنيد الأطفال وعدم تعريض حياتهم للخطر وغيرها من الأعمال التي تهدد الطفولة وتزج بالأطفال في ساحات لا تتوافق مع طبيعتهم البريئة والعمرية التي أضحت اليوم تنتهك من قبل الحوثيين الذين يصرون على مواصلة تعريض حياة الأطفال للموت المحقق نتيجة إجبارهم على المشاركة في كافة الجبهات العسكرية التي تقاتل فيها تلك المليشيات التي لا تعبئ بالمخاطر والعواقب المترتبة على تجنيد الأطفال في الحرب الدائرة في اليمن.

 

وقال، سيظهر أثرها السلبي فور عودة هؤلاء الأطفال إلى ممارسة حياتهم الطبيعية الذين سيجدون صعوبة كبيرة في ممارسة حياتهم الطبيعية في الوسط الاجتماعي الذي ينتموا إليه مالم يتم إعادة تأهليهم نفسيا حتى يتحرروا من العقد النفسية التي أصيبوا بها خلال مشاركتهم في الحروب التي ولا شك سوف تترك أثر سلبي عميق في نفوس الأطفال الذين هم ضحية مثل هذا التصرف الهمجي الذي تتبعه تلك المليشيات الحوثية التي لم تكف عن تجنيد الأطفال.

 

وأختتم ناجي تصريحة بالقول، أستبقى ظاهرة تجنيد الأطفال وصمة عار في جبين هذه الجماعة التي ينبغي أن تواجه موقف دولي معارض لهذا العمل المشين الذي أقدمة وتقدم عليه وخاصة من قبل المنظمات الحقوقية التي تقع عليها مسؤولية تحميل جماعة الحوثي مسؤولية تجنيد الأطفال وتقديم مرتكبي هذه الجريمة للمحاكمة الدولية العادلة.