المناضلة خولة شرف:الاستقلال الوطني صنع بتضحيات الشعب بكل قطاعاته العمالية والشبابية والطلاب والفلاحين والمرأة

حاورها:صلاح عبده سيف


- استطاعت المرأة في الجنوب كسر القيود الاجتماعية وشاركت أخيها الرجل في الكفاح ضد الاستعمار حتى رحيل أخر جندي بريطاني.

- ساهمت المرأة في تصدر المسيرات والإضرابات وتوزيع المنشورات ..وقرأتها من على منابر المساجد وإخفاء الفدائيين ونقل السلاح .

- بعد الاستقلال تواجدت المرأة في كل مواقع العمل في السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية.

- النظام السابق انتقم من الحزب الاشتراكي بإلغاء كل انجازاته في الجنوب بما في ذلك تهميش المرأة.

- الحكم المركزي لا يساعد على بناء قدرات وإمكانات المجتمع المدني ولذلك يظهر الدور الريادي للمرأة في المركز ويتضاءل في غيرها.

- الدكتور ياسين أعطى الحزب ثقل كبيرا لدرجة صرنا نشعر أن ياسين هو الحزب بكله.

- على قوى الحراك أن توحد صفوفها والتوافق على رؤية موحدة والمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني.

- الحزب الاشتراكي يمثل واجهة المجتمع المدني التقدمي وعلى قياداته إعادة ترتيب وضعه التنظيمي بما يتناسب مع المرحلة المقبلة.

- توكل كرمان ظاهرة وفوزها بجائزة نوبل أثلج صدري .

- على المرأة اليمنية مواصلة نضالها وعدم الرضوخ لضغوط القوى التقليدية .

 

دعت القيادية في الحزب الاشتراكي اليمني خولة شرف قوى الحراك الجنوبي إلى توحيد صفوفها والتوافق على رؤية موحدة للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني وطرح رؤيتهم طالما ان سقف الحوار مفتوح ولا توجد شروط مسبقة .. وأضافت عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي أن عدم اتفاق قوى الحراك ورفضها المشاركة في مؤتمر جعل المواطن الجنوبي يشعر بالإحباط وانعدام الامل نتيجة التشظي الذي يعيشه الحراك , و طالبة شرف الرئيس هادي باتخاذ قرارات حاسمه بشأن النقاط الـ20 التي اقرتها اللجنة الفنية للحوار الوطني من أجل التهيئة للحوار كون النقاط الـ20 استوعبت جوهر القضية واتخاذ قرار بشأن معالجة الأوضاع في الجنوب سوف يشجع قوى الحراك على المشاركة في الحوار , وقالت أن النظام السابق انتقم من الحزب الاشتراكي بعد حرب صيف 1994 م بإلغاء كل انجازاته في الجنوب بما في ذلك تهميش المرأة الجنوبية خاصة القياديات وكل من لها علاقة بالحزب الاشتراكي .. جاء في هذا الحوار الصحفي الذي تطرقنا إلى مختلف القضايا الوطنية على الساحة اليمنية فإلى تفاصيل الحوار.

 

 حاورها / صلاح سيف

.س/ استاذة خولة بعد يومين تحتفل بلادنا بالعيد الـ45 للاستقلال الوطني كإحدى المناضلات اللاتي أخرطن منذ وقت مبكر في النضال الوطني الثوري ضد الاحتلال البريطاني كيف وصل اليمنيون لهذا اليوم العظيم ؟

أولا : بهذه المناسبة أحب ان أهني شعبنا اليمني العظيم وأتمنى للوطن كل الخير والتقدم .. وأن تعود علينا هذه المناسبة في العام المقبل وقد قطعنا شوطا كبيرا في تنفيذ المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية وأن ينعم الناس والوطن بالأمن والاستقرار والتقدم إن شاء الله.

فالحديث عن 30 نوفمبر يوم الاستقلال الوطني والتحرر من الاستعمار البريطاني بعد 139عام من احتلاله لأرض الوطن ينطبق عليه قول الشاعر يوم من الدهر لم تصنع أشعته.... شمس الضحى صنعناها بأيدينا ..بل صنعناها بالنضال والكفاح وتضحيات الأبطال ..في ثورة عظيمة لشعب وقف بكل قواه السياسية وقطاعاته من عمال وفلاحين وشباب وطلاب والمرأة بكل شجاعة و جرأه شاركت أخيها الرجل جنب إلى جنب في نضال استمر إلى ان جاء الجلاء لأخر جندي بريطاني من جنوب الوطن .

س/ حديثنا عن ما علق بذاكرتك من ذالك اليوم التأريخي المجيد في 30 نوفمبر 1967؟

ج/كان يوما عظيما في تاريخ شعبنا العظيم أصبحنا على وطن مستقل وحر أخذ موقعه بين الدول المتقدمة في الأمم المتحدة ومعترف به ..أنذاك انتابني شعور بالغبطة والسرور وفرحة لا توصف بتحقيق أول ثمار الكفاح المسلح .. أول هدف كان استقلال جنوب اليمن وتسليم السلطة للقوى الوطنية التي قادت الكفاح المسلح ألا وهي الجبهة القومية التي كنت عضوا فيها منذ عام 1965 م وكان لي شرف الانتماء إليها والمشاركة في اشكال النضال المتاحة لي أنذاك من مسيرات .. وتوزيع المنشورات مع رفيقات لي.. كما كنا نقوم بعملية الاستقطاب والتوسع وإدارة الحلقات التنظيمية والقيام بالتوعية للنساء في المساهمة في تحرير الوطن مع أخيها الرجل .

س/ لماذا اختارت خولة شرف الجبهة القومية ولم تختار التحرير؟

ج/ لأن الجبهة القومية تبنت الكفاح المسلح منذ وقت مبكر ضد الاستعمار البريطاني وكانت أكثر حضورا و تنظيما وتأثيرا على الأرض بالإضافة إلى تواجدها في كل القطاعات بما فيها قطاع المرأة

حيث كان لها تنظيم سري دقيق ومنظم وأدرك أهمية المرأة والدور الذي يمكن أن تقوم به في خدمة وطنها والدفاع عن ترابه وسيادته وهذا ما جعلني أختار القومية.

س/ ما هي المهام التي أسندت إليك وقمتي بتنفيذها في بداية مسيرتك الكفاحية والنضالية ضد الاحتلال البريطاني؟

ج/ رغم تواضع الدور الذي كنت أقوم به إلا انه كان يعد كبيرا وله أثر عظيم في ظل الأوضاع الاجتماعية السائدة انذاك التي تقر بأن المرأة دورها محصور في البيت – زوجة وأم وإنجاب وتربية الاطفال .. وفي وضع تعاني المرأة من الامية ومحدودية تعليم البنات في عدن..ورغم هذه الظروف الاجتماعية الصعبة من عادات وتقاليد تفرض على حرية المرأة قيودا عديدة .. إلا أن المرأة اليمنية في الجنوب استطاعت كسر هذه القيود وتتغلب على كل المعوقات من عادات وتقاليد وتنخرط في العمل الوطني وتخرج لتشارك أخيها الرجل في العمل الوطني الكفاحي ضد الوجود الاستعماري وتنادي بحرية واستقلال بلادها من الاستعمار وتتصدر المسيرات وتقوم بتوزيع المنشورات وقرأتها من على منابر المساجد وتشارك في الاعتصامات .. بل شاركت في الاضرابات الطلابية قبل قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 م و14 أكتوبر 1963 م وكان ذلك في فبراير عام 26 م في كلية البنات.

بل هنا من الرفيقات من كنا يقمن بإخفاء الفدائيين والسلاح ونقل السلاح من منطقة إلى أخرى رغم وجود نقاط تفتيش بريطانية عندما انتقل الكفاح المسلح إلى مدينة عدن .. وتعرضت بعض الرفيقات للسجن.

وأنا اتذكر هذه الاحداث لا يسعني إلا أن أترحم على اخواتي اللاتي فارقن الحياة وأتمنى من كل قلبي لمن هن على قيد الحياة الدنيا الصحة والعافية وطول العمر على عز إنشاء الله

س/ من هن الرفيقات اللاتي تعرضن للسجن وما هي القضايا التي سجن على إثرها؟

س/ما هي الدوافع التي جعلت المرأة تغامر في عملية الكفاح الوطني ضد الاستعمار رغم العوائق الاجتماعية بالإضافة إلى المخاطر التي قد تعترض حياتها ؟

ج/ لقد كان الدافع وطنيا خالصا .. الروح الوطنية والوعي والإيمان بالولاء التحرري القومي .. وثورة مصر عبدالناصر , وثورة الجزائر كان لهما دور كبير في شحذ الهمم .. ومعاناة الشعب من تسلط الاستعمار البريطاني وسيطرته على مقدرات الوطن كان دافع قوي للانخراط في العمل الكفاحي والنضالي من أجل تحرير الوطني من الاستعمار.

س/ ما هي المكاسب السياسية والاجتماعية التي حققتها المرأة الجنوبية عامة والعدنية خاصة بعد الاستقلال الوطني؟

ج/ بعد الاستقلال وتسلم السلطة الوطنية مقاليد الحكم والبدء في بناء الدولة الوطنية خاصة بعد تأسيس الحزب الاشتراكي اليمني .. لعب النظام السياسي للدولة دورا كبيرا في تقدم المرأة .. بدءا بانتشار التعليم ومنح المرأة فرص التعليم العالي في الداخل والخارج .. وإعطاء المرأة فرص عمل ومنحها تسهيلات لفتح رياض أطفال وحضانات في مواقع العمل والإنتاج ,

وإصدار العديد من القوانين والتشريعات اسهمت في تقدم وتطور المرأة وتبوأها مكانة في مصافي الدول المتقدمة.

وجاءت الوحدة والمرأة متواجدة في كل مواقع العمل المختلفة حتى في القضاء .. ومتواجدة في كل مواقع السلطة السياسية التنفيذية والتشريعية ..بعد الوحدة نحن النساء خاصة من كان لهن دور في في المنظمات السياسية والمدنية نطمح في الأخذ بالايجابيات لكلا الشطرين حسب ما نصت عليه اتفاقية الوحدة ..لكن ما حصل خاصة بعد حرب 1994 م كل القوانين التي تخدم تقدم المرأة تراجعت بدءا بقانون الأسرة , وللأسف انتقم النظام السياسي السابق من الحزب الاشتراكي اليمني بإلغاء كل منجزاته في الجنوب وهمشت المرأة في الجنوب بالذات القيادات وكل من كان لها صلة بالحزب الاشتراكي اليمني.

س/ لكن دور المرأة في الجنوب عامة وعدن خاصة شهد تراجع كبير في العقدين الماضين حيث اختفت الكثير من النساء الرائدات من المشهد السياسي والمدني لماذا.

ج/ يعود ذلك إلى الحكم المركزي الذي لا يساعد على بناء قدرات وامكانيات المجتمع المدني ولذا يظهر الدور الريادي للمرأة في المركز ويتضاءل في غيرها حيث تنشط بفاعلية مؤسسات المجتمع المدني ويتزايد دور وفعالية المرأة من حيث انخراطها فيها .. وتوجد أيضا في مواقع ومفاصل الدولة .. ولذا جاء أهمية بناء الدولة اللامركزية لتسمح بفعالية ونمو كل قطاعات المجتمع.

 

س- لعبت المرأة اليمنية دورا فاعلا في مختلف ساحات الثورة كيف تابعت خول شرف هذا الحراك النسائي الثوري ؟

ج/ لم استغرب قط من اندفاع الشباب والمرأة في الثورة الشبابية وبهذا الزخم في مواجهة الآلة العسكرية للنظام و بصدور عارية مثل ما كان الشباب نراه في المسيرات الضخمة .. وكنت مواكبة لمسيرة الثورة اليمنية بل ومتابعة ثورات الربيع العربي أول بأول من تونس إلى مصر وليبيا وسوريا ....وحاولت في مرة من المرات الخروج إلى ساحة المنصورة وصادف خروجي مسيرة جابت شوارع المنصورة لا أخفيكم سرا بأن الصحة لم تعد تسمح بمجاراة الشباب .. ولكن اتابع التطورات للثورة الشبابية عبر القنوات الفضائية والصحف والتواصل.

 

س/ أفرزت ثورة فبراير الشبابية جيل جديد من النساء في صنعاء وتعز وإب حيث تمكنت المرأة من اثبات وجودها في ظل هذا الواقع المركزي والمجتمع التقليدي المحيط بها وكان لهن فعالية كبيرة في ساحات الثورة وهو ما لم نشاهده في مدينة عدن المدينة والتي تحتضن الكثير من النساء الرائدات ؟ .

ج/ من حيث الكم كان حضور المرأة ممتاز جدا خاصة في صنعاء وتعز وإب أما بالنسبة لعدن فقد كان وجود اكثر من ساحة للثورة عمل نوع من التشتت كما عمل على تراجع الكثير من النساء خاصة القيادات التي كان يمكن أن يكون لهن دور فاعل بسبب هذا التعدد للساحات في عدن هذا من ناحية الكم .. أما من حيث النوعية فهذا كان موجود في صنعاء وتعز وفي عدن كان محدود ليس على مستوى الساحات ولكن كان لهن حضور في التواصل مع الساحات وحضور لا بأس فيه.

لكن مع ذلك تعرضت الكثير من النساء للضرب والقمع والإرهاب الفكري أثناء الثورة أمثال الاديبة و الناشطة في الثورة الشبابية بشرى المقطري عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي فقد مورس عليها القمع لدرجة إباحة دمها من قبل بعض القوى الدينية لأنها عبرت عن رآيها في مقال صحفي ولذلك اضطرت ان تسافر إلى القاهرة كي تحافظ على حياتها أثناء حملة التحريض والتكفير ضدها... وفي صنعاء تعرضن الناشطات في الثورة( اروى عثمان , هدى العطاس ,وداد البدوي ,جميلة علي رجاء ) اللاتي يعتبرن قوى نسائية رائدة ومتقدمة للضرب ومثل هذه الممارسات هي نوع من اساليب الضغط والقمع الذي يمارس على المرأة من أجل الحد من دورها ونشاطها وقوة تأثيرها وكأن من يقف خلف هذه الممارسات يريد أن يوجه رسالة للمرأة مفادها أن مساحتها في التحرك محدودة و ولكن يجب على المرأة أن تواصل نضالها وكفاحها وتنتزع حقوقها وأن لا تستسلم للضغوط التي تمارس عليها رغم الصعوبات والمشاكل التي ستعترض طريقها.

س/ ما هي رويتكم في الحزب الاشتراكي اليمني للنهوض بواقع المرأة؟

ج/ أعتقد أن الحزب الاشتراكي اليمني لديه رؤية متقدمة للنهوض في واقع المرأة و قدم تجربة رائدة في الجنوب وتمكن من النهوض بمستوى المرأة وواقعها أثناء حكمه للجنوب كما ذكرت في إجابتي على سؤالك السابق حتى في مسالة الترشيحات التي حدثت لترشيح المرأة في عضوية اللجنة الفنية الحوار الوطني وقبلها لجنة التواصل والاتصال فقد رشح الحزب الاستاذة راقية حميدان بحكم أن لديها تجربة سابقة اثناء مشاركتها في عضوية اللجنة العليا للانتخابات عام 1993 م ,و لذا اعتقد أن الأحزاب اليسارية لديها رؤية متقدمة تجاه المرأة مقارنة بالأحزاب الأخرى؟

س/ إذا نظرنا للأمر من هذه الزاوية فالإصلاح لدية توكل كرمان عضو في اللجنة الفنية للحوار الوطني رغم ضبابية مواقفه من قضايا المرأة ؟

ج/ توكل كرمان هذه ظاهرة بحد ذاته بصراحة , لكن أنا اعرف أن توكل كرمان كان لها نشاط ودور كبير من وقت مبكر في الجانب الحقوقي والمدني , خاصة وقوفها وتضامنها مع مهجري الجعاشن ... بالإضافة إلى الانتهاكات الخاصة بحقوق الانسان التي مورست من قبل السلطة في السنوات الاخيرة ضد الناشطين السياسيين والصحف والصحفيين هذا النشاط الحقوقي وموقفها مع مهجري الجعاشن ودورها القيادي ساحة الثورة الشبابية هو ما رشحها للفوز بجائزة نوبل للسلام وهذا فخر وشرف كبير نعتز به ليس للمرأة فقط ولكن لليمن بشكل عام وللمرأة العربية والإسلامية ولهذا هي موجود في لجنة الحوار ليس ممثلا لحزب الإصلاح ولكنها ممثلة للمجتمع المدني وشباب الثورة حسب علمي أنها لم ترشح من قبل حزب الاصلاح.

س/ باعتبارك إحدى النساء الرائدات كيف كان شعورك بعد فوز توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام ؟

ج/ بصراحة شعرت بفرحة كبيرة جدا فقد اثلج صدري هذا التكريم الذي حصلت عليه توكل كرمان وهو تكريم للمرأة اليمنية بشكل عام التي كان لها حضور فاعل ومؤثر في ساحات الثورة مرافقة لأخوها الرجل وقدمت عدد من الشهيدات التي سقطن في ساحة الثورة في تعز وهو ما لم يحدث في دول الربيع العربي الأخرى مثل مصر وتونس والتي وصلت فيها المرأة لمراتب متقدمة.

س/ ما الذي يمكن ان تبني عليه المرأة اليمنية بعد أن حصدت إحداهن جائزة نوبل للسلام؟

ج/ يجب أن يمثل هذا دافع وحافز كبير للمرأة اليمنية في أن تشق طريقها نحو المستقبل وتنتزع حقوقها وان لا ترضخ للضغوط التي تمارس عليها من قبل بعض القوى التقليدية والدينية كي تصل إلى ما وصلت إلية المرأة في الدول المتقدمة ولدينا العديد من النساء الرائدات في الوقت الحالي أمثال أروى عبده عثمان واروى عون وجميلة علي رجاء وغيرهن من النساء اللاتي يعملن في الساحة اليمنية ونتابع نشاطهن في القنوات الفضائية والصحف نستبشر فيهن خيرا لمواصلة طريقهن النضالي وسوف يصلن في إلى مراكز متقدمة في المستقبل وليس بالضرورة ان يحصدن جائزة نوبل أو غيرها من الجوائز ولكن سوف يصلن إلى مراكز مهمة على المستويين المحلي والدولي.

س/ هل تمكنت المرأة اليمنية بعد خمسين عام من الثورة من المشاركة بفعالية في عملية التنمية الشاملة.

مازال دور المرأة ومشاركتها في عملية التنمية محدود جدا رغم تواجدها في كافة الهيئات والمؤسسات ومرافق العمل الحكومية لكن يبقى تواجدها شكلي مقارنة بوجودها في المجتمع , فالمرأة تمثل نصف المجتمع ومازالت العوائق الاجتماعية والثقافية والقانونية موجودة إلى اليوم بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الأمية بدرجة كبيرة في أوساط النساء لكنها المرأة اليمنية مازالت تحاول ان تكون شريكة لأخيها الرجل في مرافق العمل .

س/ تفرط الاحزاب السياسية كثيرا في الحديث عن دور المرأة وأهمية اشراكها في العملية السياسية , هل المرأة اليمنية اليوم أصبحت شريكة في صنع القرار داخل المؤسسات الحزبية بما ينسجم مع الخطاب الإعلامي للأحزاب تجاه المرأة؟

ج/ مازال حضورا المرأة في المؤسسات والهيئات الحزبية شكليا للأسف و خطاب الأحزاب السياسية خطاب استهلاكي موجه للخارج أكثر مما هو موجه للمرأة في الداخل كإيمان وإدراك حقيقي من قبل هذه الأحزاب بأهمية مشاركة المرأة في العمل السياسي وتمثيلها في المؤسسات الحزبية والقبول بها كشريك في صنع القرار السياسي وفي الأطر والهيئات الحزبية أو في مؤسسات الدولة , حتى في خطابها السياسي والإعلامي لا نجدها تتحدث عن المرأة سوى في المواسم الانتخابية وبعض المناسبات الخاصة بالمراة لأن نظرتها للمرأة عبارة عن صوت انتخابي في الصندوق ولم تتعدى ذلك حيث مازال المجتمع الذكوري هو المهيمن في الاحزاب والمجتمع.

س/ بما في ذلك الحزب الاشتراكي اليمني ؟

ج/ رغم وجود عدد كبير من النساء في هيئات الحزب ومطالبة المرأة بتمثيلها في هيئات الحزب بنسبة 30% وصلت نسبة تمثيل المرأة في قوام اللجنة المركزية إلى 34% في انتخابات المؤتمر العام للحزب .. لكن مازال حضورها لم يلبي الطموح المرأة.

س/ كعضو في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني هل أنت راضية عن موقف الحزب الاشتراكي تجاه المرأة أم لك رأي أخر؟

ج/ انا راضية كل الرضى عن موقف الحزب من المرأة فبرنامجه يحمل رؤية متقدمة تجاه المرأة و يتبنى قضيتها ويدافع عن حقوقها بالإضافة إلى ذلك فالحزب الاشتراكي ينفذ أدبياته بالحرف الواحد .

 

 

س/ خصصت اللجنة الفنية للحوار الوطني نسبة 30% للمرأة من قوائم الحضور في مؤتمر الحوار هل تعتقدين ان حضور المرأة بهذه النسبة يعكس ما نصت عليه الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية ؟

ج/طبعا المبادرة الخليجية وأليتها التنفيذية نصت على ان تشارك المرأة في مؤتمر الحوار الوطني كإحدى المكونات الرئيسية ولم تحدد مشاركة المرأة برقم أو نسبة معينة ونسبة الـ30% التي أعطت للمرأة بنيت على نسبة قد طرحت من سابق في مؤتمرات المرأة الدولية (مؤتمر "بكين") والمؤتمرات اللاحقة عالميا على أساس أن المرأة لا بد ان تتواجد بنسبة 30% في الهيئات و المؤسسات التشريعية والتنفيذية والأحزاب السياسية ....إلخ بنسبة 30% ولهذا فالجنة الفنية للحوار منحت المرأة نسبة الـ30% في الحوار الوطني لأن هذه النسبة قد تم طرحها في مؤتمر المرأة العالمي في" بكين" وبالتالي هذه نسبة معقولة ومقبولة من وجهة نظري.

س/ادخل قضية زواج الصغيرات ضمن القضايا الرئيسية التي سيناقشها مؤتمر الحوار الوطني هل تعتقدين أن هذا بأن هذا سوف يساعد الفتاة اليمنية على انتزاع حقوقها في مواصل التعليم وشق طريقها نحو المستقبل؟

ج/ إذا كان أحد اهداف الثورة الشبابية بناء الدولة المدنية الحديثة فأول لبنة لبناء هذه الدولة هو التعليم للجنسين .. يقال أن المرأة مقياس تقدم الشعوب , وزواج الصغيرات انتهاك لحقوق الطفل وهدر للإنسان بقتل الطفل وهناك اتفاقيات دولية تحمي حقوق الطفل واليمن موقع على هذه الاتفاقيات .. وطبعا سمعة اليمن في المحافل الدولية سيئة في ذلك ولهذا لا بد من استعادة أقدام الدولة وكان من الضروري إدراج مثل هذا الموضوع في مؤتمر الحوار الوطني؟

 

س/ مازالت قوى الحراك الجنوبي المختلفة لم تحسم أمرها من موضوع المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني رغم تخصيص اللجنة الفنية للحوار نسبة 50% لتمثيل الجنوب في مؤتمر الحوار استاذة خولة ما الذي يريده قادة الحراك كي يقبلوا المشاركة في الحوار؟

ج/ أولا قبل الحديث عن مشاركة قيادات الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني أولا يجب التهيئة للحوار الوطني كي يقبل الناس المشاركة فيه وقد تم طرح "12"نقطة من قبل الحزب الاشتراكي وتم لإقرار "20 نقطة" من قبل اللجنة الفنية للحوار الوطني بعد إضافة إليها (8) نقاط وقدمت للرئيس هادي فوافق عليها والحلول التي طرحها الحزب الاشتراكي في "12نقطة" كانت مستوعبة معظم القضايا ولذا يجب ان تكون هناك جدية من قبل القيادة السياسية في اتخاذ قرارات لمعالجة القضايا التي وردت في نقاط بالتهيئة , كي تشجع قيادات الحراك على المشاركة في مؤتمر الحوار بجدية وهذه ليست شروط مثلما طرحت وإنما خطوات مطلوبة للتمهيد لمؤتمر الحوار.. وبنفس الوقت مطلوب من قيادات الحراك توحيد صفوفهم والقبول بالمشاركة في الحوار طالما لا توجد شروط مسبقة للمشاركة في الحوار وسقف الحوار مفتوح لطرح كل المشاريع والرؤى على الطاولة خاصة بعد تحديد اللجنة الفنية للحوار نسبة 50% لتمثيل الجنوب في مؤتمر الحوار ومنح الحراك نسبة 35% من تمثيل الجنوب والأحزاب والقوى السياسية الأخرى في الجنوب نسبة 15% وهذا ما كنا نطالب به في تمثيل الجنوب بنسبة (50 %) ولذا على قوى الحراك ان توحد صفوفها وتشارك في الحوار وتطرح مشروعها من أجل مناقشتها طالما ان طاولة الحوار لا توجد فيه معارضة وسلطة وسيكون على جميع القوى تقديم تنازلات من أجل الوصول إلى توافق وحلول لكافة القضايا المطروحة على طاولة الحوار.

س/ ما هو موقف المواطن في الجنوب من رفض قوى الحراك المشاركة في الحوار الوطني ؟

المواطن في الجنوب أصبح اليوم يشعر بالإحباط نظرا لانعدام بوادر الأمل خاصة في ظل غياب التوافق بين قوى الحراك لعقد مؤتمر حوار جنوبي يساعد على توافق الجنوبيين في الخروج برؤية توافقية واحدة من أجل مشاركة الحراك في مؤتمر الحوار الوطني , فكل الخيارات مفتوحة أم الحراك الجنوبي للمشاركة في الحوار الوطني بما في ذلك المشاركة بأجندة ورؤى متعددة ليس ضروريا أن يشاركوا برؤية موحدة المهم هو أن يشاركوا في الحوار.

و نأمل من القيادة السياسية باتخاذ قرارات تساعد على التهيئة لمؤتمر الحوار ,كما نأمل أيضا من قيادات الحراك القبول والمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني ,كي يشعر الشعب بالأمان والاطمئنان وانفراج الأزمة.

س/ كيف تقيمين أداء الحزب الاشتراكي وقياداته الحالية في إدارة العملية السياسية وهل دورها السياسي يتناسب مع تحديات المرحلة وحساسيتها في الوضع الراهن؟

ج/ من حيث الأداء السياسي للحزب الاشتراكي أعتقد أن الدور الذي يقوم به الدكتور ياسين سعيد نعمان أمين عام الحزب في العملية السياسية أعطى الحزب ثقل كبير في العمل السياسي لدرجة صرنا نشعر أن ياسين هو الحزب بكله.

في يتعلق بالناحية التنظيمية فأداء الحزب وسط الجماهير لا يتناسب مع ثقله ورصيده في الشارع وقد يكون ذلك بسبب الضغوط والممارسات الإقصائيه التي مارسها النظام السابق ضد الحزب من مصادرة لمقراته وأمواله وتشتيت كوادره وقواه الحية كانت سببا مباشرا في ضعضعة أوضاع الحزب وشل قدراته وحركته التنظيمية , لكن في ظل المتغيرات الجديدة التي صنعتها ثورة فبراير الشبابية السلمية التي انتصرت للمشروع المدني الذي تبناه الحزب الاشتراكي أثناء الازمة السياسية في 93م .

فالثورة جاءت لتحرير الحزب الاشتراكي والأحزاب الأخرى من القيود التي فرضها النظام السابق على العملية السياسية في اليمن القائمة على التعددية السياسية والتبادل السلمي للسلطة ,من أجل إطالة بقائه في السلطة / مقاطعا.

س/ ما هي الرسالة التي تريد خولة شرف ان توجهها لقيادة الحزب الاشتراكي ؟

نأمل من قيادات الحزب أن تستفيد من زخم الثورة والشبابية وتبدأ في إعادة بناء وترتيب هيئات الحزب ودائرته التنظيمية واستقطاب قوى جديدة من الشباب الذين يؤمنون بتوجهات الحزب وبرنامجه السياسي وإعطاء القيادات الشبابية في الميدان دور أكبر من خلال واستيعابهم في مؤسسات الحزب , على القيادات الريادية التي لديه خبرات وإمكانات قيادية وتأثير في المجتمع أن تعمل على انتشال الحزب من وضعه الحالي وإعادة بناء مؤسساته ومنظماته بما يتناسب مع المرحلة المقبلة كون الحزب الاشتراكي يمثل واجهة المجتمع المدني التقدمي , وقد وجدت بعض الأخوات في الساحات معجبات بتوجهات الحزب والخطاب الراقي الذي يقدمه الدكتور ياسين أمين عام الحزب , ولذا فقد انظم الكثير من شباب الثورة ورتبوا اوضاعهم التنظيمية في صفوف الحزب الاشتراكي في عدن خلال الأخيرة دون أن تبذل أي جهود أو محاولات لاستقطابهم من قبل قيادة وكوادر الحزب , ولذا أعتقد أن قيادة الحزب لو حسنت أدائها ونزلت إلى الساحات ونشطت بين الجماهير سيكون وضع الحزب أفضل بكثير مما هو علية اليوم.

 

*هناك تراجع مخيف للقيم المدنية في عدن انتشار مظاهر السلاح وتناول الحبوب المخدرة في اوساط الشباب و عمليات تقطع وسلب ونهب للممتلكات العامة والخاصة كيف تفسرين اسباب هذا التراجع؟

ج/ المظاهر والظواهر السلبية ظهرت ما بعد قيام الوحدة وبصور مختلفة .. بدأ بانتشار الفساد في الأخلاق من رشوة ومحسوبية ..وانتشار مضغ القات في كل الاوقات بما فيها وقت العمل .. وتراجع الانضباط في العمل .. وانتشار السلاح والثأر , وأزداد في الاونة الأخيرة التقطع والسلب والنهب وتناول الحبوب المخدرة بين صفوف الشباب والقتل لأتفه الأسباب .. وكذا النزعة المناطقية .. أمام ذلك تضاءلت روح المدنية ..وأختفى الامن وتدني مستوى التعليم وأزدادت رقعة الأمية بعد ان صفرت الحملة في عام 84م بالذات في عدن؟


نقلاً عن صحيفة"الثورة" اليومية