عدن والخليج

اثبت ابناء الجنوب انهم اوفياء لامتهم ولاشقائهم في المحيط الخليجي والعربي من خلال تصديهم لمليشيات الحوثي والمخلوع التي اجتاحت عدن ومدن الجنوب اليمني الاخرى في طريقها لتهديد امن المملكة العربية السعودية وكافة دول الخليج العربي ضمن مشروع فارسي مقيت وحاقد يتطلع لزعزعة امن المنطقة وتدمير تراثنا العربي والإسلامي وشواهدنا الحضارية.

 

لقد تبادلنا الوفاء بالوفاء فكان انتصار المقاومة الشعبية الجنوبية على التحالف الفارسي بالوكالة مقدمة طيبة لانتصار الامة العربية ووفاء لموقف التحالف العربي المشرف وايذانا ببدء مرحلة جديدة من الانتصارات العربية على اعداء الامة ومن التكاتف والتوحد العربي لدفع المخاطر واستعادة الامجاد.

 

لقد كانت عدن ايقونة المقاومة العربية والصخرة التي تحطمت عليها امال وتطلعات فارس واحفاد فارس وهي الانتصار العظيم الذي اهتزت وهتفت وبكت فرحا من اجله امتنا العربية وعقدت عليه الامال بغد مشرق لامة قوية ومهابة ذات رسالة خالدة.

 

ان الانتصار في الجنوب لم يكن ليحدث لولا الدعم العربي وفي المقدمة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات ولولا الظلم الذي عاناه ابناء الجنوب طيلة عقدين من الزمان من قبل نظام صنعاء الاستعماري وكان هذا سببا مهما في توحد الجنوبين وتحقيقهم للانتصار فضلا عن تطلعهم الى وضع جديد في الجنوب يحفظ لهم حريتهم وكرامتهم ويصون مكتساباتهم ويقدر تضحياتهم العظيمة والممتدة.

 

لقد قطع الجنوبيون شوطا كبيرا بهذا الانتصار صوب استعادة حريتهم وكرامتهم ويقع اليوم على التحالف العربي رد الوفاء بالوفاء لهذا الشعب الصابر والمقاوم بتقديم كافة اشكال الدعم لاعادة البناء للعاصمة عدن في مختلف الجوانب المهنية والتخصصية لايجاد مؤسسة دولة حديثة ومتطورة وكذا بدء عملية الاعمار للاضرار التي لحقت بالمدينة وتعويض المتضررين ومن ثم الدعم السياسي للقضية الجنوبية بما يحقق تطلعات الجنوبيين ولاينتقص من تضحياتهم الجسيمة وحقهم في العيش بكرامة وحرية.

 

ان الدور الذي تقوم به الامارات العربية المتحدة في عدن هو محل تقدير واحترام كل ابناء الجنوب وعلى الرغم من البطئ الشديد في عمل السلطة المحلية بعدن الا اننا نرى حماس الامارات اكثر واكبر وهذا ربما يحتاج الى انفتاح الاماراتين على كل المكونات والفعاليات المختلفة في عدن وعلى المفكرين والكتاب والمثقفين لتوسيع دائرة المساهمة في اعادة البناء لعدن وتحويل المدينة الى ورشة عمل لحل المشكلات الكثيرة والمتراكمة وازاحة كافة العوائق من طريق البناء والتقدم.

 

ان عدن اقرب الي الخليج وهي نسيج واحد متداخل معه وتثبت ذلك الدماء الخليجية التي سالت في ارض عدن ويثبت ذلك الانتصار الذي قدمته عدن وفاء للخليج والامة العربية ويثبت ذلك التاريخ والجغرافيا والامن المشترك وعوامل كثيرة تؤكد ان عدن تحتل مكانها الطبيعي الان داخل عمقها الخليجي ومستقبلا ستكون اكثر التصاقا وتطورا ونهضة كما ينهض الخليج وتنهض الامة.

باسم فضل الشعبي رئيس مركز مسارات للاستراتيجيا والإعلام

مقالات الكاتب