قادها أبطال القوات المسلحة.. عسكريون: ثورة 26 سبتمبر محطة فاصلة في تاريخ اليمن

المدنية أونلاين/سبتمبرنت:

أكد قادة عسكريين أن ثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة تمثل محطة فاصلة في تاريخ اليمن، صنعها وقادها أبطال للقوات المسلحة، مؤكدين في استطلاع أجراه موقع “سبتمبر نت” بمناسبة العيد الوطني الـ63 لثورة الـ26من سبتمبر الخالدة، أن الثورة اخرجت اليمن من رق العبودية والكهنوات الى فضاء الحرية والكرامة والمساواة.

البداية مع رئيس شعبة الاتصالات بالمنطقة العسكرية السادسة، العقيد أحمد الحداد، الذي أكد لـ”سبتمبر نت” أن ثورة 26 سبتمبر الخالدة مثلت نقطة فاصلة في تاريخ اليمن وبداية لتأسيس القوات المسلحة اليمنية ومحطة انعتاق وانطلاق نحو البناء والنهضة والتقدم والتحديث، فقد كانت ثمرة تضحيات الأحرار وعلى رأسهم الضباط الأوائل الذين شكلوا النواة الأولى لرفض الهيمنة وإقرار حق اليمن في أن يحظى بمكانته بين الشعوب والأمم.

وأوضح الحداد أن الثوار جعلوا التحرر من الاستبداد والاستعمار على رأس أولوياتهم، لأن ذلك يقطع جذور مفاهيم الظلم التي رسختها الإمامة آنذاك، مثل نظرية “حق البطنين” و”حق الاصطفاء السلالي” وغيرها من الخرافات التي كانت تحول دون نهضة المجتمع والقضاء على هذه الأفكار الخرافية كان شرطًا أساسيًا لتمكين الشعب اليمني من النهوض واستعادة كرامته ومكانته.

ضد الكهنوت والاستعمار

وأضاف العقيد الحداد، أن اليمن واجه في شقيه مأساة مزدوجة؛ ففي الشمال كانت الإمامة الكهنوتية موغلة في الظلم والظلام، وفي الجنوب كان هنا استعمار آثم يمثل تجاوز كل القيم الإنسانية، هذان العاملان شكّلا كابوساً طال شعب اليمن وأبقاه في حالة جهل وبؤس وحرمان من أبسط حقوقه.

ووجّه رسالة إلى المرابطين في مختلف الجبهات والثغور، قائلاً: أنتم الأمل بعد الله عز وجل، وعليكم تعقد الآمال في استعادة حرية الوطن وكرامته وتخليصه من براثين الإمامة الجديدة المتمثلة في مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، عليكم المزيد من الصبر والثبات والعمل والإعداد المستمر لساعة الخلاص.

كما وجّه رسالة إلى أبناء الشعب اليمني، أن يكونوا على قدر المسؤولية وأن يحيوا ذكرى ثورة 26 سبتمبر ويرفعوا اعلام الجمهورية ويوقدوا شعلة الثورة في كل سهل وجبل وقرية ومدينة، لتكون رسالة واضحة أن الثورة مستمرة ومتوهجة.

التنشئة على حب الجمهورية

وحث العقيد الحداد الأسر القاطنة تحت سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية على حماية أبنائهم من سموم الفكر الطائفي والمليشاوي، وتنشئتهم على حب الوطن وغرس قيم وأهداف ثورة 26 سبتمبر الخالدة في نفوسهم، فذلك هو السبيل لبزوغ فجر جديد وانقشاع ظلمة الإمامة في المستقبل القريب.

واختتم رئيس شعبة الاتصالات بالمنطقة العسكرية السادسة، العقيد أحمد الحداد حديثه بالتأكيد على أن الاستمرار في التضحيات والصمود الشعبي والعسكري، إلى جانب العمل المتواصل من أجل توعية الأجيال، سيظل الضمان الحقيقي لتحقيق الحرية والنصر واستعادة وطن مزدهر وآمن لكل أبنائه.

منعطف تاريخي ومحوري

من جانبه، أكد قائد معسكر المنطقة العسكرية السادسة، العميد شوقي الشعثمي، أن ثورة 26 سبتمبر الخالدة مثلت منعطفاً تاريخياً ومحورياً في تاريخ القوات المسلحة واليمنيين عامة، إذ أعادت صياغة هوية الجيش ودوره الوطني بعد أن كان مجرد قوة محدودة تدين بالولاء للإمامة والنظام الكهنوتي.

لا دولة بدون حرية

وأضاف العميد الشعثمي، أن الثوار الأوائل أدركوا أنه لا يمكن بناء دولة حديثة أو تحقيق كرامة وطنية في ظل الجهل والتبعية، فالحرية كانت ولا تزال الشرط الجوهري لبناء الجمهورية ومؤسساتها.

وأشار إلى أن الأحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر رسالة معنوية وتاريخية قوية تؤكد الهوية الوطنية وروح الصمود والولاء للجمهورية كما أن استمرار إيقاد الشعلة في كل ذكرى يعكس إعلاناً واضحاً أن الثورة مستمرة والمعركة متواصلة، وأن العدو واحد سواء في الماضي أو الحاضر، ولذلك فالمقاتلون اليوم يجسدون ذات الأهداف التي ضحى من أجلها الثوار الأوائل: الحرية والجمهورية والكرامة الوطنية.

وأعرب العميد الشعثمي عن فخره واعتزازه ببطولات المرابطين في الجبهات، قائلاً: “رسالتي إلى زملائي الأبطال أنتم الشعلة التي لا تنطفئ، أنتم حصن الجمهورية وراية سبتمبر ترتفع بتضحياتكم وجهادكم ورباطكم في مواجهة جماعة الحوثي الانقلابية الكهنوتية المارقة”.

كما وجّه رسالة إلى أبناء الشعب اليمني، أوضح فيها أن الجمهورية أمانة في أعناق الجميع، والحفاظ على مكتسبات الثورة يتطلب وحدة الصف والتمسك بحلم الأجداد.

صانع الثورة وحماتها

أما المقدم/ أحمد عامر، مدير إدارة الإعلام بالمنطقة العسكرية السادسة، أكد أن ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر الخالدتين، حدثان عظيمان غيّرا مسار التاريخ اليمني، ونقلا الوطن من عصور الاستبداد والاستعمار إلى فضاءات الحرية والجمهورية.

وأضاف في حديثه مع ”سبتمبر نت” أن ثورة الـ26 من سبتمبر ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالقوات المسلحة، إذ شكلت لحظة الانبعاث الحقيقي لها منذ فجر سبتمبر، لتصبح هي صانعة الثورة والمسؤولة عن حمايتها وحماية الوطن ومكتسباته سيادته.

وأوضح أن ثورة 26 سبتمبر أعادت للوطن كرامته، وحملت الجيش مهمة صون مكتسبات الشعب وحماية الجمهورية، والقوات المسلحة اليوم تقف أكثر إصرارًا على الوفاء لدماء الشهداء الأوائل الذين صنعوا فجر الحرية وضحى سبتمبر.

وأشار إلى أن الثوار الأحرار ومن صاغوا أهداف الثورة جعلوا التحرر من الاستبداد والاستعمار الهدف الأول لثورة السادس والعشرين من سبتمبر، بعدما استشعروا معاناة اليمنيين تحت وطأة الحكم الإمامي والاستعمار الأجنبي، وهذا يؤكد أن الحرية كانت ولا تزال الغاية الكبرى، فهي الأساس الذي تُبنى عليه دولة المؤسسات والقانون، والضمانة لتحقيق العدالة والمساواة والتنمية، والركيزة التي تقوم عليها كل منجزات الجمهورية.

وأضاف أن شعلة ثورة سبتمبر عهد متجدد بالوفاء للتضحيات، ورسالة خالدة بأن الثورة ستظل حيّة في القلوب مهما تعاظمت التحديات.

وعبر عن تقديره وفخره الكبير بتضحيات أبطال القوات المسلحة المرابطين في مواقع الشرف، مؤكدًا أن تضحياتهم الجسيمة تمثل الحصن المنيع لحماية الجمهورية وصون السيادة الوطنية، داعياً أبناء الشعب اليمني إلى الالتفاف حول قواتهم المسلحة وتعزيز روح الوحدة والصمود، والإيمان بأن الثورة ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل وهج متواصل يتجدد مع كل جيل.

واختتم عامر بالتأكيد على أن ثورتي سبتمبر وأكتوبر ستبقيان في الذاكرة الوطنية مصدر إلهام يعزز الإرادة الشعبية لمواصلة مشوار التحرر والبناء، وأن دماء الأبطال التي تُسقى بها ميادين الشرف اليوم هي الامتداد الطبيعي لتضحيات الأحرار الذين فجّروا الثورة بالأمس، لتظل اليمن جمهورية حرة أبية.