أيام صعبة ومآلات خطيرة

الأوضاع التي تعيشها البلد لاسيما ما يعرف بالمناطق المحررة أسوأ بكثير من الأوضاع التي سبقت اندلاع الثورات الشعبية، التراجع المستمر للريال اليمني مقابل النقد الأجنبي مؤشر خطير على غياب المسؤولية الأخلاقية من قبل السلطات الحاكمة التي ظلت تتفرج ومازلت على ما يقابل ذلك التدهور المريع من تدهور اقتصادي سببه ارتفاع المعيشة بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية في مجتمع يعتمد سكانه على المرتبات الشهرية التي لم يطرأ عليها أي تحسن منذ سنوات، فضلا عن كثيرين بلا عمل يعيشون على رصيف البطالة وآخرون يعتمدون على الحرف الصغيرة والأعمال الخاصة التي لا تغطي مردوداتها المصروفات الشهرية للأسر.

كل هذا التراكم من الأخطاء التي تحدث يكاد يقود البلاد إلى مآلات غير متوقعة في نتائجها، فهناك (ثورة جياع) على الأبواب لن يستطع أحد السيطرة عليها، وربما تنفلت الأمور وتنقاد إلى فوضى عارمة.

من الغريب أن الحكومة والتحالف عاجزون عن إيجاد معالجات لهذا الملف الخطير الذي يتطور بصورة يومية إلا إذا كانوا قرروا بالفعل الانتقام من الشعب بترك الأمور من دون حلول تذكر.

قد يأتي الرد قويا كما تنبئ المؤشرات من قبل الجماهير التي لم يعد بمقدورها التعايش مع هذا الوضع الكارثي.. ولكن يبقى السؤال: متى وكيف سيكون هذا التحرك؟

تتحمل الحكومة اليمنية والانتقالي والتحالف ما يحدث في الملف الاقتصادي من اضطرابات وتدهور. لقد عجزوا عن إيجاد حلول لمسلسل انهيار العملة اليمنية، بينما يبحثون عن حلول للملف السياسي المتمثل بتقاسم المناصب والوزارات وكأن حياة الناس لا تعنيهم أو كأنهم متأكدون تماما أن هذا الشعب مات ولا يمكن أن ينفجر أو يثور في وجوههم.

أيام صعبة تنتظر الشعب في المناطق المحررة ومستقبل قاتم ينتظر البلاد في ظل إدارة الشرعية والتحالف والانتقالي، ولا يبدو أن هناك بصيص أمل يمكن أن يبزغ ليعيد البهجة إلى نفوس الناس، فالأوضاع تنهار بصورة يومية مع عجز فاضح ومخطط مدروس.

على التحالف والشرعية والانتقالي أن يعلنوا عن عجزهم وفشلهم للناس والعالم أو يبرروا ما يحدث ويطلبوا مساعدة العالم لهم في حل الأزمة الاقتصادية، فهذا البرود الذي ينضحون به سيكون له عواقب وخيمة على الجميع.

من حق الشعب أن يطالب العالم بالتدخل.. أمريكا مثلا أو البنك الدولي أو أي دولة أو منظمة قادرة أن تساعد هذا الشعب على معالجة الأزمة الاقتصادية التي تتسع يوما بعد آخر، أو تعمل على الضغط بإجراء تغييرات كبيرة داخل النظام الحاكم المهلهل لعل وعسى أن يأتي ذلك برموز وأدوات جديدة ونظيفة تمتلك حلولا لمشاكل البلاد الكثيرة.

إن ترك الأمور تمضي كما هي عليه في الجنوب والمناطق المحررة له عواقب وخيمة على الجميع وقد يتسبب ذلك بزعزعة الاستقرار في المنطقة والإضرار بمصالح العالم، أما التحالف الذي يعتقد أنه محمي بجوقة الفاشلين فإن الشعب قادر على إخراجه من البلد وإفساد أطماعه حينما تحين الفرصة ولا نظنها بعيدة..

اعتبروا مما حدث لصالح يا قوم وما أنتم إلا أدواته الفاشلة وعليكم أن تنتظروا الدرس البليغ الذي سيلقنكم الشعب ولن ينفعكم الاحتماء بهذه الدولة او تلك.

البلد أمام متغيرات كبيرة والأزمة الاقتصادية سوف تقود إلى مآلات عديدة والأهم من ذلك التأكيد أنكم فشلتم فشلا ذريعا وما عليكم إلا الرحيل.​​​​​​

مقالات الكاتب