الزمالك يطيح بفيريرا.. وعبد الرؤوف يتولى القيادة قبل السوبر
قرر مجلس إدارة نادي الزمالك برئاسة حسين لبيب، وبالتنسيق مع المدير الرياضي جون إدوارد، تعيين أحمد عبد الرؤوف مديرًا فنيًا للفريق الأول لكرة القدم، خلفًا للبلجيكي يانيك فيريرا الذي تمت إقالته رسميًا بعد فترة شهدت تراجعًا واضحًا في الأداء والنتائج.
ويأتي القرار قبل أيام قليلة من مشاركة الفريق في بطولة كأس السوبر المحلي بالإمارات، حيث من المنتظر أن يقود عبد الرؤوف الفريق في هذه البطولة المهمة، على أن يختار بنفسه الجهاز المعاون خلال الساعات المقبلة، تمهيدًا لبداية جديدة يأمل مجلس الإدارة أن تكون أكثر استقرارًا وانسجامًا.
ورغم أن قرار الإقالة جاء وسط حالة من الغضب الجماهيري، إلا أن لغة الأرقام كانت العامل الحاسم في اتخاذه، بعدما كشفت الإحصائيات الرسمية الخاصة بآخر ثلاثة مدربين أجانب قادوا الفريق في الدوري المصري الممتاز (فيريرا، جروس، بيسيرو)، أن المدرب البلجيكي كان الأضعف فنيًا والأكثر إهدارًا للنقاط.
فيريرا.. الأقل نجاحًا
أوضحت البيانات الفنية أن يانيك فيريرا قدم أقل نسب نجاح بين الثلاثي، إذ بلغت نسبة فوزه 57.6% فقط، وهي النسبة الأدنى مقارنة بالسويسري كريستيان جروس والبرتغالي جوزيه بيسيرو.
قاد فيريرا الزمالك لمدة 119 يومًا، وهي أطول فترة قضاها أي من المدربين الثلاثة، إلا أن طول المدة لم ينعكس إيجابًا على الأداء، إذ فشل في تحقيق الاستقرار الفني المطلوب، وظهر الفريق في معظم مبارياته بلا هوية هجومية واضحة أو مرونة تكتيكية.
وخلال 11 مباراة خاضها في الدوري، جمع فيريرا 19 نقطة من أصل 33 ممكنة، بعدما فقد 14 نقطة كاملة، وهو ما يعادل خسارة أكثر من ثلث نقاطه المحتملة. هذا الإهدار الكبير جعل الفريق يبتعد عن صدارة الترتيب، وأفقده القدرة على المنافسة الحقيقية على القمة.
ورغم تسجيل الفريق 15 هدفًا خلال تلك الفترة –وهو نفس عدد الأهداف الذي سجله جروس– إلا أن الفارق كان في الفاعلية وتحويل التعادلات إلى انتصارات، حيث افتقد الفريق للحسم في المباريات الكبرى، ما جعل إدارة النادي تفقد ثقتها في قدرة المدرب على قيادة المشروع الرياضي.
جروس.. الأفضل في الحصاد والأداء
في المقابل، أثبتت الإحصائيات أن كريستيان جروس كان الأكثر نجاحًا بين الثلاثة، رغم قصر فترته الزمنية، إذ تولى المسؤولية لمدة 59 يومًا فقط (من 16 ديسمبر 2024 إلى 13 فبراير 2025).
وخاض جروس 9 مباريات في الدوري، حقق خلالها 5 انتصارات وتعادلين وهزيمتين، وسجل الفريق معه 15 هدفًا، واستقبل 10 أهداف، جامعًا 17 نقطة من أصل 27 ممكنة.
وبلغت نسبة نجاحه 63.0%، وهي الأعلى بين المدربين الثلاثة، ما يعكس تأثيره الفني السريع وقدرته على استخراج أفضل ما لدى اللاعبين في فترة قصيرة. وقد تميز جروس بقدرته على التعامل مع المباريات الكبيرة بحكمة، إضافة إلى وضوح بصمته الخططية في التنظيم الدفاعي والتحرك الجماعي.
بيسيرو.. ملك التعادلات بلا هزيمة
أما البرتغالي جوزيه بيسيرو، فقد تولى قيادة الزمالك لمدة 82 يومًا (من 14 فبراير 2025 إلى 7 مايو 2025)، وخاض خلالها 8 مباريات في الدوري. ورغم أنه لم يتعرض لأي خسارة، فإن الإفراط في التعادلات كان سمة فترته، إذ حقق 3 انتصارات وتعادل في 5 مباريات.
وسجل الفريق معه 13 هدفًا واستقبل 5 أهداف فقط، وهو أقل عدد من الأهداف المستقبلة بين المدربين الثلاثة، ما يعكس توازنه الدفاعي الواضح، لكن افتقاده للحلول الهجومية في الثلث الأخير من الملعب كلّفه فقدان 10 نقاط كاملة.
وجمع بيسيرو 14 نقطة من أصل 24 ممكنة بنسبة نجاح 58.3%، ليحل في المركز الثاني خلف جروس، ومتقدمًا قليلًا على فيريرا، بفضل صلابته الدفاعية وهدوئه التكتيكي. ومع ذلك، فإن كثرة التعادلات جعلت الفريق يفقد نقاطًا مهمة كانت كفيلة بوضعه في مركز أفضل.
لغة الأرقام تحسم القرار
تؤكد هذه الإحصاءات أن قرار مجلس إدارة الزمالك بإنهاء التعاقد مع فيريرا لم يكن مجرد استجابة لضغوط جماهيرية، بل نتيجة تحليل فني دقيق أظهر بوضوح حجم التراجع في الأداء والنتائج.
فخلال فترة فيريرا، أهدر الفريق 14 نقطة كانت كفيلة بوضعه على قمة الدوري، لو تمكن من تحويل أربعة تعادلات إلى انتصارات أو تجنب خسارة واحدة على الأقل. هذا الإخفاق المتكرر في استثمار الفرص والمباريات المتاحة جعل الإدارة تفقد الثقة في إمكانية تصحيح المسار تحت قيادته.
كما أشار التقرير الفني المقدم إلى المجلس إلى أن المدرب فشل في دمج الصفقات الجديدة بالشكل المطلوب، ولم ينجح في معالجة الأزمة الهجومية التي يعاني منها الفريق منذ بداية الموسم، حيث افتقد الزمالك للفاعلية في الثلث الأخير، وبدت تحركات اللاعبين بلا تناغم أو فكرة واضحة.
وجاء القرار النهائي بعد اتصال هاتفي حاسم أجراه نائب الرئيس هشام نصر بالمدرب البلجيكي لإخطاره بإنهاء العلاقة التعاقدية بشكل رسمي، مع توجيه الشكر له على الفترة التي قضاها داخل النادي.
وبذلك يُطوى فصل جديد في مسيرة الزمالك، الذي يستعد الآن لمرحلة جديدة بقيادة أحمد عبد الرؤوف، في مهمة محفوفة بالتحديات، لكنها تمثل أيضًا فرصة لإعادة الروح للفريق الأبيض قبل موقعة السوبر المرتقبة.
