تعز.. ليست "لقطة سينمائية"
ما يحصل في اليمن عموماً، هو ضمن سيناريو معد سلفاً.. هذا السيناريو يتكشف أكثر من خلال الوافدين الجدد، أو لنقل ممثلي الاحتياط، الذين بقيوا في الفرجة لسنوات، يطعمون ويأكلون ويُخرجون ويملؤون مجاري مدن العالم التي يقطنون فيها، كعبء إضافي لموظفي البلديات في تلك المدن، لا أقل ولا أكثر.
هؤلاء الجوقة، حين أراد واضعو السيناريو عودتهم إلى المشهد اليمني في الداخل، وضعوا لهم #تعز أمامهم لتكون بمثابة اللقطة الافتتاحية، لما لها من أهمية وكعنصر تشويق، متعارف عليه في عالم السينما والصورة.
المهم، ظهر هؤلاء الممثلين مبتدئين جداً، وهم من محافظات شتى طبعاً ليسوا من تعز وحدها، فهم وإن التجأوا إلى الكلام الأدبي العميق، كما هو عند حمود الصوفي، مع أن حمود مدرك، أنه لو عاد وافتتح مسرحاً مفتوحاً وسط أي شارع لن يأتي أحد للفرجة، غير الذين صفقوا له في الفضاء الرقمي.
وكما هو حمود، عاد بعض آخر، وفي لقطات سينمائية سمجة، إما عبر البث المباشر، أو الفيديوهات المصورة، وكلها كشفت رداءة السيناريو وضعفه، وأن وضع تعز استهلالاً لعودتهم للمشهد السياسي اليمني برمته، غير موفق، فكما شاركوا في التمثيل والإخراج من قبل لصالح مشاريع التمزيق والتطييف، لن ينجحوا الآن تماماُ، وبكل تأكيد، وإن حاولوا تحسين المشاهد الخلفية، فهي لن تظهر سوى قذارتهم التي تطاردهم، وهو المشهد المرسوم عليهم منذ زمن..
في الأخير.. تقنيات السينما والإخراج قد تخطت ما هو مطروح لدى أولئك، كما هو الأمر في السرد والرواية، فتعز رواية عظيمةمتعاظمة منذ أزمان ومنذ العام 2015 غدت أكثر تماسكاً، لا تجزئة فيها ولا تزييف أو تضليل.. فتعز أولاً وأخيراً حارسة للمشروع الوطني اليمني، الذي لا بد أن تكون حبكته متماسكة وقوية، ولن يختط مداميكه، سوى القادة الحقيقيين، من أولئك الذين ذهبوا إلى ربهم، وهم يقارعون مشاريع الظلم والاستبداد، أو من الذين ثابتون في الميادين ينتظرون وما بدلوا تبديلا.
