فيلسوف الثورة حسن الدعيس.. المثقف موقف

حسن محمد الدِّعيس، أحد أعمدة حركة الأحرار اليمنيين خلال القرن العشرين، لم يقرأ الروايات ولم يؤلفها، كان كغيره من اليمنيين الذين شاءت لهم الأقدار أن يكابدوا التسلط السلالي الإرهابي، إذ لم يحظ بتعليم يليق به وبأقرانه خارج حدود اليمن، فانكفأ على نفسه معرفياً ك"سَبولة" تدلّت على ذاتها في جبل بعدان.

ورغم ذلك، كان الفقيد شعلة وطنية متقدة. أسهم ذكاؤه الفطري في تملُّكه لناصية القول والحُجّة الدامغة. قارع السلالة الإرهابية بلسان حمْيَريٍ مُبين في كل موقع وموضع، وتعرّض على إثر ذلك للسجن والتنكيل على يد الكهنوت السلالي، لم يستسلم لواقع اليمن المُزري الذي كان يعيشه ويُعايشه، رغم سوط الجلاد وأغلاله ودهاليزه، لأنه كان صاحب حق ومبدأ وموقف.

يروي عنه رفاقه في الحركة الوطنية أنه كان صاحب فلسفة وطنية للحركة التحررية، فقد كان أول من طرح فكرة ربط الوعي الثوري ضد الكهنوت بين الريف والمدينة كي لا ينحصر الحراك الثوري على النخبة بعيداً عن المجتمع، ونظراً للبعد الثوري الفلسفي في شخصيته ووعيه الثقافي الوطني، أطلق عليه رواد الحركة الوطنية اليمنية لقب "فيلسوف الثورة".

المثقف ليس بالضرورة أن يلتهم آلاف الكتب ويُثنها تحت لسانه، الثقافة مبدأ وموقف وشعور وطني جامع، والمثقف العضوي هو صاحب المبدأ الثابت والسلوك الوطني القويم، الحامل للقضية الوطنية، هو المتماهي مع هموم وآمال وتطلعات شعبه وأمته بما يحمله من وعي وطني متقدم وإيمان راسخ بالنهج الذي يسير فيه.

مقالات الكاتب