جمهورية الحوثي!
يسأل فقيهنا محمد البخيتي معارضي الحوثي-ممن يرفعون شعار الجمهورية-ساخراً:
عن أي جمهورية تتحدثون؟
"عن جمهورية عفاش التي سعى لتوريثها لأبنائه، أم عن جمهورية الإصلاح التي أفسدها لتكون ممراً لإعلان خلافته، أم عن جمهورية الانتقالي التي تؤسس لفصل جنوب اليمن عن شماله، أم عن جمهورية تنظيم القاعدة التي أعلن على أنقاضها إمارته؟"
لكن فقيهنا العزيز لم يذكر-ولو على سبيل المثال- "جمهورية الحوثي" التي يريد بها أن يصل إلى إمامته!
على كلٍ:
رغم كل ما يمكن أن يوجه من نقد لعلي عبدالله صالح أو الإصلاح أو الانتقالي، أو من تجريم للقاعدة، إلا أن أياً منهم لم يدّعٍ أن الله نص عليه حاكماً مختاراً منه.
وحتى تنظيم القاعدة، عندما يختار أعضاؤه أميرهم، فإنهم يقولون نحن اخترناه، بناء على مبدأ البيعة، ولا يجرؤون على القول إن الله اختاره لهم.
وحده الحوثي، كذب أن "الله أمر بتوليه"، حسب نص الشعار الحوثي المعروف: "اللهم إنا نتولاك...ونتولى من أمرتنا بتوليه سيدي ومولاي عبدالملك بدر الدين الحوثي"!
إننا هنا نستعمل المنطق الديني الذي يستعمله الحوثيون، ونقول: هاتوا آية واحدة، أو حديثاً واحداً، ورد فيه النص على اسم عبدالملك، لتثبتوا دعواكم "أن الله أمر بتوليه".
أنتم تنصون على "اسم عبدالملك"، في شعاركم، فأين ورد اسمه-نصاً-في القرآن أو في الحديث؟
تذكّروا أنكم لا تستطيعون الاستشهاد بالأدلة العامة التي ليس فيها نص بالاسم، مثل "وأطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم"، لأن تلك الآية وردت بلفظ العموم، ولم تنص على اسم معين.
وبما أنكم تزعمون أن الله أمر بتولي عبدالملك، فيلزمكم إثبات وجود اسمه نصاً في الدليل القرآني أو النبوي.
فإذا لم تستطيعوا-ولن تستطيعوا-فاعلموا أنما أنتم مجرد نسخة من الحكام، أسوأ من صالح والإصلاح والانتقالي والقاعدة، لأنكم لم تكذبوا على الناس وحسب، ولكنكم افتريتم على الله نفسه، وقولتموه ما لم يقل زوراً وبهتاناً.
وبمناسبة انتقاد البخيتي للرئيس صالح بأنه أراد توريث الجمهورية لابنه، نطلب من أخينا البخيتي أن يسأل عبدالملك: لماذا ورِث عن أخيه قيادة الحوثيين، مع أن الرجل الثاني في الحركة كان عبدالله الرزامي؟ ونريد فقيهنا أن يوضح لماذا أقصى حسين الحوثي محمد عزان-بمساعدة والده-من قيادة "الشباب المؤمن"، مع أن حسيناً لم يكن أصلاً من مؤسسي التنظيم؟!
يريد فقيهنا أن يقنعنا أن قيادة عبدالملك للحركة جاءت بطريقة غير وراثية!
وهنا المشكلة.
المشكلة أن أتباع الحوثي يريدون أن يقنعونا بأن "جمهورية الحوثي" الذي ورث -فعلاً-منصب الرجل الأول فيها عن أخيه، هي أفضل من "جمهورية عفاش" التي كان رئيسها "ينوي" توريث المنصب الأول فيها لنجله!
ومع ذلك، ففي جمهورية عفاش-مثلاً-كان من حق بن شملان أن ينافس في انتخابات ولو صورية، فهل يجرؤ البخيتي أن يحدث نفسه،-ولو نظرياً-في أن ينافس عبدالملك-في انتخابات-على قيادة الحركة؟
يعرف البخيتي الإجابة المُرة، لكنه لا يجرؤ على البوح بها، لأنه في "جمهورية الحوثي" التي يبشر بها، لا يحق له أن يكون الرجل الأول، في حركة حجزت المكان الأول فيها، على أسس سلالية، لا تنطبق على أخينا محمد البخيتي وأمثاله ممن قدموا خدمات كبيرة للكهنة، الذين يستخدمونهم متى شاؤوا، ويتخلصون منهم إذا اشرأبت أعناقهم لما هو أبعد من دور حملة المباخر.