تسييس القبيلة في الجنوب!!

في الجنوب وبعد الوحدة كانت عودة القبيلة للحضور اللائق بها في الواقع الاجتماعي ضعيفة بسبب الانقطاع لعقود في أثناء فترة النظام الشمولي، ليأتي بعد ذلك نظام مابعد 94 والذي عمل على تكريس هذا الضعف بدعم الفوضى وقضايا الثأر وإغراء المشائخ بالامتيازات وبث الفرقة والتنازع ..

هناك سلوك آخر شهده الجنوب مؤخراً ولا يقل سوءً عن سلوك نظام علي صالح وهو محاولة تسييس القبيلة وتصويرها وفق شكل سياسي معين وكأنها حزب سياسي سيدخل جولة انتخابية، ويسوق هذا باسم الوطنية ومحاربة الفاسدين الخونة والانتصار لدماء الشهداء، بنفس الطريقة الثورية التي حاولت القضاء على القبيلة في الجنوب سابقاً ..!

القبيلة هي حاضنة اجتماعية تضم مختلف التنوع السياسي والاقتصادي والفكري ولا يمكن بتاتاً أن تكون ذات نهج سياسي واحد في ظل إمكانية الاختلاف وتعدد المسارات. فتجد بالقبيلة الغني والفقير، الليبرالي والإسلامي، التقليدي والحداثي.. الخ

قبائل الجنوب وقبائل شبوة بالخصوص لايمكن أن تعيد سيناريو الصوت الواحد والفكر الواحد الذي كانت هي أول من اكتوى به . ومصلحتها اليوم هي في دعم عودة الدولة ومؤسساتها والحرص على الاستقرار الجالب للمشاريع والخدمات واغتنام كل فرصة ممكنة في هذا المجال ..

أما أبنائها الذين يتبنون مشاريع سياسية فعلى كل منهم أن يعمل بقناعاته ورؤيته في إطار جامع مع أبناء قبيلته وأبناء وطنه يتمثل في: السلمية ونبذ العنف ونبذ استخدام السلاح لفرض رأي واحد وصوت واحد، والذي كما أسلفنا لم تجن منه القبيلة ولا الشعب الا الويلات والتعثر في مختلف مناحي الحياة ..

مقالات الكاتب