لا حلفاء للأمريكان..الاطاحة بالآنسي أنموذجا

تحتكم الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموما لقاعدة استرتيجية في علاقتهم بالآخر ( لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة وإنما هناك مصلحة دائمة)، وعلى هذا للمراقب استنتاج تحالفات وخصومات حكومات الدول معنا ومع غيرنا.

يطرح بعض السياسين بين الحين والآخر فزاعة الرغبة الأمريكية في إبقاء عائلة المخلوع ومقربيه في مواقع حساسة بأجهزة أمنية وعسكرية وخصوصا تلك التي لها علاقة بمحاربة الإرهاب ، على اعتبار أن فلان أو علان من هؤلاء على علاقة وثيقة بالأمريكان وهم من جاءوا به ودعموه ودربوا جهازه الأمني والعسكري وبالتالي فإن على دعاة التغيير وساحات الثورة والشعب اليأس من إزاحة هؤلاء المجرمين ، و إرادة الأمريكان غالبة ولا راد لمشيئتهم – أستغفر الله- .

هكذا يطرح البعض، حتى وهم يرون هذا الغرب وقد تخلى عن الكبار والزعماء المستبدين من لدن مبارك وبن علي إلى القذافي و صالح.

والحقيقة التي رأيناها ونراها أنه ذهب عمار وسقط محمد صالح الأحمر وبالأمس رئيس جهاز الأمن القومي علي الآنسي وغدا يحيى وأحمد والحبل على الجرار، لاحلفاء لأمريكا غير رغبة الشعب اليمني وما يريد.

يقولون هذا فيكشفون عن نقص في الثقة بإرادة شعوبهم صاحبة القرار الغالب والأول والأخير صانعة التحولات والتغييرات ومرتكز العلاقات من باب أن هذا الغرب يتكئ على شعوب حية، ولكي تكون العلاقات سوية وحقيقية فلابد أن تكون شعوبنا حاضرة في هذه المعادلة وليس غائبة كما أرادها الهالكون.

قالوا عن رغبة أمريكية للإبقاء على أحمد علي ويحيى محمد عبدالله صالح، وقال الشعب لابد من إزاحتهم بعد أن تلوثت أياديهم بدماء الشعب وصاروا في حكم القتلة المطلوبين للعدالة، يريدون البقاء على كاهلنا متدثرين بحصانة ظالمة ، لا يقبلها شرع ولا قانون، فكيف يكون المجرمون مؤتمنين على أمن شعب، وأي منطق في أن نسند للإرهابيين حماية وطننا من الإرهاب، يا له من منطق أعوج.

 ما أريد التأكيد عليه أن قرارنا بأيدينا ومشرعيتنا وضعناها في يد الرئيس هادي، ليخلصنا من العائلة الفاشية التي مكانها العادل في السجون ، وهي السنة الجارية على مبارك وعائلته وكل قاتل ومستبد على مر التاريخ.

بقيت كلمة شكر للمبعوث الدولي جمال بن عمر الذي أعلنها بالأمس صريحة : لا حصانة وهي تتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي، فهل يفهم المخلوع القصد.

التصريح هذا جاء بعد ساعات من مسيرة مليونية شهدتها صنعاء عنوانها رفع الحصانة عن المخلوع وعائلته ، وكأن بن عمر يوحي للثوار أن واصلوا المسيرة ومطلبكم مشروع ، والمجتمع الدولي ومثله الإقليمي يدعم إرادتكم ، ومثلما أطحتم بصالح ونظامه الفاسد أنت أقدر على تحقيق العدالة المطلوبة فيه.

 

مقالات الكاتب