عندما يتحدث صالح وعبداللهيان من مبنى الخارجية الايرانية !
وكيل الخارجية الإيرانية يعتبر أمن اليمن " جزءا من أمن ايران " .
اليمن هنا ليست سوى جماعة الحوثيين، وحليفهم، الملا صالح!
لكن هذا التصريح ليس هو أخطر مافي رأس أمير عبداللهيان، فقد قال مايؤكد ان مسؤول الدبلوماسية الايرانية في المنطقة العربية، يلهو أيضا بروؤس كثيرة في التحالف الطائفي الانفصالي الانقلابي،في صنعاء.
كرر المسؤول الايراني، في تصريحه امس، الصيغة التي يرددها صالح وإعلامه " بخصوص"الرئيس المستقيل" وانتقد مغادرة هادي لصنعاء واتهمه مع المسؤولين الموجودين في عدن "بتأييد تفكيك البلاد والحرب الأهلية" وتوعدهم " بتحمل عواقب ذلك" !
وهو لا يتوعد هنا، مسؤول في محافظة اصفهان الإيرانية، بل رئيس بلد ودولة ، حولتها عصبة عميلة، الى مسرح للهو عبداللهيان والحرس الثوري .
لا يتجاوز الرجل، قواعد العمل الدبلوماسي فحسب ، بل يشن اعتداءا سافرا على بلد يفترض انه ذو سيادة .
لكنه، لايفعل شيئا مستفزا بالنسبة لقسم، ممن يريدون تحقيق مكاسب سياسية خاصة ولو كان الثمن ضرب البلد وسحقه.
يتطابق عبداللهيان في طريقة حديثه هذه مع الحوثي وصالح، لدرجة ان الطرفين يتصرفان وكأنهما في طابقين متجاورين في الخارجية الايرانية بطهران!
يزيد وكيل الخارجية، بصورة أكثر سفورا وفجاجة: صنعاء هي العاصمة الرسمية والتاريخية لليمن" مؤكدا ان ايران " تدعم وحدة اليمن واستقلاله " !
هل هناك ماهو افضل من هذا الاستقلال؟
من يضع للآخر أجندته ؟
صالح كان يتحدث بنفس التفاصيل ولغة الوعيد، أمس الاول، وما من تفسير سوى ان عبداللهيان، بعث بنسخة من توجيهاته الى صالح، قبل ان يتلو هو الآخر خطبة المرشد في تصريحه للوكالة الايرانية" إسنا" !
بالتزامن مع تلك التصريحات كان قائد الحرس الثوري الإيراني يتحدث عن " تحرير قواته " 85% من الاراضي السورية" وكان وزير الدفاع شمخاني يقول : إن ايران اصبحت موجودة على ضفاف الابيض المتوسط، وفي صنعاء وباب المندب!
لذلك ستقاتل طهران على مايبدو، لبسط نفوذها في منطقة جديدة، بتحالف الحوثي صالح، مستفيدة من حالة الاسترخاء الداخلي للرئيس والقوى السياسية، ومناورات القوى الاقليمية، لاشعال حرب أهلية.
سيكون على الحلف أن يفعل الكثيربما في ذلك العمل تحت قيادة الحرس الثوري الايراني، كما هو حاصل في العراق وسوريا .
طهران حريصة على مايبدو على " تحرير " الأرض من اليمنيين ، وتسليمها بالكامل لعملائها المخلصين، عوض 20% من الأرض يسيطرون عليها الآن، وان كانوا يتجاوزون هذه النسبة بفعل وجود الوية جيش موالية للحلف في مناطق أخرى!
اي حوار في ظل هكذا غطرسة وعمالة سافرة، لن يكون سوى ملهاة جديدة ومضيعة للوقت.
ففي لحظة سانحة كهذه لن تجد ايران توقيتا أفضل لمراكمة المزيد من الأوراق، وتحقيق مكاسب عملية على طاولة مفاوضات النووي .
من صفحة الكاتب على فيسبوك