أبعاد السيطرة الحوثية في الشمال وإستقلال الجنوب
للخوض في أبعاد السيطرة الحوثية على شمال اليمن وهو ما كان يعرف ب"الجمهورية العربيه اليمنيه" وجب علينا الرجوع إلى 2012 م وهو العام الذي تنازل فيه الرئيس علي عبدالله صالح عن الحكم بموجب المبادرة الخليجية آنذاك ، الا أن الامر لم ينتهي بالنسبة لصالح الذي ما كان ليقبل بالتنازل أو الظهور بمظهر المنهزم وهو الذي لم يعتاد على ذلك طوال فترة حكمة ال33عاما ليوحي بذلك وكأنه هو من سلم السلطة طوعا دون إي ضغوطات .
الا أن خلال ال3 سنوات وهي فترة رئاسة هادي كان صالح يدير المخطط الحوثي بدقة متناهية .
فا أستحضار الحوثي لدخول صنعاء ومساندته لهم كان هو الفخ المبيت له صالح خلال ال3 سنوات لينتقم ويضرب بهم حلفائه الأعداء الذين شاركوة الحرب على الجنوب في 1994 "كحلفاء" وانقلبو عليه في 2011م إبان موجة الربيع العربي "كا اعداء" .
فكان لصالح مايريد بعد ان لاذ ال الأحمر بالفراربطريقة مهينة أرضت إلى حد ما كبرياء صالح ولعلها أطفاءت ولو قليلا من تلك النار الي لفحت جسدة بالكامل اثر الحادث المدبر لإغتياله في مسجد النهدين عام 2011م .
صالح الذي لم يظهر على الساحه كان هو العقل المحرك للحوثيين بدعم ايراني بحت ، فتوسع الحوثي وسيطر على أغلب المحافظات الشماليه دون أي مقاومة تذكر للجيش الشمالي الذي لازال يدين أكثر قاداته بالولاء والطاعه لعلي عبدالله صالح ويرتهنون لتوجيهاته .
ومع تسارع الأحداث بالغ الحوثي في استنساخ حزب الله أخر ليحيد بذلك عن مسارة المحدد والمخطط له ، فااستقالة الرئيس عبدربه منصور هادي جاءت مبكرة لتضع الحوثي في مأزق فما كان منه الا سرعة تدارك هذا المأزق من خلال وضع الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي تحت الإقامة الجبرية ومن معه من القيادات الجنوبية ليضمن بذلك الحوثي بقائه في صنعاء وما حولها وعدم عودته مرة أخرى لكهوف صعدة التي لم تعد تستوعبة بعد اليوم وهو مايحتم عليه ايضا تنفيذ دورة المناط اليه من قبل ايران لا سيما تلك المخططات التي تثير تحفظات دول الجوار .
هذا السيناريو الدراماتيكي سيستمر لأعوام في الشمال فعلي عبدالله صالح الذي تخلص من منافسيه لن يناسبة بقاء الحوثي في صدارة المشهد لوقت طويل وايران التي لا تثق كثيرا بصالح لن يناسبها ايضا تطلعات صالح التي لايمكن ضمانها أو الحد منها .فكلاهما رغم اتحادهما في هذة المرحله الا انهما لايثقان ببعضهما البعض وهذا الذي لن يدوم طويل على المستوى البعيد . فبلد كالشمال يصعب عليه تحمل كلا الثقلين معا .
على الجانب الآخر كان هناك المشهد الجنوبي وهو مايعرف ب" جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" فبرغم أقدمية هذا المشهد وتكرارة منذ عام 2007م حتى اليوم وهو يطالب بحق تقرير المصير الا ان المجتمع الدولي لم يعيره اي أهتمام رغم ماوقع علية من ضيم الا ان الشعب الجنوبي كان ولازال يطالب بفك الارتباط وعودت دولته المستقلة ، كل هذة المطالب والمظاهرات والدماء التي اريقت قوبلت بالصمت الدولي فخاب ظن قاداتها بعد ان رفضت دول الجوار الوقوف والمساندة فما كان من ايران الا انها استغلت هذا الوضع لتقوم بدور الحاضن للكثير من قادات الجنوب ولكن مالبث ان ادرك الجنوبيين حقيقة المخططات الايرانية في المنطقة فا انسحب الجزء الاكبر ممن كانت تعول عليهم ايران وهذا ما وضح جليا في آخر خطاب للحوثي حيث تغير الخطاب الحوثي الذي كان سابقا يصر على ضرورة تقرير الجنوب لمصيره وأحقيتهم في فك الارتباط ليصبح الخطاب مليئ بمفردات التهديد حيث وصف مطالب شعب الجنوب بالفوضى" والجنوبيين "بالمبتزين " . فكان هذا مؤشرا لتمارس ايران به المزيد من الضغوط على ماتبقى من الجنوبيين لبقاءهم تحت سيطرتها خاصة حين بداءت دول الجوار بسرعة التحرك وتسليط الضوء على الجنوب الذي يهدد اليوم بوجود القاعدة الموالية لصالح والتي لن تتردد في نشر الفوضى ما اذا وجهت اليها التعليمات .
التحركات الأخيرة التي أجرتها دول الخليج و التصريحات التي تؤيد استعادة الجنوب لدولته لكونه اكثر الخيارات أمان عليها في ظل فوضى حوثية ايرانية في الشمال ومزاعم القاعدة في الجنوب .
فك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية لم يعد بالامر البعيد في ظل هذة التطورات التي قلبت الطاولة واعيدت الحسابات الخليجيه والدولية . ولكن تبقى الامور بحاجة للكثير من الضمانات الجادة لدول الجوار في عدم دخول الجنوب في حالة عدم استقرار بسبب تعدد الفصائل المختلفة سياسيا والتي قد تفوت أخر الفرص الملوحه بفك الأرتباط واستعادة الدولة الجنوبية وعاصمتها عدن .