تكريساً للكراهية ضد تعز.. هكذا يصدر مركز صنعاء تحيزه الافتتاحي!
مركز صنعاء للدراسات، الذي لا يعد عند الكثير من المتلقين اليمنيين، سوى "جبهة تعبوية"، فكل ما ينشره، يعدّ ضمن الحرب النفسية، مثله مثل بقية الوسائل الإعلامية أو البحثية أو الرصدية للشأن اليمني، الممولة من جهات مشبوهة، فهو في استنفار دائم، ناشراً لأدواته ومستعرضاً لقواته وفذلكاته اللغوية، وكان آخرها في افتتاحية اليوم، التي جاءت بعنوان "الانفلات الأمني في تعز ومأزق الشرعية".
فمركز صنعاء، في افتتاحيته هذه، والتي لا تختلف عن افتتاحيات سابقة أو حتى تقارير ودراسات له منشورة، تخص تعز بالذات، لم يخف فيها كمية التحيز لسردية معروفة، تنزع نحو شيطنة هذه المحافظة، كحامل موضوعي للجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وهو الأمر الذي ينسحب على الحكومة الشرعية ككل.
صحيح مهم تقديرات الموقف والتقارير الرصدية والمستشرفة لما يحصل في تعز، أو غيرها، لكن الأمر يختلف حين يكون تحيزاً محضاً لجبهة متقدمة، تقدم محتوى لا يختلف عن محتوى ناشطين موجهين أو ممولين من الأطراف المتصارعة والناقمة، لذا الأجدر بالقائمين على هذا المركز تبني تلك السردية صراحة، لا الترويج لأنفسهم ومركزهم بأنهم محايدون للداخل والخارج، وهم بعيدون عن الحيادية بمسافات ضوئية ربما.
لذا التحيز الافتتاحي لا يمكن تصنيفه بعيداً عن الحرب النفسية التي تشن على تعز بوجه الخصوص، فلا فرق بينه مركز صنعاء، ومواقع إعلامية إماراتية وأخرى ممولة منها، إضافة إلى وسائل إعلام الحوثي، التي تكرر هذا المحتوى، بغية تكريس الكراهية، في هذه المحافظة، وإيجاد بيئة مشبعة بالخوف والانقسام والاقتتال البيني.
وهذا التحيز، لا يمكن للموقرين في مركز صنعاء التنصل عنه، وعن مسؤولية ما جاء في افتتاحيتهم، فصحفياً من المعروف، أن الافتتاحية ليست مقالة رأي عادية، فالافتتاحية هي تعبير عن الموقف للوسيلة أو الجهة، أياً كانت، وهو الموقف تجاه ما يحدث في البلاد، وقد تخاطب عبره الرأي العام، اتفق معها أو اختلف، وقد تخاطب فيه السلطات أو حتى الخارج، المهم أن صاحب الافتتاحية ومصدرها يتحمل كل ما جاء فيها، لأنها المرآة العاكسة لما يدعو إليه ويعمل لأجله.
                    
                
 