الكذبة الكبرى

بكل مقاييس السقوط إلى قاع الانحطاط القيمي، سقطت شعارات النصرة لغزة التي كانت ترفعها مليشيا الحوثي الإرهابية وكشف اتفاق وقف النار في غزة حقيقتها التي تجلت ككذبة كبرى هدفها العبث بعقول البسطاء الذين وقعوا تحت وطأة هذه الخديعة وانساق الكثير منهم إلى معسكرات التدريب ومراكز التعبئة الإرهابية التي أنشأتها المليشيا الإرهابية للنشء والشباب لإعدادهم كمقاتلين عقائديين وفق مخطط إرهابي بعيد المدى سيكلف الشعب اليمني الكثير من التضحيات للتغلب عليه إن لم يتم بناء خطة مواجهة للقضاء على هذا الخطر المستقبلي بالغ السوء.

سقطت الشعارات وتحول الحوثي إلى خطة بديلة تمكنه من استمرار السيطرة على ما يقع تحت يديه من جغرافية وإنسان تتمثل بالتحشيد إلى الجبهات وإحداث اختراقات في بعضها لإضفاء طابع المواجهة في أذهان المخدوعين بشعاراته الجديدة من عامة الناس في المناطق الخاضعة لسيطرته، وهو ما يتطلب في المقابل التحرك من قيادة الشرعية والتحالف العربي لإنجاز عملية توحيد تشكيلات القوات المسلحة ودمجها في إطار وزارة الدفاع وتحريكها لحسم المعركة مع هذه المليشيا الكارثة إنقاذا للشعب اليمني من كل الآفات والمخاطر التي نجمت عن بقاء سيطرتها على مساحة جغرافية مهمة وكتلة بشرية كبيرة يتم العبث بمتطلباتها الضرورية ونهب خيراتها وهدر إنسانيتها وحشو وعيها بكل ما يتنافى مع قيم المجتمع الأخلاقية والعقيدية، إذ أن بقاءها سادرة في غيها ليس سوى إبقاء استمرار لعذابات شعب يتطلع إلى الخلاص صونا للكرامة وتحقيقا لحياة آمنة ومستقرة تشكل أساسا للبناء التنموي والنهوض المجتمعي من حالة الهوان إلى آفاق الحرية والكرامة والأمن والاستقرار.

سقطت شعارات المليشيا الإرهابية وأدرك شعبنا بكل فئاته أن المليشيا شرذمة طارئة تفصل بينها وبين الانتماء للوطن مسافات شاسعة وأنها مجرد أداة لتحقيق أهداف ومرامي إيران التوسعية في المنطقة وأن الوقت أصبح مناسبا جدا لتحرك عسكري يحسم الوضع لصالح الوطن والشعب الذي يتطلع ليوم الخلاص بفارغ صبر.. 

الحسم مطلب وطني ملح وضروري، إذ أن التراخي في تحقيقه ليس سوى تضخيم للكلفة التي يدفعها الشعب من قوته وأمنه واستقراره، بل وكرامته، وفي الآن تثبيت لقواعد الإرهاب الحوثي ومنحه فرصة لتحقيق أهداف ما كان له أن يحققها لولا هذه الهدنة الكارثة طويلة الأجل والتي عثَّرت تحركات الجيش بفعل العمل بآراء الرباعية التي تحول بعضها من داعم لقضية الخلاص إلى وسيط لإبرام اتفاقية سلام مع المليشيا الإرهابية لن يكتب لها النجاح بالمطلق، لأن المليشيا فاقدة لقرار التنفيذ وتجارب اتفاقيات السلام الكثيرة السابقة معها خير دليل على فشل أي تجارب لاحقة فليس سوى مزيد من إهدار للدم اليمني الذي تسفحه المليشيا من خلال تسللاتها المستمرة وعمليات الاغتيال التي تنفذها وقتل الكثير من المدنيين عبر قناصيها المنتشرين في أكثر من جبهة وخاصة في محافظة تعز..

سيظل مطلب الحسم العسكري هو المطلب الوحيد لنا متجاوزين كل اتفاقيات ورؤى لا تنص على تنفيذه واقعاً على الأرض وليس حسماً سياسياً، يتطاول زمانه، وتزداد كلفته، وتفشل نتيجته.

مقالات الكاتب