حتمية الاصطفاف
ما من شك إن المصلحة العليا للوطن تقتضي من كل القوى الوطنية توحيد جهودها وتصويب مسارها باتجاه انجاز هدف التحرير لكل المناطق الخاضعة لتنظيم جماعة الحوثي الإرهابية التي تشتغل على عامل الخلافات البينية للقوى الوطنية في معسكر الشرعية التي يتحتم عليها أن ترتقي إلى مستوى المهددات والمخاطر التي يمثلها هذا التنظيم بفعل عامل الوقت الذي يستغله لإذكاء الصراعات بين مختلف القوى الوطنية وفي الآن يعمل على بناء بنية ثباته وسيطرته على محافظات عدة من خلال التغلغل داخل بنية الوعي الجمعي وانتزاع كل ما يمت للثوابت الوطنية واستبدالها بأفكار تخدم أجندات أسياده في إيران وأجنداته الطبقية الخبيثة إذلالا واستعبادا لكل الواقعين تحت سيطرته اعتمادا على أكذوبة الحق الإلهي في الحكم و أن من سواهم ليسوا سوى أدوات ووسائل لتنفيذ هذا الحق يثابون على أدائه ويعاقبون على تركه أو عدم الاعتراف به.
المخاطر والمهددات الوجودية تحدق بالوطن من كل جهاته ولا سبيل لدرئها سوى وحدة صف القوى الوطنية وخوض معركة الخلاص بقوى وامكانيات موحدة وهو ما لن يتم سوى بنسيان كل الخلافات أو على الأقل تأجيلها لأن حلولها ممكن بعد القضاء على هذا السرطان المستشري في جسد الوطن بل وجسد الأمة التي عليها أن تولي القضية اليمنية اهتماما كبيرا وأن تسخر لها امكانيات تمكن القوات المسلحة من حسم المعركة والقضاء على الأطماع الإيرانية التي في حال التعامل معها بلا مبالاة لن تتوقف عند حدود الجغرافيا اليمنية بل ستتوسع بفعل أذرع إيران وأدواتها إلى كل جنبات المنطقة التي ترى إيران في شعوبها عدوا تاريخيا يجب اخضاعه واذلاله وتسخير خيراته وموارده لصالحها وهو هدف تضعه إيران نصب عينيها منذ أمد بعيد.
لا مناص من وحدة الصف على مستوى القوى الوطنية اليمنية والعمل مع كل الأنظمة والشعوب العربية المستهدفة بالمشروع الإيراني التوسعي على وأد هذا المشروع الذي لا زال بالإمكان القضاء عليه أن ارتقى الجميع إلى مستوى مخاطره ومهدداته.