وإنّــا لبالغــوه..
أيام قلائل تفصلنا عن بلوغ يوم الكرامة، يوم الإباء، اليوم الذي سبقنا إليه شمس الضحى وصنعنا أشعته بأيدينا المضرجة بدم الحرية التي دققنا بابها بعنفوان الإرادة وصلابة الرجولة وإصرار الشرفاء على اقتلاعه لتنبجس من محراب نضالنا أشعة الـ26 من سبتمبر الخالد الذي لن تستطيع النيل من خلوده كل محاولات قوى الظلام والكهنوت الإمامية ربيبة الشيطنة المجوسية في المنطقة.
أيام قلائل تفصلنا عن بلوغ يوم مفصلي في حياة اليمنيين وتاريخهم النضالي المدون بدماء شهداء الثورة والجمهورية الذين بذلوا أرواحهم لله، ولنا في ليل قيامة اقتلعت الكهنوت ورمته إلى مزبلة النسيان ترفعا عن تذكره ككهنوت متخلف دنس ملطخ بكل قذارات السلوك السياسي والاجتماعي الذي مارسه بحق اليمنيين الذين حكموا الارض وقادوا في حافتيها الجنود.
أيام قلائل فقط ونلج إلى قلب الفرح السبتمبري الغامر المكتظ بكل تعابير الفرح ودلالات الارتباط الوثيق بالوطن وثورته السبتمبرية العظيمة التي أنجز ثوارها أهداف العدالة والمساواة، وأزالوا الفوارق والامتيازات بين الطبقات التي عمل على ترسيخها الكهنوت الإمامي البائد كترسيخ لطبقيته المقيتة التي ما أنزل الله بها من سلطان، بل جاء بها إبليس اللعين في معارضة لعدل رب العالمين حين قال: أنا خير منه! وهي ثقافة إبليسية التقطتها السلالة الإمامية، وجعلت منها منهاج عقيدة وبرنامج حكم أثخن من خلاله جراح اليمنيين، واستلب حرياتهم وأموالهم دون حق، فكانت ثورة الـ26 من سبتمبر هي الرد العملي المناسب الذي أطاح بهم في يوم عاصف زلزل فيه قصورهم، ومزقهم كل ممزق، وهو ما سيكون مع بقاياهم التي عادت إلى الظهور على حين خديعة بتقية لا يمارسها إلا أنذال البشر وحقرائهم.
أيام قلائل وسيردد الشعب من أقصاه إلى أقصاه نشيده الوطني الخالد: رددي أيتها الدنيا نشيدي.. ردديه.. وأعيدي وأعيدي.. واذكري في فرحتي كل شهيدي.. وامنحيه حللا من ضوء عيدي.. رددي أيتها الدنيا نشيدي.