معركة من طرف واحد
يشكل التأصيل الطبقي القائم على الفوارق والامتيازات بين طبقات المجتمع الذي تعمل عليه مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران خطرا محدقا بحاضر اليمنيين ومستقبلهم بل وحاضر ومستقبل الأمة العربية المستهدفة من قبل إيران منذ أن احتلت مقود قيادتها الآيات الشيطانية المتشبعة بحقد دفين تجاه العرب وبالذات دول الخليج التي تدعي أن لها فيها إرثا جغرافيا وثقافيا لا مناص من استعادته وإحيائه.
بعث الفوارق والامتيازات بين الطبقات الذي تعمل على بعثه المليشيا الإرهابية- وقد تم محوها من ذاكرة الوعي الجمعي كادعاء يتصادم مع الفطرة الإنسانية وكل العقائد السماوية- يؤكد وبما لا يدع للشك مجالا أن هذه المليشيا تخوض معركة خطيرة ومدمرة من طرف واحد ضد الشعب اليمني وشعوب المنطقة بل وضد كل القيم الإنسانية النبيلة وهي معركة تستدعي من كل اليمنيين والأشقاء شعوبا وقيادات وساسة ومفكرين وأدباء ومثقفين وإعلاميين خوضها بكل قدرات الأمة، مواجهة ترتقي إلى مستوى خطر هذا التأصيل الطبقي المدمر الذي يعصف بحاضر المنطقة ويجتر مستقبلها إلى مركز العاصفة المدمرة لقيم التعايش والمحبة والسلام بين مختلف فئات المجتمع وشعوب المنطقة بل وشعوب العالم الحر..
الأمر جد خطير بل ومدمر، السكوت إزاؤه خيانة وطنية عظمى تتحملها القوى السياسية حاكمة ومعارضة تلك التي تصم آذاننا من خلال وسائلها الإعلامية المختلفة وناشطيها على مواقع التواصل الاجتماعي بتصريحات ومنشورات وتغريدات تنافح من خلالها عن قيم الحرية والعدالة والمساواة في الوقت الذي لم تكن فيه المليشيا قد بدأت هجومها التوعوي على عقول النشء والشباب في المناطق الخاضعة لسيطرتها وتختفي هذه الأصوات التي كانت منافحة عن قيم التعايش عند إعلان المليشيا بدء حربها على وعي المجتمع التحرري الرافض للتمييز الطبقي الذي يخوض معركته أعزلا من دعم القوى التي تصف نفسها بالتقدمية والتحررية القابعة في عمق بذخ السلطة ونعيم المعارضة والتي لا يستنهضها سوى خوض صراع بيني مع قوى تخوض معركة وجودية مع مليشيا الحوثي الإرهابية.
مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران أداة رخيصة لا يمكن الوصول معها لحل يحفظ ثوابت وقيم المجتمع وموجهاته العقيدية والثقافية إلا بحسم عسكري يأتي عليها وعلى قواعدها من الأساس، ما لم فإن الحاضر مظلم والمستقبل حالك لا سبيل فيه إلى بصيص نور.