المراكز الصيفية الحوثية وتسميم العقول

منذ اللحظات الأولى للإنقلاب الحوثي على الجمهورية، وعلى الدولة سعت العصابة الحوثية، بكل ما أوتيت من قوة لمحاولة طمس الهوية اليمنية، وتشويه دين الشعب اليمني، والمساس بثوابته الدينية والوطنية، مستغلة حالة الحرب، وحالة الخلاف بين مكونات الشعب اليمني، ولأنها واجهت رفضا شعبيا لأفكارها ومعتقداتها الباطلة، ذهبت نحو جيل الشباب، والطلاب، لتفرغ أحقادها الطائفية مستبدلة مالدى الجيل من ثقافة الاسلام السمح، والتشبع بروح الوطنية وحب اليمن، لتحل بدلا عن ذلك أفكار الإمامة، وولاية الفقيه، فيجد الطالب نفسه محاطا بثقافة التحريض والكراهية، وثقافة الموت، فلا يلتفت يمنة أو يسرة إلا ويجد ملازم السيد، وخطابات السيد، وهنا يكون قد أفرغ تماما من أي حصيلة علمية، معبأ بعقيدة باطلة تؤمن بالإنتقام والثأر، وهذا ما نلاحظه من خلال النماذج التي تتخرج من تلك الدورات، والمراكز الصيفية، فيعود الطالب حاملا لواء الثأر والإنتقام من أقرب الناس إليه ابوه وأمه ومجتمعه. 

ليس بغريب كل ذلك! طالما وعقله تم غسله بأفكار الشعوذة والدجل، وتسميم فطرته السمحه، وإبدالها بخمينية المعتقد، وسلالة المنهج، ناهيك عن حالة الفتنة التي تسببت بها هذه الجماعة المأزومة، فخلال تاريخها الأسود نجد أن اليمنيين يعيشوا حالة من الإستنفار لمواجهة الافكار والمعتقدات، ويصل بهم الحال للمواجهة المسلحة انتصارا لهويتهم ودينهم. 

ومن هنا يكمن الواجب على أبناء اليمن، الإنتصار لهويتهم، كما إنتصر آباءهم خلال مسيرتهم الكفاحية في مواجهة الإمامة، والعمل بروح الفريق الواحد لإيصال صوت الوعي الوسطي للاسلام السمح التي تربى عليه الاباء والأجداد، وسطروا دروسا في التعايش والتسامح، فالحركة الحوثية كما عرفها الشعب، حركة تعيش في مستنقعات الجهل، والدجل والكهانة، والمكان اللائق بها أن تبقى محاصرة، وحشرها في مكان ضيق يتناسب مع عقليتها المنافية للواقع، وهناك حيث مزبلة التاريخ هو ما ينتظرها جزاء بما ارتكبته بحق الشعب من دمار وخراب.