اين اتحاد نقابات العمال..؟؟!!

أين دور اتحاد نقابات العمال والموظفين من الإنتهاكات والمعاناة التي تواجه عمال وموظفي الدولة الذين يعيشون داخل البلاد..؟!

مرتباتهم الحالية والتي تمتد لسياسة الأجور ماقبل ٢٠١٤م لم تعد تلبي أبسط متطلبات حياتهم الإنسانية الضرورية ( ايجار السكن / متطلبات الغذاء والمسكن/ متطلبات الأبناء والبنات الحياتية والدراسية والصحية / فواتير الكهرباء والمياه والهاتف/ ترميم وصيانة المساكن وتوفير متطلباتها الرئيسية / وغير ذلك الكثير.. ).

 ارتفعت أسعار المواد الغذائية والخدماتية والإستهلاكية الضرورية منذ عام ٢٠١٥م وتتصاعد حتى اليوم لتتجاوز فوارقها أربعة أضعاف ..! ورغم ذلك بقية نفس الأجور والرواتب..! ولم يتحرك هذا الإتحاد النقابي المعني قانونا وإنسانيا في الدفاع عن حقوق العمال والموظفين المشروعة والذين تستقطع من رواتبهم الشهرية اشتراك شهري للنقابات كونهم ملزمين بعضوية هذه النقابات واتحادهم .. الإتحاد العام لنقابات العمال..

لم نعد نسمع صوتا لهذا الإتحاد..! وأنا هنا أتحدث عن كيانات نقابيةعمالية قطاعية و اتحاد عام يجمعهم، يمتلكون تراث وتاريخ مجيد يزخر بالكثير من الإنتصارات في الدفاع وحماية حقوق العمال والموظفين يمتد لأكثر من سبعون عاما....ما يستحق التمجيد والتقدير والإحترام...

لكنه اليوم غائب ولم نعد نسمع عنه وبرز بدلا عنه ( اتحاد نقابات عمال الجنوب / واتحاد نقابات عمال عدن ).. طيب اين اتحاد نقابات الجنوب ؟! واين اتحاد نقابات عمال عدن ؟!.

عندما يسيطر القرار الحزبي والسياسي على عمل النقابات تبرز الإختلالات في مسار تحقيق الأهداف وتضيع معها الحقوق.. والتي تتمثل هنا بحقوق العمال والموظفين...

انهيار العملة "اليمنية" وما سببته من ارتفاعات مهولة لحاجيات العمال والموظفين وأطفالهم وأسرهم الحياتية الإنسانية الضرورية،مع ضعف الخدمات العامة الضرورية.... كل ذلك يقع تحت مسؤولية الحكومة ..! ولكن لم نسمع موقفا أو بيانا أو مطالب ونداءات تصدر عن اتحادات النقابات العمالية بتسمياتها المختلفة للمطالبة بهذه الحقوق الإنسانية المشروعة والواجب احترامها وتنفيذها من قبل الدولة وحكومتها المعنية بتنفيذ سياساتها..(من ضمن الحقوق القانونية المستحقة للعمال والموظفين تأتي العلاوات السنوية وهو استحقاق قانوني يرتبط بالأجور ،ومسؤولة عن تنظيمه ومتابعة تنفيذه وزارة العمل والخدمة المدنية .. ).

نريد نقابات عمالية تلتزم وتحترم مسؤولياتها وواجباتها تتبنى قضايا العمال والموظفين وحقوقهم الإنسانية،وتدافع عن هذه الحقوق باستخدام أسلحة العمل النقابي السلمية وهي كثيرة.

لانريد استخدام النقابات والعمل النقابي للدفاع عن الإدارات وأشخاصها والفساد ، على حساب واجباتهم في تبني والدفاع وحماية حقوق العمال والموظفين.. 

نريد نقابات تنتزع حقوق العمال والموظفين المشروعه باستخدام الأسلحة النقابية السلمية..

نريد أن تناضل النقابات و تتبني الحقوق الإنسانية المشروعة للعمال والموظفين من خلال رفع الأجور بما يتناسب والقيمة الشرائية للعملة التي يستلمون رواتبهم منها ..!

ورفع الرواتب والأجور لتلبية حاجيات العمال والموظفين الضرورية وبما يتناسق مع الأجور والمرتبات والحوافز التي تصرف للمسؤولين والموظفين بالعملة الأجنبية...

مع جزيل تحياتي لمن يناضلون حقيقة في صفوف النقابات حماية لحقوق العمال والموظفين...والمهن الأخرى.

*محمد قاسم نعمان

*رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان