مختار النقيب.. وداعاً أيها الراحل العزيز
إنه المناضل بصمت والمكافح بيقين والمجاهد بصدق؛ توفاه الله مساء بعد قضاء يومه صائما لله تعالى.
قبل أسابيع اقتحمت عصابات الحوثي منزله في محافظة البيضاء بعدما أصدرت حكما بحجزه لأنه اختار الوقوف في صف الوطن والدولة ضد الانقلاب الهمجي والعصابات الإجرامية.
ضحى مختار بكل ما يملك وأصبح منفيا مشردا داخل بلده بسبب انحيازه إلى الخيار الوطني والتمسك بالمبادئ والقيم التي امن بها؛ ومع ذلك تحمل كل ما واجه من معوقات وعقبات دون من ولا أذى.
لم يفعل كما فعل كثيرون حينما اثروا الهروب إلى خارج البلاد والبقاء هناك في الفنادق والمقاهي والمتنزهات، والانشغال بالبحث عن المصالح الشخصية والمكاسب الخاصة ولو كان على حساب الوطن وقضيته.
بقي هنا مثل كل المدافعين عن اليمن ودولته ومؤسساته متحملا تبعات اختياره هذا الطريق؛ وظل حاضرا مع الجميع أخا وزميلا وصديقا لكل من يعرفه؛ ناشط في مواجهة المليشيا الحوثية وانقلابها المشؤوم، ومناضل شجاع متسلح بالعلم والأخلاق والمصداقية وحسن التعامل.
لم يرهبه اجرام الانقلاب وأدواته ولم يضعف موقفه أو تلين إرادته بل ظل متمسكا بمبادئه ومحافظا على قيمه ومدافعا عن وطنه وحريصا على استعادة دولته مهما كانت التضحيات.
الراحل أبو عمر مضى سريعا وهو في ذروة عطائه وقد ترك نموذجا يحتذى في التضحية بدون ضجيج وفي النضال بعيدا عن الأضواء وفي الثبات بدون تردد ولا ضعف ولا هزيمة.
رحمة الله عليك أبا عمر
ونسأل الله أن يسكنك فسيح جناته في مقعد صدق عند مليك مقتدر.