قيادة سياسية وسياسة اعلامية

مفهومان متداولان يفيدان بأن الرئيس السابق علي عبدالله صالح ما يزال يحكم رغم مغادرته دار الرئاسة وانضمام معارضين سابقين إلى سلطته متخمين بعطاياه ومتشربين بثقافته في الحكم ومتلبسين بروحه في إدراة مؤسسات الدولة.

***

الشكل هو المضمون والمبنى هو المعنى في الحالة اليمنية الراهنة.

***

في اليمن رئيس انتقالي (انتخابي إذ أن مهمته الأولى هي تهيئة البلد لانتخاب الرئيس الاعتيادي بعد تنحية أو تنحي صالح عن السلطة). لكن مجلس النواب ومجلس الوزراء وقادة الأحزاب وافتتاحيات الصحف الحكومية (العامة) تلح على أنه قيادة سياسية، لكأننا في نظام حكم تسلطي أو شمولي لا يمت إلى العصر بصلة. "القيادة السياسية" هي باختصار الرئيس الأب (البطريرك) الذي يشمل برعايته كل المؤسسات والهيئات والأحزاب والتنظيمات والمؤتمرات. كذلك كانه صالح، وكذلك هو وريثه وسليل نظام حكمه الرئيس هادي.

في اليمن وسائل إعلام عامة (مملوكة للدولة وممولة من الخزينة العامة)، وقبل 3 سنوات فقط كانت المعارضة السابقة ممثلة باللقاء المشترك، تزعق اعتراضا على مصادرة هذه الوسائل لصالح الطرف الذي يحكم، ومن أجل تقديم وجهة نظر أحادية تسبح بحمد الرئيس السابق، تمجده ليل ونهار، وتخصص مساحات كبيرة من ساعات بثها وصفحات مطبوعاتها لتفسير خطاباته التاريخية وتبجيل سياسته الحكيمة وتنميق قراراته العبقرية، وتسليط الضوء على براعته ودهائه وحنكته.

كان هذا كله يندرج في سياق الالتزام بما يسمى ب"السياسة الاعلامية" للدولة، الدولة المشخصنة التي يتم اختزالها في الرئيس المؤتمن و"القيادة السياسية".

لا شيء تغير في "السياسة الاعلامية" التي صارت في عهدة وزير من اللقاء المشترك. فالإعلام العام على عهده، يمجد ويبجل ويسبح ويخصص ويسلط ...ويتسلط على الشعب.

المعارضة السابقة تسلك سلوك الطغاة، وهي الوريث المؤتمن للأب الذي كانه علي عبدالله صالح وصار اسمه الآن في "ربيعها العربي" عبدربه منصور هادي!

من صفحة الكاتب على الفيس

مقالات الكاتب