الجبولي والجبل
يسعهُ أن يكون ملكاً للجميع،
يتفانى في خَلْق علائق مع كل ألوان الطيف، هو يلوذ بالحُب، يرسمهُ خريطة جميلة في جغرافيا الجبل والوادي، وإنْ قيل عن حُلمهِ ومُناه، فهو يميل الى فنون التجميع، ولا يأبه لبُنيّات الطريق!
الشاب الصُبيحي الأنِف، جاء ليبني جبهة فبادر ولنِعمَ المبادر،
بدأ يرصُّ وينسٌّق البناء، وكما أنّهُ يبني، هو أيضاً يشدُّ جدار الجبهة بزندهِ القوي، وبعقلهِ المُلهَم، فلا يدع ثغرة، وإنْ كانت كخرم إبرة.
يبدو أبوبكر ولِعَاً بالغِراس، لكن يضيقُ به مَنْ يهوى حَرْق الزروع،
وهو الصاعد بعلو الهمّة، لا يضرُّهُ فِعل المتربصون الصغار.
هو قائد محور "طورالباحة" وهو اللواء الذي يستظلُّ به عَسكرهِ، وهو بستان الجُند الذي ترتع فيه الجباه السُّمر، يصعد الجبل ويهبط الوادي، ويتسلق الصخر، ويستريح تحت شجرة،
ثم يستأنف الطريق في الرملة والمنحدر هو و"المُشاة"، وإذِ الركب يمضي خلف القائد ويمشون، يتماسك البناء ويشدُّ بعضها بعضاً، ويتصدى المحور لصلف المليشيا، ولا يلتفتُ للتوافِه.
وإذا الفتى بلغَ السماءَ بمجدهِ
كانت كأعداد النجوم عِــــداهُ
ورمَوه عن قوسٍ بكل عظيمةٍ
لا يبلغونَ بما جَنــوه مـــــداهُ
الجبولي يثبت كالجبل، وهو تجاه الأنواء والشدائد يتصبّر فيصبِّرهُ الله.. وهو أبوبكر يألف ويؤلَف..سلِمت أبوبكر، ولا بارك في عبوّاتهم، ودمت للوطن ذخراً..