مواطنة متساوية
تبدأ مؤشرات الانهيار الحتمي للمليشيا والتنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة حين تتكشف أقنعتها التي ظلت تخدع بها الناس هادفة إلى كسب ولائها وتبعيتها لضمان تسخيرهم في خدمة أجندتها ومشاريعها التدميرية، وهذا ما بدت عليه مليشيا الحوثي المتمردة وهي تمضي بممارسات الفرز المبني على أسس عرقية وطائفية بحتة لأجل خلخلة النسيج والتماسك المجتمعي تمهيدا لإرساء نظام طبقي كهنوتي يمنح أفضلية أسر بعينها في الاستئثار بمقاليد الأمور وشؤون العامة والاستحكام بالفرص والثروات والموارد.
في الإطار الجغرافي الخاضع لسيطرتها أمعنت المليشيا الحوثية في استنزاف موارد القبيلة لدعم حربها على اليمنيين وفي إقحام أبنائها بالقتال من خلال جرهم إليها بشعارات زائفة ومسميات خادعة تبددت جميعها حين أقدمت على محاولة الشرعنة لممارستها العرقية والطبقية عبر قراراتها التمييزية التي أفضت إلى عدم الاكتراث بحياة المواطنين وسبل معيشتهم وأمنهم واستقرارهم مقابل إيلاء العناية الخاصة والأفضلية لأسر محددة يجبى إليها ثمرات كل شيء كحق إلهي وفقا لزعمهم وافتراءاتهم الكاذبة التي لم تعد تنطلي على أحد.
الآن وقبل أي وقت مضى تتجه المليشيا المتمردة فعليا نحو أولى خطوات التفكك والانهيار الشامل، وقد أدرك أبناء اليمن جميعا مقاصد هذا المشروع العنصري المقيت بمن فيهم المخدوعون والمغرر بهم، فكيف لمشروع طارئ أقدم على استحلال أموال الناس وممتلكاتهم وسبل معيشتهم أن يكتب له البقاء والاستمرار؟!
يأبى مشروع الدولة إلا أن تكون المواطنة متساوية، وأن الجميع دون استثناء سواسية في الحقوق والحريات الشخصية والاجتماعية والمدنية وفي الوصول إلى فرص التعليم والتأهيل والعمل والتجارة والقيادة والمشاركة السياسية والاقتصادية، لا أفضلية لفرد أو أسرة أو عرق أو نسب أو طائفة، وبهذه اللبنات سيبنى مستقبل اليمن الجديد وفقا لخارطة الطريق التي رسمتها مخرجات الحوار الوطني الشامل الضامنة لتحقيق دولة العدل والمساواة والعمل المشترك القائم على مبادئ وقيم الحكم الرشيد.
لن يطول عهد الظلم والظلام الجاثم على أبناء اليمن في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا، فها هي قواتنا المسلحة تشق طريقها نحو استكمال التحرير وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في ربوع الوطن، ولابد لليل أن ينجلي.