المواجهة السعودية _الإيرانية بدأت تسخن في اليمن!

بعد لبنان والبحرين وسوريا، من الثابت ان إيران والسعودية تخوضان فعليا، مواجهة كبيرة في اليمن. وتلعبان بأدوات محلية في "الأرض المحرمة". الدولتان الدينيتان الوحيدتان في العالم الاسلامي لا يكبحهما وازع من دين أو أخلاق أو جوار إذ تدفعان باليمن إلى جحيم الفوضى والإرهاب والانهيار، مستثمرتين الفراغ القيادي الكارثي في صنعاء وتآكل شرعية الدولة ومؤسساتها وأجهزتها في الجنوب ومناطق أخرى.


خلال نصف قرن انتقل اليمن المنكشف بسياسات الرئيس السابق ثم بالمبادرة وقرارات مجلس الأمن وصغائرية قادة الاحزاب، من موضع صراع مصري _سعودي في ظل الاحتلال البريطاني لعدن والمحميات، إلى موضع ارتطام ايراني _سعودي في ظل الاحتلال الاميركي للبحر الأحمر وخليج عدن وبعض المواقع في الداخل اليمني.


رجال السياسة في اليمن متسولون بالاعتياد والنشأة [فكما البشر تكون الأحزاب والقوى السياسية، ف "الطفل هو أبو الإنسان في الواقع"، وهؤلاء السياسيون نشأوا على التسول من الخارج أو تلقي التمويلات من حركات وعواصم عربية واوروبية]، وبعد انهيار المعسكر الاشتراكي وتراجع الدور المصري والنهايات المأسوية لنظامي صدام حسين والقذافي، ظهرت إيران وتركيا وقطر كمصادر تشويش على القناة السعودية في اليمن. والآن فإن الصراع يستعر بين الرياض وطهران، مهددا بتحويل اليمن إلى ميدان تفريج توتراتهما في الشام والعراق ومسرح تجريب وسائل صراع جديدة بعيدا عن الأنظار.


ليلطف الله باليمن الفقير المنهك المنهوب من حكامه والمستلب من جيرانه. وليلهم الطيبين من أبنائه، جنوبيين وشماليين الإيمان ليدركوا المآل الذي سينتهون إليه في حال استسلموا للأنانيات وانساقوا بالعاطفة والحماس لأدوات السياستين السعودية والايرانية في بلدهم الجريح.

مقالات الكاتب