بيان بن عرب ودعوة للتدخل

بيان مكتب وزير الداخلية، الذي صدر قبل قليل حول واقعة شحنة السلاح، المحتجزة في ردفان، كان يفترض أن يكون أكثر مسؤولية، وانضباط، من الآخرين، وهو يتحدث نافيا التهم الموجهة إليه، بدلا من ذهابه لتوجيه التهمة لآخرين، في سياق حالة المناكفات غير الايجابية، مع أطراف أخرى، تعمل تحت مظلة الشرعية..

 

من حق مكتب بن عرب أن ينفي، ومن واجب الذين نشروا عن الواقعة، الاعتذار إذا استطاع أن يثبت زيفها، وبطلانها، لكن ليس من الطبيعي، أن يتم توجيه التهمة لآخرين، وكأنه يريد القول: أن هناك جهات أخرى تقوم بالتهريب، وليس نحن. بينما هو وزير الداخلية المسئول، عن امن البلاد، وعن كل صغيرة، وكبيرة، تحدث في عدن، أو في غيرها من المناطق الخاضعة، لسلطة الشرعية، وأي عملية تهريب تحدث للانقلابين، المسئول عنها وزارة الداخلية، قبل أي جهة أخرى.

 

إذن نحن لسنا أمام حالة مناكفات غبية، وحقيرة، فحسب، بل أمام حالة مخيفة، من انعدام المسؤولية، لدى من يفترض أنهم رجال دولة، ومسئولون عن امن البلاد.

 

لسنا ضد بن عرب، ولسنا مع خصومه المفترضين، الذين وجه لهم مكتبه تهمة تهريب السلاح، في معرض الدفاع عن نفسه، ولكننا مع الحقيقة الساطعة، التي يحاول البعض دفنها، بتوزيع الاتهامات، في كل اتجاه، وتحويل الموضوع إلي أشبه بقصة مسلية، تفتقد للخيال،والحبكة، ومنزوعة الحقيقة، سرعان ما يملها المتابع، والقارئ، ويعزف عنها.

 

أقولها بصدق نحن أمام حالة مرعبة، من انعدام المسؤولية، لقد سمعنا الكثير وقرأنا عن وقائع التهريب للأسلحة، إلي الانقلابين عبر موانئ، ومعابر، خاضعة لسلطة الشرعية، وتم احتجاز سفن، وناقلات، ومهربين، وليس أولها، ولا أخرها، ما حدث بالقرب من باب المندب، قبل نحو أربعة أشهر، لكن سرعان ما يتم دفن الحقيقة، وطمس الأدلة، وكأن الأمر لم يكن.

 

السؤال:لصالح من يحدث ذلك؟ومن يحمي المهربين ويقف خلفهم؟ولماذا تصمت قيادات الشرعية، عن هكذا وقائع، أن كانت فعلا يهمها امن البلاد، والعباد، ويهمها حسم المعركة، مع الانقلابين؟ إلي وقائع التهريب، للانقلابين، التي تتم من داخل عمق الشرعية، هناك أيضاً قصة بيع أسلحة التحالف، للانقلابين، وهذا ما يؤكده كثير من القيادات الميدانية في جبهات القتال، ولن يكون أولها، ولا أخرها، ما تحدثت به قيادات جنوبية، تقاتل في صعدة، لقد صدمت عندما وجدت الانقلابين، يقاتلون بأسلحة التحالف، لكن سرعان ما تم دفن هذا الموضوع أيضاً.

 

ضبط قاطرة تحمل أسلحة مهربة، في ردفان، للانقلابين، لن تكون الأولى، وليست الأخيرة، إذا ما ظلت المسؤولية، والحرص، على امن البلد، غائبان، عن مسئولي الشرعية، واستمرت عملية المناكفات، وتصفية الحسابات، بين إطراف الشرعية، هي السائدة.

 

الأمر مخجل، ومخيف، ولا ينبغي تجاهله، فمن العيب السكوت عن ما يحدث، داخل معسكر الشرعية، فواجبنا يحتم علينا النصح، والإرشاد،والتنبيه، وكشف الحقائق، وتعرية تجار الحروب، و المتلاعبين بأمن البلاد، والعباد. دعوة للرئيس هادي، والتحالف العربي، للوقوف بجدية أمام ما يحدث،وفتح تحقيق في كل الوقائع، لتفادي تكرار ما حدث، ولحفظ وحدة الشرعية، وتماسكها،وتفويت الفرصة على المتربصين.

 

وسؤال أخير أوجهه لبن عرب: إذا افترضنا أن واقعة ردفان غير صحيحة، فماذا عن واقعة مريس، التي تحدث عنها بيانكم، ومن المسئول عنها؟!

مقالات الكاتب